يحتاج الشخص الطبيعي من بضعة أيام وحتى بضعة أسابيع إلى أن تستقر نفسه بعد التعرض للصدمة، وذلك بمساعدة ودعم المحيطين به بالإضافة إلى أن استجابة وتفسير الإنسان للصدمة تخفف من هولها، ولكن عند استمرار الأعراض لمدة تتخطى ال4 أسابيع لتمتد إلى عدة شهور فهنا يكون هناك احتمالية الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، حيث تكون الأعراض أكثر تأثيراً وظهوراً في حياة الإنسان لدرجة أنها تعيقه عن ممارسة حياته اليومية.
عوامل التحكم بالصدمة
إن فهم العوامل التي تتحكم في مدة استمرار الصدمة نفسية مهم جداً لفهم كيفية التعامل معها وتخفيف هذه المدة، ومن أبرز هذه العوامل:
الهشاشة النفسية: التي تجعل الإنسان أكثر عرضة واستسلام للاصابة بصدمة نفسية مثل الخوف المفرط، عدم الثقة بالنفس، والتعلق المرضي.
البيئة غير الآمنة: والغير صحية التي تجعل الإنسان غير قادر على الاندماج مع المجتمع.
ذكريات الطفولة المؤلمة: مثل التعرض للعنف او التحرش الجنسي أو الإصابة بمرض مزمن لفترة طويلة. فقدان أحد الوالدين سواء بالموت أو انفصال الأهل
وجود اضطرابات نفسية أخرى: حيث تصعب على المريض التعافي بسبب اختلال كيمياء الدماغ
علامات الشفاء
غالباً ما يكون العامل الأكبر للتعافي المريض نفسه، حيث أن تقبل الصدمة وعلاج الأفكار السلبية يجعله أسرع وأسهل، وخلال هذه الفترة يجب اللجوء إلى طبيب نفسي متخصص واتباع بروتوكول علاجي متكامل مدعم بالأدوية المناسبة لمساعدة المريض مع متابعة التقدم النفسي خلال رحلة العلاج، ومن أهم علامات الشفاء من الصدمة النفسية التي تدل على نجاح العلاج كالتالي:
الخروج بشكل ملحوظ من حالة الترقب والخوف.
استعادة تقدير المشاعر بدلًا من التقليل منها.
السيطرة على الانفعالات والغضب بشكل كبير للغاية.
القدرة على البكاء بعد أن فقد قدرته تحت تأثير الصدمة.
تلاشي مشاعر الغضب والانفعال.
اختفاء الأعراض الجسدية بما فيها الصداع النصفي والأرق واضطرابات المعدة.
التخلص من العزلة واستعادة الحياة الاجتماعية الصحية.
إظهار علامات الحزن والقلق أمام الأخرين بدًلا من إخفائها.
تتوقف عن أفعال الردود السريعة واستعادة العقلانية.
استعادة الثقة بالنفس.
الخاتمة
تحدثنا في هذا المقال عن مدة استمرار الصدمة النفسية وأعراضها قبل أن تتطور وتتحول إلى اضطراب ما بعد الصدمة، كما تطرقنا إلى العوامل المتحكمة في بقاءها، وكيفية العلاج وعلامات الشفاء وانتهاء الصدمة، وفي النهاية نتمنى أن يكون لهذا المقال نصيب في تقديم المساعدة والوصول للتعافي بإذن الله.
جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.
أكتب تعليقا