اخر تحديث للمقال: أكتوبر 10, 2024
يبدأ اضطراب الشخصية الحدية في الظهور عند سن البلوغ للشباب، وتلك هى الفترة التى يمكن عندها تشخيص المرض عند المصاب والتأكد من وجود إصابة بالفعل أم لا، وهذا الاضطراب عبارة عن خلل ما فى الصحة العقلية للفرد، فتجده يتأثر بأبسط المواقف، قد يكون فى غاية السعادة وخلال وقت قصير يبدأ فى الشعور بالحزن أو العكس، وقد ينقلب شعوره نحو الآخرين أيضًا، ولا يوجد سبب واضح لاضطراب الشخصية الحدية، ولكن معظم الذين يعانون منه كانوا مشتركين في العوامل التالية:
نسبة كبيرة جدًا من مصابي الشخصية الحدية كانت لهم حياة طفولية غير سليمة، كانوا دائمًا يتعرضون للإهانة أو الضرب، أو لم يعيشوا حياتهم الطفولية العادية ومروا بفترة غير عادلة، كذلك يمكنهم أن يكونوا قد تعرضوا لأي شكل من أشكال الاعتداء الجنسى، أو انفصال أبواه عنه أو عن بعضهم، أو حتى إذا فقد شخص عزيز عليه خلال فترة طفولته.
على الرغم من وجود العديد من البحوث التي تثبت عدم وجود سبب للعامل الوراثي فى ذلك، إلا أنه عامل مشترك عند الكثيرين من المصابين باضطراب الشخصية الحدية، فإصابة أحد الأفراد في العائلة يزيد من فرصة إصابة أي فرد آخر بنفس المرض أو بأحد الأمراض العقلية الآخرى.
يعتبر الاضطراب الدماغي من أبرز أسباب اضطراب الشخصية الحدية، حيث يحدث تغيير في آلية عمل دماغ الشخص، وأثبتت بعض الدراسات أنه يحدث خلل ما في قدرة الدماغ، وتلك المنطقة هي المسؤولة عن عاطفة الشخص والعدوانية والاندفاع، كذلك ثبت توقف بعض المناطق في الدماغ عن العمل مثل المسؤولة عن الحالة المزاجية.
يظهر على الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية بعض الأعراض التي تميز صاحبها عند تعاملك معه، وذلك بخلاف معظم الأمراض العقلية الأخرى، وتلك الأعراض كالتالي:
من أكبر مشاكل مضطرب الشخصية الحدية هو الخوف الشديد من التخلي أو الإهمال، حيث يظهر عليه التوتر والغضب في بعض الأحيان بمجرد التحدث عن هذا الأمر، وعند تأخر أحد عليه أو إلغاء المشاركة معه يبدو عليه الخوف والرعب، ويحدث هذا نتيجة لشعور الشخص أنه سيئ غير مرغوب فيه، فأكبر مخاوفه هو البقاء بمفرده.
يتعامل الشخص الحدي بحب مع المحيطين به في البداية فقط مثل مقدم الرعاية له، أو حبيبة جديدة، أو حتى صديق جديد، لكنه بعد ذلك يبدأ بتغيير رأيه في ذلك الشخص ليجده سيئ الطبع أو مهمل، وتجده غاضب منه بشكل كبيير، وفي الغالب يتوالد هذا الشعور لديه نتيجة لعدم اهتمام الطرف الآخر به، فيشعر أنه مهمل ويصاب بعد ذلك بخيبة أمل وقد يخاف من تكوين علاقة جديدة.
إذا شعر مريض الشخصية الحدية بأن هناك من بحاجة إلى الاهتمام والاعتناء به، فإنه يسرع في تقديم كل ما لديه من عناية ورعاية له، وفي نفس الوقت يرغب في تبادل الاهتمام والحب والرغبة.
لا يستطيع مريض اضطراب الشخصية الحدية بالسيطرة على مشاعره بشكل كافي، فيصبح في نوبة غضب شديدة من أبسط المواقف، وفي بعض الأحيان لا يظهره بشكل انفعالي فقد يعبر عن غضبه من خلال السخرية، وفيما بعد يتوالد لديه شعورًا بالذنب، مما يزيد الأمر سوءًا عندما يتم إهماله أو التخلي عنه بعد نوبة الغضب، فيزداد.لديه الشعور بأنه شخص سيء.
قد يحدث لدى مريض اضطراب الشخصية الحدية تغييرًا مفاجئًا في ذاته، مثل قِيَمَهُ، أو أهدافه، أو آرائه، أو حتى أصدقائه، أو وظيفته، ويحدث هذا التغيير عند الشعور بسوء المعاملة من الطرف الآخر، وعلى الرغم من شعوره الدائم بأنه شخص سيء، إلا أنه لا يحب المعاملة بإهمال أو بشكل سيء.
دائمًا ما يتعرض المريض لنوبات غضب طويلة في بعض الأوقات قد تستمر لبضعة ساعات وفي بعض الأحيان تستمر لبضعة أيام، وطول فترة نوبة الغضب ينكس على المريض مدى الألم الذي يشعر به داخليًا.
دائمًا ما يقوم مريض اضطراب الشخصية الحدية بتخريب النجاحات، مثل الانفصال عن علاقة ناجحة أو ترك الدراسة قبل التخرج بفترة قليلة، أو إفساد عمل ما كاد أن يصل إلى النجاح، ولا يوجد سببًا واضحًا لقيامه بهذا الأمر، لكن هناك أقاويل بأنه يخشى من الفشل.
عادةً ما يندفع المريض إلى إيذاء نفسه حيث يقوم بالمقامرة، أو يتعاطى المخدرات، أو قيادة سيارته بشكل متهور، أو تناول الطعام بكثرة، أو ممارسة الجنس بشكل غير صحيح، ويقوم في بعض الأحيان بسلوكيات انتحارية لتشويه نفسه مثل الحرق أو القطع، وعلى الرغم من أن كل تلك المحاولات لا تهدف إلى الانتحار إلا أنها تزيد من الرغبة في الانتحار لديه، ويقوم بتلك الأمور بسبب رفضه لذاته.
عند إهمال حالة المريض تبدأ أعراض عقلية أخرى بالظهور عليه، مثل انفصام الشخصية أو الوسواس أو الهلوسة، وأعراض الأمراض الأخرى لا تكون مزامنة للمريض، فهي ليست أعراض المرض الأساسي لكنها أعراض مرض جانبي يظهر مع نوبات الغضب.
مهما كان سبب تعرض الشخص للمرض، فبمجرد التأكد من أعراض اضطراب الشخصية الحدية وظهورها على المريض يجب التوجه لمركز الصحة النفسية للبدء في خطوات العلاج، وذلك لمعرفة طريقة التعامل معه وكيفية تقليل نوبات الغضب الذي يتعرض لها، ومساعدته حتى لا يصل إلى مضاعفات المرض الخطيرة.
0
0
جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.
أكتب تعليقا