اضطراب الشخصية الفصامية

بواسطة: تفاؤل بشير - تم مراجعته طبياً: احمد الراجي

  1. الرئيسية
  2. اضطرابات الشخصية
  3. اضطراب الشخصية الفصامية
اضطراب الشخصية الفصامية
نظرة عامة

اضطراب الشخصية الفصامية (schizotypal personality disorder) هو اضطراب نفسي يتميز مصابيه بسمات صارمة مثل ضعف مهارات التكيف وصعوبة تكوين علاقات اجتماعية، وعادة ما تؤثر سماتهم الشخصية على العديد من مجالات الحياة المختلفة كالحياة الاجتماعية والدراسة والعمل، ولديهم إيمان قوي بالخرافات والتفكير السحري والأفكار المصحوبة بجنون العظمة، ويتجنبون الأشخاص الذين لا يثقون بهم بشكل غير عقلاني.

التعريف

الشخصية الفصامية عبارة عن حالة عقلية تتميز بنمط ثابت من القلق والانزعاج الشديد من العلاقات الوثيقة والتفاعلات، فهي واحدة من مجموعة حالات تسمى اضطراب الشخصية، ويطلق عليها أيضًا الشخصية الفصامية النوعية أو الشخصية الفصامية النمطية بمعنى أن هذه الشخصية هي نوع تابع لاضطرابات السخصية ولديها نمطًا مميزًا في التفكير والسلوك، ومن أبرز انواع الشخصية الفصامية هو النوع الانسحابي الذي ينسحب من أي تجمع ويميل للعزلة، النوع الحالم الذي يعيش مع نفسه في خياله وقد يبدع في القصص والكتابات، النوع القريب من الفصام الذي تقترب سماته من سمات اضطراب الشخصية الفصامية لكنه لا يعاني من هلاوس أو أوهام، والنوع الاجتماعي السلبي الذي يرغب في تكوين علاقات لكنه يخاف ويقلق منها.
ولكن يوجد اختلاف بين الشخصية الفصامية والشخصية شبه الفصامية، حيث أن شبه الفصامية عبارة عن حالة يُظهر فيها المريض اهتمامًا قليلًا للغاية لتكوين صداقات وعلاقات اجتماعية، ويتصفون بأنهم انطوائيين ويتفاعلون مع الآخرين في أنماط محددة قليلة،على عكس المصابين باضطراب الشخصية الفصامية الذين يفشلون في التفاعل وتكوين العلاقات.

ما هي الشخصية التجنبية؟

أعراض الشخصية الفصامية وأشهر صفاتها

تتضمن أعراض الشخصية الفصامية ثلاثة محاور رئيسية كالتالي:

اضطراب الشخصية الفصامية

الأول: انخفاض القدرة على تكوين علاقات وثيقة

  • ليس لديه أصدقاء مقربون يثق بهم خارج نطاق العائلة، وهي من أشهر صفات الشخص المصاب باضطراب الشخصية الفصامية.
  • القلق الاجتماعي المفرط المرتبط بجنون العظمة، وذلك يؤثر بشكل سلبي على العلاقة بين الشخصية الفصامية والزواج لأن صاحب هذه الشخصية يتصرف بتعال مع شريك حياته من منطلق أنه دائمًا على صواب ولا يقبل النقاش.
  • ضعف الاستجابة العاطفية وانخفاض الدافع الجنسي، وهي من أحد العوامل التي تجعل فكرة الجمع بين الشخصية الفصامية والزواج من الأمور الصعبة، والتي تجعل المريض لا يُقبل على فكرة الارتباط أو الزواج ويفضل أن يعيش بمفرده.
  • صعوبة الحفاظ على التواصل البصري.
  • لا يتفاعل مع الأحداث المثيرة الجديدة كأنها لم تحدث، مما يسبب فتورًا في حياته الزوجية.

الثاني: لديه إدراك وأفكار مشوشة حول الأحداث المحيطة

  • الشك الدائم حول ولاء الآخرين.
  • تفسير الأحداث المحيطة به على إنها ذات معنى شخصي وإنه المقصود بها.
  • الانشغال بالخيال وأحلام اليقظة.
  • العداء وردود الأفعال العنيفة على النقد، وهي مشكلة واضحة تؤثر أيضًا على حياته الزوجية إذا كان متزوجًا فيرفض التعديل أو إبداء الرأي حول تصرفاته.

بسرية تامة إحجز برنامج علاج الشخصية الفصامية لتستعيد حياتك من جديد

أُكتب لنا حكايتك مع الشخصية الفصامية والأعراض التي تُعاني منها

الثالث: سلوكيات ومعتقدات غريبة الأطوار

  • الإيمان القوي بالتخاطر والخرافات.
  • استخدام أنماط كلام غريبة وعبارات غامضة.
  • ارتداء الملابس بطريقة غريبة.
  • استشعار وجود شخص غائب.
  • يشعر دائمًا أن هناك من يراقبه.
  • تدهور النظافة الشخصية.

ولذلك فإن العلاقة بين الشخصية الفصامية والزواج صعبة والإقدام عليها ليس بالأمر الهين، فأصحاب هذه الشخصية لا يتمتعون بعلاقات وثيقة مع الآخرين ولا يودون إقامتها من الأساس، فهم يفضلون الوحدة والعزلة.وقد لا يرغبون في التواصل الجسدي ولا يخرجون في مواعيد غرامية غير مبالين بما يتصوره الآخرين عنهم، قد يبدون باردي المشاعر؛ لأن ملامح وجوههم لا تتغير لإظهار مشاعر الحزن أو السعادة (masked face).

وإليك بعض النصائح الهامة للشركاء المتزوجين من الشخصية الفصامية لتعزيز العلاقة الأسرية والحفاظ عليها:

  • فهم طبيعة المرض وأعراضه يساعدك على فهم ما يحدث لشريك حياتك ومساندته وتشجيعه على العلاج.
  • عدم أخذ الأمور على محمل شخصي؛ حيث تصدر من المريض سلوكيات غريبة ومخيفة أحيانًا، فمن المهم معرفة أنها من أعراض المرض ولا يقصد بها إيذاءك.
  • الاستماع إليه بإنصات يساعدك على فهم مخاوفه.
  • الموازنة بين رعاية شريكك المصاب والقيام بأنشطتك اليومية وأخذ قسط كاف من الراحة للمحافظة على صحتك البدنية والنفسية.
  • طلب الدعم الأسري لمساعدتك في مراعاة شريكك المريض.
  • تشجيع الشريك المصاب على العلاج والمواظبة على زيارة مركز الصحة النفسية لتتحسن حالته.

ملحوظة

لا تتسم الشخصية الفصامية بالجنون أو بالفصام العقلي الذي يفصل المريض عن الواقع ولا تعاني من الهلاوس، لكنها تتسم بالانطوائية والانعزال وتحتاج لفهم وتعاطف ودعم نفسي.

التشخيص

تساعد كل هذه الأعراض التي تم ذكرها في تحليل الشخصية الفصامية وتشخيصها، وذلك من قبل الطبيب المعالج حيث إنه يصعب تشخيص هذه الحالة إذا كان المريض يعاني من الفصام أو اضطراب طيف التوحد أو اضطراب ثنائي القطب؛ لذا قد يطلب الطبيب الخاص وجود أحد أفراد العائلة مع المريض ليقدم نظرة ثاقبة حول سلوكياته لأنه -في أغلب الأحيان- لا يعترف المريض أنه يعاني شيئًا، بل يشعر أن كل سلوكياته طبيعية للغاية، وقد يرغب أيضًا الطبيب في جمع معلومات عن التاريخ العائلي وما إذا كان هناك أي تاريخ عائلي للأمراض العقلية والسلوكيات والمعتقدات الغريبة، وبالطبع لا يلزم وجود كل علامات الشخصية الفصامية في شخص واحد، حيث إنها تختلف من مريض لآخر وفقًا لدرجة وشدة المرض.

اضطراب الشخصية الحديه وأنواعه

علاج الشخصية الفصامية

عادة ما يتضمن العلاج، الجانب النفسي والجانب الدوائي، حيث يزيد العلاج النفسي من التثقيف بشأن المهارات والسلوكيات الاجتماعية:

العلاج النفسي

هو مصطلح يشير إلى مجموعة متنوعة من تقنيات العلاج التي تهدف إلى مساعدة المرضى على تحديد وتغير المشاعر والأفكار والمعتقدات المزعجة، وتقدم الدعم والتعليم والتوجيه للمريض وعائلته، ويشمل ما يلي:

العلاج النفسي الجماعي

حيث تجتمع مجموعة من المرضى معًا لمناقشة مشاكلهم تحت إشراف الأخصائي النفسي، ويساعد العلاج الجماعي على تطوير المهارات الاجتماعية لأنه يعالج القلق الاجتماعي والإحراج.

العلاج السلوكي المعرفي

وهو نوع من العلاج المنظم الموجه نحو الهدف؛ حيث يساعد الطبيب المعالج المريض على إلقاء نظرة فاحصة على أفكاره وعواطفه لفهم تأثيرها على أفعاله وسلوكياته، وقد يساعده المعالج على الاهتمام بالواقع وأهمية العلاقات بين الأشخاص وكسب الثقة المتبادلة، ويساعده في التعرف على أنماط التفكير المشوه مثل جنون العظمة والتفكير المرجعي.

العلاج الأسري الداعم

ويعتمد هنا الطبيب المعالج على دعم الأسرة للمريض لكسب ثقته، وتعين أحد أفراد الأسرة لمتابعة سلوكيات المريض بنظرة ثاقبة لمساعدته في التخلص من الأفكار المشوه المغلوطة.

العلاج الدوائي

وتكون مضادات الذهان بجرعة منخفضة هي الخيارات الرئيسة للعلاج، ويصفها الطبيب المعالج بجرعات صغيرة لعلاج الأعراض التالية:

  • القلق.
  • الاكتئاب.
  • الاندفاع.
  • الخصائص المعرفية.
  • السلوكيات والكلام الغريب.

الخاتمة

التعامل مع المصابين باضطراب الشخصية الفصامية ليس أمرًا يسيرًا، وهو اضطراب عقلي صحي يتميز بالقلق والتوتر الشديد من العلاقات الوثيقة والتفاعلات الاجتماعية، ويكون لديهم أفكارًا مشوهة ومعتقدات وسلوكيات غريبة، وبعضهم مصابًا بجنون العظمة، ويؤثر على نمط الحياة بشكل عام والحياة الزوجية بشكل خاص؛ فإن المرضى يفضلون الوحدة وغير قادرين على الانخراط في العلاقة الأسرية؛ لذلك إن كان في عائلتك أحد الأفراد يعاني هذه السمات فعليك التوجه معه لمركز الصحة النفسية ليتم تشخيصه وتحديد طريقة العلاج المناسبة.

ما رأيك في المعلومات المعروضه بالمقال ؟
مفيدة

0

غير مفيدة

0

تفاصيل الكاتب
author
تفاؤل بشير
خبيرة في كتابة وإعداد موضوعات الصحة النفسية.

حاصلة على العديد من الشهادات وكورسات الدعم والإرشاد النفسي، خبرة حوالي 8 سنوات في كتابة الموضوعات الطبية خاصة الصحة النفسية.

جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.

أكتب تعليقا