بواسطة: تفاؤل بشير - تم مراجعته طبياً: دكتور أحمد الراجي

  1. الرئيسية
  2. اضطراب ما بعد الصدمة
  3. تجربتي مع الصدمة النفسية
فتاة تعرض تجربتها مع الصدمة النفسية
نظرة عامة

إن تجربتي مع الصدمة النفسية وعلاجها بكل مراحله أثبتت لي أن الإنسان يمكنه تخطي الصعاب عندما يكون قوياً ويختار الطريق الصحيح الذي يساعده على النجاة، وفي هذا المقال سوف أتحدث عن هذه التجربة بكل جوانبها من بدايتها وصولاً للتعافي التام منها….فإذا كنت مستعداً للاستفادة من هذه التجربة تابع القراءة .

تجربتي مع الصدمة النفسية

اسمي إيمان وأنا امرأة متزوجة تعرضت للخيانة بعد مرور شهرين فقط على الزواج وقد تسببت هذه الحادثة لي بصدمة نفسية كبيرة جداً، فبمجرد أن رأيته مع امرأة أخرى وهو ممسك بيدها في أحد المطاعم، شعرت بالارتباك الشديد ولم أصدق ما رأته عيناي بل بدأ عقلي ينكر الحدث وكأنه مجرد حلم، إلا أنه لم يكن حلماً بل حقيقة لا تقبل الإنكار…هذا بالإضافة إلى عدة أعراض رافقتني لفترة طويلة بعد هذه الصدمة خاصةً أنني لم أستطع مواجهته بسرعة لأخبره ما رأيته، وخلال هذه الفترة أحسست بـ:

  • الغضب الشديد الذي جعلني أقوم بتحطيم الأشياء من حولي.
  • الخوف من المستقبل وخاصة أن زواجي سينهار بسبب هذه الخيانة.
  • الحزن العميق على نفسي وخسارتي لثقتي بزوجي.
  • الشعور بالذنب والخزي تجاه شكلي أو الأسباب التي بدأت أفكر أنها سبب في خيانته لي.
  • عدم القدرة على التركيز خلال ممارسة أبسط النشاطات اليومية .

كل هذه الأعراض أثرت على نفسيتي وجعلت حياتي تعيسة جداً، ولذلك قررت مواجهة مشاعري والتحدث إلى زوجي الذي لم ينكر خيانته وطلبت الانفصال لعدم تقبلي لفكرة إصلاح الزواج بعد ما حدث، وعلى الرغم من مرور عام على الانفصال مازالت تلك المشاعر تطاردني ولم أتخطى الصدمة النفسية، بل ازدادت حالتي سوءاً ووصل بي الحال للاكتئاب ونوبات من القلق بسبب كثرة التفكير بمستقبلي وعدم ثقتي بمن حولي لدرجة أنني شعرت بأنني أصبت بالجنون، لذلك قررت والدتي إرسالي إلى طبيب نفسي لأخبره بما أحس به ولأعرف كيف أتعامل معه حتى أستعيد قوتي ونشاطي في الحياة مرة أخرى.

كيف تخطيت الصدمة (بالخطوات)

كانت رحلة التعافي طويلة ولكنها في كل جلسة مع الطبيب في مركز الصحة النفسية كانت تؤثر بشكل إيجابي على نفسيتي وتجعلني أشعر بالتحسن أكثر فأكثر من خلال الاستجابة لبروتوكول العلاج الذي ساعدني به الطبيب، وسأعرفكم على مراحل العلاج:

تجربتي مع الصدمة النفسية

التحدث مع الطبيب

في بداية الجلسات بدأ الطبيب بالاستماع إلي وترك مساحة كافية للتعبير عما في داخلي من مشاعر الصدمة والمخاوف التي كانت تسيطر على عقلي، خاصة من الخيانة حيث أنها أثرت علي وجعلتني أقلق من وقوعها في المستقبل إذا ارتبط مرة أخرى، كما أنني كنت أشرح له كل الأعراض التي مررت بها خلال هذا العام بسبب الصدمة النفسية، وفي كل جلسة كان يحلل لي المواقف ويساعدني على فهمها ويترك لي المجال للجواب على الأسئلة التي في عقلي، والأهم من ذلك أنه طمأنني بأن الصدمة التي مررت بها لم تؤدي بي للجنون وبأنها مؤقتة وستنتهي خلال فترة العلاج.

العلاج النفسي والسلوكي

يستخدم الطبيب برامج العلاج النفسي والسلوكي التي تتناسب مع حالة المريض، وفي حالتي كان برنامج العلاج بالتعرض أو ما يدعى بالـ Expuser thereby هو الأنسب لتخليصي من مخاوفي، وهو برنامج علاج سلوكي يهدف إلى علاج القلق والمخاوف من خلال التعرض إليها بشكل متكرر في بيئة آمنة ومريحة، وبالفعل قام الطبيب بعمل بعض الأنشطة التي ساعدتني في التخلص من مخاوف الصدمة لدي، وعلى الرغم أنني في البداية لم أكن أستجيب بسهولة إلا أنني مع الوقت استجبت للعلاج بشكل جيد.

العلاج الدوائي

خلال رحلة العلاج كان لابد من الطبيب استخدام بعض الأدوية المهدئة للأعراض التي كنت أشعر بها خلال رحلتي مع الصدمة، ومن أبرز الأدوية التي يتم وصفها للمرضى:

  • باروكستين.
  • سيرترالين.
  • فينيلزين.
  • ميرتازابين.
  • إيزوكربوكسازيد.

لا يتم استخدام هذه الأدوية مع بعضها بل يختار منها الطبيب ما يتناسب مع المريض وبجرعات محددة، وقد كان استخدامها آمناً بالنسبة لي بسبب الالتزام بالوصفة الطبية دون أي اساءة استخدام، حيث ساعدتني على التخلص من الآثار المزعجة كالقلق والاكتئاب واضطرابات النوم.

العلاج السلوكي المعرفي

برنامج آخر ساعدني في التخلص من الأفكار السلبية والسلوكيات السلبية التي كنت أعاني منها والتي أدت إلى الصدمة النفسية، حيث أدركت بأن ما حدث معي لم يكن ليؤثر بي بتلك القوة لو أن تفكيري كان مختلفاً وأكثر تبقلاً لفكرة أن هناك أشخاص يقومون بالخيانة، وأن هناك حلول عند حدوث هذا النوع من المشاكل دون التأثر بشدة، ومن خلال هذا العلاج تعلمت الكثير وتغيرت سلوكياتي وأفكاري للأفضل.

العلاج الجماعي

لم أكن مقتنعة بوجودي ضمن مجموعة كبيرة في البداية لأشاركهم قصتي ونتعاون في جلسات جماعية للعلاج، ولكن مع مرور الجلسات بدأت أتقبل فكرة العلاج مع أشخاص آخرين، وقد استفدت من قصصهم وخبراتهم وبالفعل شعرت بأنني لست وحيدة وكان التحسن يظهر على كل فرد من المجموعة مع مرور الجلسات العلاجية.

وخلال فترة ليست بالقصيرة ولكنها لم تتجاوز الثلاث أشهر تغيرت نفسيتي للأفضل وتشافيت من الصدمة وتخطيتها بشكل نهائي وعلمت بأن هذه التجربة زادتني قوة، وحفزتني لمشاركتها لإلهام ومساعدة الآخرين على البدء بالعلاج وعدم الاستسلام.

نصائح طبية ساعدتني على التعافي

بالإضافة للالتزام بالعلاج الطبي هناك بعض النصائح التي أخبرني بها الطبيب والتي ساعدتني في تخطي الصدمة بشكل أسرع وهي:

  • كتابة ما أشعر به بشكل يومي لمراقبة مشاعري وفهمها.
  • ممارسة التأمل وتمارين التنفس التي تساعد على الاسترخاء.
  • اتباع نظام غذائي صحي للابتعاد عن الأطعمة التي تؤثر على المزاج.
  • تفريغ الطاقة السلبية من خلال ممارسة الرياضة والهوايات المفيدة.
  • تقبل المشاعر السلبية والأفكار التي تهاجم الدماغ حول الصدمة النفسية.

الخاتمة

تحدثت في هذا المقال عن تجربتي مع الصدمة النفسية وكيفية تخطيها من خلال رحلتي العلاجية مع الطبيب في مركز الصحة النفسية، وأتمنى أن يكون هذا المقال مفيداً وملهماً لمن مر بتجربتي للبدء في رحلته الخاصة في العلاج متمنية له الشفاء.

ما رأيك في المعلومات المعروضه بالمقال ؟
مفيدة

0

غير مفيدة

0

تفاصيل الكاتب
author
تفاؤل بشير
خبيرة في كتابة وإعداد موضوعات الصحة النفسية.

حاصلة على العديد من الشهادات وكورسات الدعم والإرشاد النفسي، خبرة حوالي 8 سنوات في كتابة الموضوعات الطبية خاصة الصحة النفسية.

جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.

أكتب تعليقا