اخر تحديث للمقال: ديسمبر 01, 2025
اضطراب ما بعد الصدمة عبارة عن حالة نفسية يدخل فيها الشخص بعد التعرض لصدمة نفسية أو حدث صعب أو كارثة أو حادث مرعب أو مخيف، وقد يظل يفكر فيما حدث وكأن حياته قد توقفت عند ذلك، أو يبتعد عن أي شيء قد يجعله يتذكر ما حدث، مما يؤثر على مشاعره وجسمه وطريقة تفكيره، بمعنى أن الشخص يظل مصدمًا ومتأثرًا بالحدث الصادم حتى بعد انتهائه واختفاء الخطر الحقيقي.
وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن جميعنا مُعرضين لصدمات شديدة كل يوم، لكن نسبة الأشخاص التي تتأثر بها وتُصاب باضطراب ما بعد الصدمة يتراوح بين 10-30%.
قد تتساءل الآن عن :-
أبرز أعراض وأسباب اضطراب ما بعد الصدمةيهدف علاج اضطراب ما بعد الصدمة إلى التعامل بشكل صحيح مع الصدمات حتى لا تسيطر على الشخص وتؤثر عليه بشكل سلبي، ويستعيد السيطرة على حياته ويتمكن من العيش بشكل طبيعي.
وتتلخص الأهداف الأساسية فيما يلي:
لا يهدف العلاج للقضاء على الصدمات من حياتنا أو نسيانها، لكنه يهدف لتحسين جودة الحياة والتعامل مع الصدمات بشكل صحيح.
بسرية تامة احجز برنامج تشخيص وعلاج اضطراب ما بعد الصدمة
أول خطوة في طريق العلاج هي التشخيص، ويجب أن يتم بدقة بعد تقييم الحالة جيدًا، حتى يتم وضع خطة علاجية لاضطراب ما بعد الصدمة بشكل صحيح ويتعافى المريض سريعًا، ويتم التشخيص من خلال معالج أو طبيب أو أخصائي نفسي عبر الخطوات التالية:
يمكن الشفاء من اضطراب ما بعد الصدمة خصوصًا مع التشخيص الصحيح والعلاج المبكر.
يوجد مجموعة كبيرة من أدوية علاج الصدمة النفسية والتي تتمثل في النقاط التالية:
يكمن فاعلية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية في القيام بعملية رفع مستويات السيروتونين الموجودة في الدماغ، والجدير بالذكر أن السيروتونين يقصد به، الإشارة الكيميائية التي يتم استخدامها لحدوث عملية تواصل بين الدماغ، والأعصاب الموجودة في جميع أرجاء الجسم.
كما يعاني بعض الأشخاص المصابون باضطراب ما بعد الصدمة من تغيرات في هذه الإشارات الكيميائية، مما يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض الحزن والاكتئاب، والعزلة واليأس.
وتكون الجرعة الخاصة بالدواء في الغالب تصل إلى 12 أسبوعًا، ومن ثم يحدث الشفاء التام من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة والتخلص منه بشكل نهائي.
حصل سيرترالين على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ، كما تم تصنيفه على أنه أفضل أدوية علاج اضطرابات ما بعد الصدمة، ويعتبر من الأدوية الأكثر شيوعًا والتي يصفها الطبيب المعالج للمريض.
يحتوي العلاج على العديد من الآثار الجانبية المتمثل في النقاط التالية:
يعتبر باروكستين (باكسيل) الدواء الوحيد الذي تم اعتماده من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، وأثبت الدواء كفائته في علاج الصدمة النفسية لدى 54٪ إلى 62٪ من الأشخاص وفقًا للجرعة المحددة من قبل الطبيب.
الآثار الجانبية الاكثر شيوعًا للباروكسين تتمثل في التالي:
يتم استخدام فينلافاكسين (إيفكسور) أحد أدوية علاج الصدمة النفسية الناجحة، لأكثر من 50٪ من الأشخاص الذين تناولوا تحت إشراف الطبيب، مقارنة بما يقارب من 37٪ من الأشخاص الذين استعانوا بدواًء آخر.
لا يتم استخدام أي دواء من الأدوية التالية من نفسك لعدم التعرض لأي آثار جانبية واستشارة طبيب لمعرفة حالتك
يتم استخدام عقار لوفوكس لعلاج الوسواس القهري واضطرابات ما بعد الصدمة، والاكتئاب، ومن الجدير بالذكر أن هذا الدواء ينتمي إلى عائلة معرقلات استرداد السيروتونين الإنتقالية، وفي الغالب تكون جرعته في اليوم من 100 إلى 300 مليجرام يوميًا وفقًا لما يحدده الطبيب.
ومن الهام ذكره أن الآثار الجانبية المرتبطة بهذا الدواء غالبًَا ما تختفي عند الاستمرار في أخذ العلاج بشكل يومي ومستمر.
قد تتساءل الآن عن :-
كيف تتعامل مع الصدمة النفسية حتى لا تتفاقم لاضطراب ما بعد الصدمة
لا تتناول أي من الأدوية المذكورة دون استشارة الطبيب، حتى لا تتعرض للخطر بسبب الآثار الجانبية لها، وذكرها هنا لا يُعني أن مركز الصحة النفسية يستخدمها، لكنه يمتلك الأدوية الخاصة به والمصرحة من وزارة الصحة المصرية والسعودية.
يتنوع العلاج النفسي وكل منهم له طرق وأوقات معينة لاستخدامه وحسب الطبيب المعالج ومنها:
يعتبر العلاج السلوكي المعرفي هو أسلوب علاجي نفسي يهدف للتعرف على الأفكار السلبية والمزعجة المتعلقة بالحدث الصادم واستبدالها بأفكار أخرى إيجابية ومفيدة، وبالفعل ثبتت فعاليته في العلاج لنلاحظ قلة الأفكار المزعجة والأحلام المُفزعة والكوابيس وقلة الشعور بالقلق.
يتم تعريض الشخص بشكل آمن وتدريجي للمحفزات أو المثيرات التي ترتبط بالصدمة في ذهنه، وهذا الأسلوب فعال جدًا لأنه يُدرب الدماغ على الهدوء والتأكد من انتهاء الخطر الحقيقي.
تقول دكتورة ريهام القاسم أن الهروب من الذكريات والأماكن المتعلقة بالصدمة تجعل العقل في حالة إنذار مستعدًا لمواجهة الخطر في أي وقت، لذا يلجأ الطبيب للعلاج بالتعرض حتى يتأكد الدماغ من انتهاء الخطر ويتعرض للمحفزات دون أن تؤثر عليه.
يتعلم المريض كيف يتقبل مشاعره ومخاوفه ويتركها تمر دون أن يقاومها أو يحاول هزيمتها، ومن ثم يلتزم بعمل سلوكيات مفيدة تجعله يعيش الحياة التي يرغبها.
تَقَبُل مشاعرك لا يُعني أنك استسلمت لها، لكنك تتركها تمر دون أن تسيطر على حياتك وإعاقتك من الاستمتاع بها.
يجمع هذا النموذج العلاجي بين الحدث الصادم والمحفز الخارجي للصدمة، مما يساعد بشكل فعال على معالجة الذكريات المؤلمة وتغيير طريقة تفاعلك معها، كما يمكن أن يساعدك في تطوير مهارات إدارة الإجهاد لمساعدتك على التعامل مع المواقف العصيبة بشكل أفضل وإدارة التوتر في حياتك بشكل أكثر هدوء وحكمة
وللعلم فإن كل هذه الأساليب تساعد في العلاج، ويتمثل أفضل علاج لاضطراب ما بعد الصدمة في اتباع ارشادات الطبيب النفسي والالتزام بالخطة العلاجية والأدوية المناسبة بشكل منتظم.
أثبتت الكثير من الدراسات فاعلية القرآن الكريم في معالجة الصدمة النفسية، عند قيامهم بعمل تجارب على أشخاص يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، وجعلهم يستمعون للقرآن الكريم بشكل يومي، وجدوا أن معدلات القلق والتوتر والاكتئاب تنخفض بشكل ملحوظ، كلما استمروا في الاستماع إلى القرآن الكريم بصفة مستمرة يوميًا.
كما استطاعوا من خلال القرآن الكريم أن يتماثل للشفاء التام، وتهدئة روحهم بشكل كبير للغاية، وبدأوا ينظرون للحياة من منظور مختلف.
بالفعل لدى بعض الأعشاب القدرة على تهدئة الجهاز العصبي، وهي تعمل أيضًا على تخفيف أعراض الصدمة النفسية كالقلق، والاكتئاب واضطرابات الجهاز الهضمي وغيرها، ومن أبرز الأعشاب المستخدمة هي:
يعتبر العلاج بالقران والأعشاب عوامل مساعدة في تخفيف الأعراض إلا أنها لا تغني عن العلاج النفسي والدوائي تحت إشراف طبيب متخصص داخل المركز
يبدأ مريض اضطراب ما بعد الصدمة رحلة علاجه بعد الاعتراف بوجود مشكلة وطلب المساعدة، وبعدها نجده يمر بالمراحل التالية:
تقول دكتورة ريهام القاسم أن بداية التحسن تختلف من شخص لآخر حسب حالة كل مريض، وفي الغالب التحسن الفعلي يكون كالتالي:
يتوقف نجاح خطة العلاج على التشخيص الصحيح الذي يتم بواسطة طبيب ذو خبرة عالية ومركز علاجي متخصص،لذا يجب التأني عند اختيار المركز والطبيب، وفيما يلي قائمة بأفضل المراكز والأطباء:
تختلف مدة علاج اضطراب ما بعد الصدمة من شخص لآخر، لكنها غالبًا ما تكون كالتالي:
خلال رحلة العلاج يمكن أن يلاحظ المريض وأسرته بعض العلامات التي تدل على أن الخطة العلاجية مناسبة، وأنه متجهًا نحو الشفاء، وهي كالتالي:
قد تتساءل الآن عن :-
أبرز علامات الشفاء من الصدمة النفسية ومدتها💬كيف تساعد نفسك أثناء العلاج؟
كانت أمل تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة بشكل كبير، فقد تعرضت لحادث مروع وهي برفقة والديها وأختها، وقد ماتت والدتها أمام عينيها ومنذ تلك اللحظة وهي مصدومة ترفض الاجتماع مع أحد لا تنام جيدًا، لكن بعد ذهابها للطبيب وبدء جلسات العلاج السلوكي المعرفي وممارسة تمارين الاسترخاء لمدة 3 شهور، تمكنت من استعادة حياتها الطبيعية والنوم بشكل طبيعي.
نشرت مجلة Behaviour Research & Therapy بحثًا عام 2022 يؤكد أن العلاج السلوكي المعرفي مع العلاج بالتقبل والالتزام يساهم في تعزيز المرونة النفسية وخفض التعرض للانتكاسات.
قامت مجلة Journal of Traumatic Stress بنشر بحثًا عام 2023 يؤكد أن العلاج بالتعرض فعال في خفض الأعراض بنسبة كبيرة تصل إلى 60%.
مجلة American Journal of Psychiatry نشرت دراسة عام 2021 قد أثبتت أن الدعم الأسري فعال في تعزيز وتسريع العلاج النفسي.
لا شك أن دور الأسرة والأصدقاء خلال رحلة العلاج فعال جدًا لتحقيق التعافي والحفاظ عليه وعدم التعرض للانتكاس، ويتلخص هذا الدور فيما يلي:
نعم، غياب الدعم الأسري قد يؤخر التعافي من اضطراب ما بعد الصدمة لكنه لا يمنعه إذا كان المريض يلتزم بخطة علاجه ويتلقى الجلسات النفسية اللازمة، ومن المؤكد أن الدعم الأسري يجعل المريض يستعيد ثقته بمن حوله ويخرج من وحدته ويبدأ في الاندماج مع المجتمع، لذا على الأسرة أن تبذل قصارى جهدها معه ولا تتركه أبدًا.
الخطوة الأساسية في علاج اضطراب ما بعد الصدمة هي التشخيص الدقيق للحالة، وبعدها يتم اتباع خطة علاجية متكاملة مكونة من العلاج النفسي والدوائي والدعم الأسري والاجتماعي، والهدف من العلاج لا يتلخص في نسيان الحدث الصادم، لكن يكمن في جعل الشخص يتحكم في نفسه ويسيطر على حياته عند التعرض لأي صدمة، وإذا كنت تعاني من هذا الاضطراب وترغب في التعافي منه، فيمكنك أن تتواصل معنا في مركز الصحة النفسية على () لطلب المساعدة أو حجز موعد للزيارة.
2
0
جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.
أكتب تعليقا