تظهر اضطرابات الشخصية على هيئة تقلبات وتغيرات في شخصية المصاب، حيث نجده يتصرف بشكل غريب على غير المعتاد، كذلك نجد تفكيره غير طبيعي وقد يتسبب في إيذاء الآخرين لكنه لم يكن قاصدًا ذلك، وبالتأكيد تؤثر هذه الاضطرابات على حياتهم الاجتماعية وعلاقاتهم بالآخرين، وذلك يؤدي إلى تقلب مزاج المصاب كثيرًا وإعاقته عن ممارسة العمل بشكل طبيعي، لكن هل تعتقدون أن هذه الاضطرابات من الأمراض النفسية والعقلية؟ فدعونا أن نوضح لكم إجابة هذا السؤال مع ذكر أنماط الاضطرابات في الشخصية في هذا المقال.
تُعرف اضطرابات الشخصية في الطب النفسي على أنه مجموعة مختلطة من المشاعر والأفكار المخالفة لمعايير المجتمع، وتسبب اضطرابات نفسية يعاني منها الفرد وتؤدي إلى حدوث مشاكل في العلاقات الإجتماعية، وهي عشرة أنواع مختلفة ينطوي كلاً منها على أعراض وسلوكيات تخريبية وتقلبات مزاجية حادة
في الغالب لا يدرك المصابون باضطرابات الشخصية أنهم يعانون من مشكلة في التفكير أو السلوك، بل قد يصابون بالشك وفقدان الثقة في جميع المحيطين به ويلقون عليهم اللوم على ما يعانون من مشكلات.
هناك عشرة أنواع من اضطرابات الشخصية ولكلاً منها أعراض وعلامات مختلفة، ولكن يوجد 3 اعراض رئيسية مشتركة تظهر على جميع المصابين، وهي:
يفتقر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية إلى القدرة على تكوين صورة ثابتة عن أنفسهم أو الأشخاص المحيطين بهم.
يعاني مصابو اضطراب الشخصية من صعوبة التعامل مع الآخرين بسبب سلوكياتهم ومعتقداتهم الغير مألوفة.
القلق الشديد من السمات المميزة لاضطرابات الشخصية، وخاصة أصحاب المجموعة ج، ويؤثر هذا الخوف والقلق على أنشطتهم اليومية.
الجدير بالذكر أن هناك بعض التغيرات التي قد تطرأ على الشخصية بشكل واضح أو مخفي، حيث يصبح الشخص حزين وكئيب أو نشيط بشكل أكثر من اللازم، ويرجع ذلك التغيير المفاجئ إلى عدة عوامل رئيسية ومنها الإصابة بمرض عقلي مثل الاكتئاب أو القلق أو الخرف، أو مرض عضوي مثل العدوى التي تصيب المسالك البولية، ويمكن أن تكون تلك التغييرات نتيجة تناول بعض الأدوية، وبالتأكيد الذهاب للطبيب هام جدًا في تحديد سبب تغيير الشخصية ووضع البروتوكول العلاجي اللازم للحالة.
ولا تزال الأبحاث الدراسية مستمرة لفهم أسباب اضطراب الشخصية حتى الآن، ومن المرجح أن تكون أسباب الإصابة مزبج من بعض العوامل المختلفة والتي من أبرزها ما يلي:
أثبتت إحدى الدراسات أن هناك بعض الجينات الوراثية يمكن أن تكون عاملاً من عوامل ظهور اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية.
هناك صلة وثيقة بين الصدمات النفسية التي يتعرض لها الطفل مثل انفصال الوالدين أو العنف الجسدي أو التحرش الجنسي وغيرها، وتطور اضطرابات الشخصية في مرحلة المراهقة والإصابة بمرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع بشكل خاص.
التعرض للإساءة اللفظية بشكل مفرط في مراحل الطفولة، يعزز من فرص الإصابة باضطرابات الشخصية بأنواعها وخاصةً اضطرابات الشخصية النرجسية والحدية والوسواس القهري.
تلعب العوامل البيئية والثقافية دور هام في تطور اضطرابات الشخصية كطريقة التعليم وسلوكيات الأصدقاء وغيرها.
هناك 10 أنواع من اضطرابات الشخصية وجميعها تجعل سلوك صاحبها غير طبيعي ويترك أثر سلبي على من يتعامل معهم، كل ذلك لأنه ينظر للواقع بنظرة مشوهة، وقد تم تقسيم اضطرابات الشخصية العشرة إلى 3 مجموعات مختلفة لكل منها خصائص وأعراض تميزها، وذلك سنذكره فيما يلي:
النوع | المفهوم |
الاضطراب بجنون العظمة | يشعر الشخص المصاب بهذا النوع من الاضطراب بأن من حوله يحاول أن يؤذيه أو يحقر منه، ونتج عن ذلك فقدان الثقة في كل المحيطين به مع الشك بهم أيضًا. |
الاضطراب الفصامي | يشعر هؤلاء المصابون باضطراب الشخصية الفصامية بمعاناة شديدة عند التعامل مع أي أشخاص آخرين، ولأن اضطرابات الشخصية من الأمراض العقلية وليست من الأمراض النفسية، لذا يبدأ عقلهم أن يصور لهم أن العالم الخارجي مشوه وغير نظيف، فيلجأوا إلى الانفصال عنه والابتعاد عن العلاقات الاجتماعية. |
النوع | المفهوم |
الاضطراب المعادي للمجتمع | ومن مسماه يتضح لنا أن المصاب به يتصرف بشكل معادي لكل من حوله، ولا يتبع العادات والتقاليد ولا القوانين في تصرفاته وسلوكياته مع المجتمع، وهنا يمكننا أن نؤكد أن اضطراب الشخصية المعادية خطير على المحيطين بالمصاب، لأنه قد يؤذيهم ويسبب لهم في أوجاع عاطفية أو جسدية، وكل ذلك وهو غير معترف بأنه مخطئ في حق أحد ويتجاهل كل ما يفعله ويتعامل كأن شيءً لم يكن. |
اضطراب الشخصية الهستيرية | يحب هذا النوع من الاضطراب أن يجذب انتباه المحيطين به ليعرف رأيهم فيه، حتى أنه يمكن أن يفعل سلوكيات غريبة أو غير لائقة للفت انتباههم إليه، حيث أنه يأخذ في عين الاعتبار هذا الرأي عن ذاته ويتعامل على أساسه، فهو يقدّر ذاته بناءً على تقدير من حوله لها. |
الاضطراب الخاص بالشخصية النرجسية | وهنا نجد المصاب بهذا الاضطراب يفقد الثقة بنفسه، ويحاول تعويض ذلك من خلال إظهار كم هو متفوق وعظيم، فهو يرغب في أن يحصل على إعجاب وثناء كل من حوله به، فهو لا يتعاطف مع أحد ويحب فقط أن يشعر في عيون الجميع أنه عظيم حتى وإن لم يشعر هو بعظمته. |
اضطراب الشخصية الحدية | يتصرف المصاب بهذا النوع من الاضطراب بشكل حاد وبسلوك اندفاعي، حيث أنه يعاني من المزاج المتقلب بسبب عدم قدرته على تأسيس علاقة عاطفية ناجحة. |
النوع | المفهوم |
اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية | يميل أصحاب هذه الشخصية إلى فعل كل شيء على أكمل وجه مثل الترتيب والنظافة، فليس هناك قابلية للنقاش معهم في تلك الأمور، وذلك قد يسبب لهم المشكلات مع المقربين والمحيطين بهم، وليس هناك علاقة بين هذا الاضطراب واضطراب الوسواس القهري الذي يعي أصحابه ولو بنسبة ضئيلة أنهم يعانوا من الوسواس القهري، لكن أصحاب الشخصية الوسواسية القهرية لا يقتنعون أن تصرفاتهم غريبة ولا يقبلون التغيير. |
اضطراب الشخصية الاعتمادية أو المعتمدة | ومن هذا المسمى نستنتج أن المصاب بهذا الاضطراب لا يعتمد على نفسه، لكنه دائمًا يرغب في أن يعتمد على شخص آخر في إنجاز أموره وأي شيء يرغبه، وذلك لأنه لا يثق في نفسه ولا يقدر على اتخاذ القرارت بمفرده، لذا فهو شخص خائف دائمًا من ابتعاد ذلك الذي يعتمد عليه ويحاول فعل أي شيء يحبه حتى يرضيه. |
اضطراب الشخصية التجنبية | نعرف المصاب بهذا الاضطراب من خلال حساسيته المفرطته من أفعال المحيطين به، فكل حياته قائمة على ذلك حيث أنه يشعر بأنه غير مرغوب فيه إذا صدر أي فعل سلبي تجاهه من الآخرين، ومن هنا نجده يتجنب التواجد في أي تجمعات بالرغم من رغبته في الانخراط فيها، لكنه يخاف ويقلق من الكلام الموجه له ويشعر بأنهم لا يرغبون وجوده. |