اخر تحديث للمقال: أكتوبر 09, 2024
اسمي إيمان وأنا امرأة متزوجة تعرضت للخيانة بعد مرور شهرين فقط على الزواج وقد تسببت هذه الحادثة لي بصدمة نفسية كبيرة جداً، فبمجرد أن رأيته مع امرأة أخرى وهو ممسك بيدها في أحد المطاعم، شعرت بالارتباك الشديد ولم أصدق ما رأته عيناي بل بدأ عقلي ينكر الحدث وكأنه مجرد حلم، إلا أنه لم يكن حلماً بل حقيقة لا تقبل الإنكار…هذا بالإضافة إلى عدة أعراض رافقتني لفترة طويلة بعد هذه الصدمة خاصةً أنني لم أستطع مواجهته بسرعة لأخبره ما رأيته، وخلال هذه الفترة أحسست بـ:
كل هذه الأعراض أثرت على نفسيتي وجعلت حياتي تعيسة جداً، ولذلك قررت مواجهة مشاعري والتحدث إلى زوجي الذي لم ينكر خيانته وطلبت الانفصال لعدم تقبلي لفكرة إصلاح الزواج بعد ما حدث، وعلى الرغم من مرور عام على الانفصال مازالت تلك المشاعر تطاردني ولم أتخطى الصدمة النفسية، بل ازدادت حالتي سوءاً ووصل بي الحال للاكتئاب ونوبات من القلق بسبب كثرة التفكير بمستقبلي وعدم ثقتي بمن حولي لدرجة أنني شعرت بأنني أصبت بالجنون، لذلك قررت والدتي إرسالي إلى طبيب نفسي لأخبره بما أحس به ولأعرف كيف أتعامل معه حتى أستعيد قوتي ونشاطي في الحياة مرة أخرى.
كانت رحلة التعافي طويلة ولكنها في كل جلسة مع الطبيب في مركز الصحة النفسية كانت تؤثر بشكل إيجابي على نفسيتي وتجعلني أشعر بالتحسن أكثر فأكثر من خلال الاستجابة لبروتوكول العلاج الذي ساعدني به الطبيب، وسأعرفكم على مراحل العلاج:
في بداية الجلسات بدأ الطبيب بالاستماع إلي وترك مساحة كافية للتعبير عما في داخلي من مشاعر الصدمة والمخاوف التي كانت تسيطر على عقلي، خاصة من الخيانة حيث أنها أثرت علي وجعلتني أقلق من وقوعها في المستقبل إذا ارتبط مرة أخرى، كما أنني كنت أشرح له كل الأعراض التي مررت بها خلال هذا العام بسبب الصدمة النفسية، وفي كل جلسة كان يحلل لي المواقف ويساعدني على فهمها ويترك لي المجال للجواب على الأسئلة التي في عقلي، والأهم من ذلك أنه طمأنني بأن الصدمة التي مررت بها لم تؤدي بي للجنون وبأنها مؤقتة وستنتهي خلال فترة العلاج.
يستخدم الطبيب برامج العلاج النفسي والسلوكي التي تتناسب مع حالة المريض، وفي حالتي كان برنامج العلاج بالتعرض أو ما يدعى بالـ Expuser thereby هو الأنسب لتخليصي من مخاوفي، وهو برنامج علاج سلوكي يهدف إلى علاج القلق والمخاوف من خلال التعرض إليها بشكل متكرر في بيئة آمنة ومريحة، وبالفعل قام الطبيب بعمل بعض الأنشطة التي ساعدتني في التخلص من مخاوف الصدمة لدي، وعلى الرغم أنني في البداية لم أكن أستجيب بسهولة إلا أنني مع الوقت استجبت للعلاج بشكل جيد.
خلال رحلة العلاج كان لابد من الطبيب استخدام بعض الأدوية المهدئة للأعراض التي كنت أشعر بها خلال رحلتي مع الصدمة، ومن أبرز الأدوية التي يتم وصفها للمرضى:
لا يتم استخدام هذه الأدوية مع بعضها بل يختار منها الطبيب ما يتناسب مع المريض وبجرعات محددة، وقد كان استخدامها آمناً بالنسبة لي بسبب الالتزام بالوصفة الطبية دون أي اساءة استخدام، حيث ساعدتني على التخلص من الآثار المزعجة كالقلق والاكتئاب واضطرابات النوم.
برنامج آخر ساعدني في التخلص من الأفكار السلبية والسلوكيات السلبية التي كنت أعاني منها والتي أدت إلى الصدمة النفسية، حيث أدركت بأن ما حدث معي لم يكن ليؤثر بي بتلك القوة لو أن تفكيري كان مختلفاً وأكثر تبقلاً لفكرة أن هناك أشخاص يقومون بالخيانة، وأن هناك حلول عند حدوث هذا النوع من المشاكل دون التأثر بشدة، ومن خلال هذا العلاج تعلمت الكثير وتغيرت سلوكياتي وأفكاري للأفضل.
لم أكن مقتنعة بوجودي ضمن مجموعة كبيرة في البداية لأشاركهم قصتي ونتعاون في جلسات جماعية للعلاج، ولكن مع مرور الجلسات بدأت أتقبل فكرة العلاج مع أشخاص آخرين، وقد استفدت من قصصهم وخبراتهم وبالفعل شعرت بأنني لست وحيدة وكان التحسن يظهر على كل فرد من المجموعة مع مرور الجلسات العلاجية.
وخلال فترة ليست بالقصيرة ولكنها لم تتجاوز الثلاث أشهر تغيرت نفسيتي للأفضل وتشافيت من الصدمة وتخطيتها بشكل نهائي وعلمت بأن هذه التجربة زادتني قوة، وحفزتني لمشاركتها لإلهام ومساعدة الآخرين على البدء بالعلاج وعدم الاستسلام.
بالإضافة للالتزام بالعلاج الطبي هناك بعض النصائح التي أخبرني بها الطبيب والتي ساعدتني في تخطي الصدمة بشكل أسرع وهي:
تحدثت في هذا المقال عن تجربتي مع الصدمة النفسية وكيفية تخطيها من خلال رحلتي العلاجية مع الطبيب في مركز الصحة النفسية، وأتمنى أن يكون هذا المقال مفيداً وملهماً لمن مر بتجربتي للبدء في رحلته الخاصة في العلاج متمنية له الشفاء.
0
0
جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.
أكتب تعليقا