اخر تحديث للمقال: ديسمبر 13, 2025
اضطراب الشخصية التجنبية (Avoidant Personality Disorder - AVPD) هو أحد الاضطرابات النفسية التي تتسم بنمط مستمر من القلق الاجتماعي الشديد والحساسية المفرطة تجاه النقد أو الرفض.
🧠التعريف العلمي
اضطراب الشخصية التجنبية هو اضطراب يتميز بنمط مستمر من تجنّب المواقف الاجتماعية والاتصال بالآخرين نتيجة مشاعر قوية من عدم الكفاءة وحساسية مفرطة للتقييم السلبي أو الرفض.
المصدر: (PubMed Central MedGen – NCBI)
يشعر المصاب غالبًا بعدم الكفاءة والخوف من الإحراج؛ مما يدفعه إلى تجنب التفاعلات الاجتماعية رغم رغبته في التواصل مع الآخرين. هذا السلوك لا يعكس ضعفًا في الشخصية، بل هو حالة نفسية يمكن فهمها والتعامل معها بوعي وطمأنينة.
تشير الدراسات إلى أن اضطراب الشخصية التجنبية يصيب ما بين 1.5% إلى 2.5% من عامة السكان، بينما يظهر بشكل أوضح في العيادات النفسية، ويرتبط بشكل وثيق باضطراب القلق الاجتماعي، مما يجعل التعرف عليه خطوة مهمة نحو تقديم الدعم المناسب للمصابين.
داخل عقله تتردد أفكار تحمل شعورًا دائمًا بالنقص، وكأن الآخرين جميعًا أكثر كفاءة منه، يسيطر عليه خوف خفي من أن يُرفض أو يُنتقد، فيبتعد عن الناس رغم رغبته في الاقتراب منهم.
يعيش تناقضًا مؤلمًا بين الحاجة إلى الحب والرهبة من فقدانه، فيغدو عالمه الداخلي ساحة صراع بين الأمل والانسحاب، وبين الرغبة في التواصل والانسياق نحو الوحدة.
تتشكل داخل عقل المصاب صورة تبدو وكأنها صعبة بعض الشيء عن الذات والآخرين، تحمل الكثير من التناقضات والمشاعر المتشابكة، هذه الرؤية الداخلية هي التي تحدد طريقة تفاعله مع نفسه ومع العالم المحيط به:
الشخصية التجنبية ليست مرضًا مستقلًا، بل هي اضطراب من اضطرابات الشخصية النفسية يتميز بالقلق الاجتماعي الشديد وتجنب المواقف خوفًا من النقد أو الرفض، تعتبر الشخصية التجنبية مرض نفسي، حيث أنه لا ينشأ من سبب واحد محدد عوامل نفسية وبيولوجية واجتماعية، تعمل معًا لتشكيل صورة هذا الاضطراب، ومن أبرز أسباب الشخصية التجنبية:
تشير الدراسات إلى أن الجينات تلعب دورًا مهمًا في الإصابة بهذا الاضطراب، حيث تمثل ما يقارب 64% من احتمالية الإصابة؛ مما يوضح أن الاستعداد الوراثي ربما يكون أساسًا قويًا لظهور الاضطراب.
الأشخاص الذين ينشأون بنمط تعلق مخيف يكونون أكثر عرضة للإصابة، فيجمعون بين الرغبة في الاقتراب من الآخرين وعدم الثقة بهم، مع خوف شديد من الرفض يظهر ذلك منذ الطفولة، مثل حالة الرضيع الذي يُقابل تعبيره عن الضيق بالرفض من المربي.
التعرض للسخرية المتكررة، النقد الجارح، أو الرفض من الزملاء، إضافة إلى الإيذاء النفسي في مرحلة الطفولة، كلها عوامل تترك بصمة عميقة في تكوين شخصية الفرد وتزيد من احتمالية الإصابة.
بعض الظروف مثل التغيرات الهرمونية أو التشوهات الخَلقية ربما تؤدي إلى عزلة اجتماعية أو تعرض متكرر للنقد، مما يعزز مشاعر الخوف من مواجهة الآخرين.
قد تتساءل الآن عن :-
اضطراب-الشخصية-المعادية-للمجتمعغالبًا ما تبدأ ملامح اضطراب الشخصية التجنبية بالظهور في مرحلة المراهقة والشباب، حيث تتشكل مجموعة من السمات التي تؤثر على طريقة رؤية الفرد لنفسه وعلاقاته بالآخرين، ومن أبرز هذه العلامات:
يعيش المصاب بصورة ذاتية سلبية، يرى نفسه أقل من الآخرين وغير مؤهل، ويخشى ارتكاب الأخطاء في المواقف الاجتماعية؛ مما يجعله يفسر المواقف المحايدة على أنها سلبية.
يميل إلى تضخيم المشكلات المحتملة، ويشعر بقلق مفرط تجاه آراء الآخرين، فيتأثر بشدة بأي ملاحظة أو تقييم سلبي.
يتردد في التعامل مع الآخرين وينطوي على ذاته، ويجد صعوبة في تجربة أمور جديدة أو اغتنام الفرص، كما يتجنب الأنشطة والوظائف التي تتطلب وجودًا اجتماعيًا، مما يؤدي إلى ضعف شبكة العلاقات وغياب الأصدقاء المقربين. بسرية تامة إحجز برنامج علاج اضطراب الشخصية التجنبية لتستعيد حياتك من جديد
تتباين مظاهر اضطراب الشخصية التجنبية باختلاف شدة الأعراض، ويمكن تلخيصها في ثلاثة أنماط رئيسية:
قد تتساءل الآن عن :-
اضطراب-الشخصية-الاعتماديةيُنظر إلى اضطراب الشخصية التجنبية (AVPD) من منظور طبيب نفسي، كحالة مُزمنة تتسم بخوف شديد من النقد أو الرفض؛ مما يدفع المصاب إلى تجنب التفاعلات الاجتماعية رغم رغبته في التواصل.
ويُدار عادةً من خلال العلاج النفسي، خاصة العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، الذي يساعد على مواجهة أنماط التفكير السلبية وتحسين المهارات الاجتماعية، وربما تُستخدم الأدوية للتعامل مع الأعراض المصاحبة مثل القلق والاكتئاب.
يمكن التعامل مع الشخصية التجنبية عن طريق دعم المصاب باضطراب الشخصية التجنبية من خلال طرق إنسانية فعّالة تساعده على تحسين علاقاته والحد من عزلته، ومن أبرز هذه الأساليب:
تنبيهه بلطف إلى السلوكيات التي قد تؤذي الآخرين، مع مساعدته على تعديلها أو تجنبها، بما ينعكس إيجابًا على جودة علاقاته.
تجنّب النقد السلبي أو السخرية من آرائه، بل منحه كلمات تقدير ومدح سِماتُه الخاصة؛ مما يعزز ثقته بنفسه ويدفعه لاكتشاف ذاته.
ضبط النفس أثناء التعامل معه، والابتعاد عن فرض التفاعل الاجتماعي بالقوة، حتى لا تتفاقم دوافعه للعزلة والانطواء.
هي رحلة داخلية مليئة بالتناقضات حيث يسيطر الخوف من الرفض والنقد على تفكيره، فيبتعد عن الآخرين رغم رغبته العميقة في القرب والانتماء، يعيش شعورًا دائمًا بالنقص وعدم الكفاءة، مما ينعكس على حياته المهنية والشخصية ويجعله أسيرًا للخجل والتوتر المستمر:
رغم أن علاج الشخصية التجنبية ربما يبدو تحديًا، إلا أن التعامل مع اضطراب الشخصية التجنبية ليس مستحيلًا، فالمصاب يسعى بطبيعته إلى بناء علاقات أقوى والتخفيف من الضيق الذي يشعر به في العمل أو المواقف الاجتماعية، وهنا يأتي دور الأخصائي النفسي؛ لوضع بروتوكول علاجي متكامل يهدف إلى كسر دائرة الخوف والانسحاب، وتشمل الأساليب العلاجية الفعّالة:
بالإضافة إلى العلاج النفسي والدوائي، من المهم أن يتم تشجيع المصابين على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية بشكل تدريجي وممارسة الرياضة والهوايات التي تعزز الثقة بالنفس، والدعم العاطفي من البيئة المحيطة يلعب دورًا كبيرًا في تحسين حالة المصابين وتشجيعهم على الاندماج مجددًا في المجتمع
إهمال التعامل مع اضطراب الشخصية التجنبية قد يقود إلى مضاعفات تؤثر بعمق على حياة المصاب، سواء في الجانب النفسي أو الاجتماعي أو المهني، ومن أبرز هذه المضاعفات:
نعم، إهمال علاج اضطراب الشخصية التجنبية قد يؤدي بالفعل إلى مضاعفات أكبر، فترك الحالة دون تدخل علاجي يزيد من احتمالية تطور العزلة الاجتماعية المزمنة وظهور الاكتئاب الحاد، إضافة إلى تراجع الأداء المهني أو الدراسي، وصعوبات في بناء علاقات زوجية أو عاطفية مستقرة.
اضطراب الشخصية التجنبية ليس نهاية الطريق، بل بداية لفهم أعمق للنفس والسعي نحو التغيير، فالعلاج النفسي والدعم المناسب يساعدان على كسر دائرة الخوف والانسحاب، واستعادة الثقة والقدرة على بناء علاقات صحية، ويمكنك التواصل معنا في مركز الصحة النفسية على الرقم (00201010322346) لبدء رحلة العلاج واستعادة التوازن النفسي.
8
6
جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.
أكتب تعليقا