تختلف أنواع اضطراب ما بعد الصدمة باختلاف استجابة الإنسان للحدث المفجع الذي أوصله إلى تلك الصدمة، بالإضافة إلى اختلاف الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب بها، مما يعني أنه لكل إنسان تجربته المستقلة والتي تظهر على هيئة أحد هذه الأنواع ( الطبيعي، الحاد، الفصامي، المعقد وغير المعقد)…وسنتحدث عن تفاصيلها في هذا المقال..فتابع القراءة.
هو عبارة عن حالة صحية تصيب عقل الانسان الذي تعرض لحدث سيئ شديد، مثل التعرض للاعتداء الجنسي، أو حادث أليم، التعرض للإساءة، موت أحد المقربين إليك، الحروب والصراعات، وهكذا، وحينها نرى أنه يجد صعوبة كبيرة في التكيف مع هذه الصدمة، ويستمر ذلك لفترات طويلة مما يدل على أنه مصاب باضطراب ما بعد الصدمة، وأيضًا نجده متوترًا وقلقًا دائمًا، ويظل يسترجع ما حدث معه وسبب له الصدمة بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
إليك أبرز الأنواع التي يتم تشخيصها للمصابين باضطراب ما بعد الصدمة إثر الحوادث والفواجع بمختلف أنواعها، سواء كانت ناتجة عن حرب أو عنف أو خيانة وغيرها، مع العلم أنه بالرغم من الاختلافات البسيطة بينها إلا أنها تختلف في طريقة التعامل والعلاج :
يحدث هذا النوع في الفترة الأولى من اضطراب ما بعد الصدمة، ويظهر من خلال الاندفاع والمقاومة، ومن أمثلة الأحداث التي تؤدي إلى الاستجابة الطبيعية للإجهاد (الحوادث، الأمراض، الإجهاد والتوتر الشديدين، الإصابات المفاجئة) وبعد الانتهاء من تهديد هذه الأحداث يصبح الجسم في حالة اندفاع دائمة، كما كان عند حدوثها، وتظهر عليه أعراض الصدمة، ويمكن علاج هذا النوع من خلال جلسات العلاج بالكلام أو من خلال الجلسات الجماعية، مع الاستعانة بالأدوية.
لا يظهر هذا النوع إلا بعد مرور ما بين ثلاثة أيام وحتى شهر كامل حيث يكون الدماغ في حالة إنكار، وقد تم اختبار هذا النوع من الصدمات على المحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية، حيث تأخرت أعراض الصدمات في الظهور عليهم، ويصاب الإنسان باضطراب الإجهاد الحاد في هذه الحالات:
يكون علاج هذا الاضطراب ببرنامج العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد في تخفيف أثر هذه الأحداث على النفس.
من أشهر إضطرابات ما بعد الصدمة العاطفية ويسمى أيضا السري، ويظهر عندما تحدث صدمات صغيرة متكررة على مدى الأيام أو الأشهر أو السنوات، بحيث يتعايش الإنسان مع هذه الصدمات وتصبح مزمنة، ومن أمثلتها:
وهذا الاضطراب يحدث إما في مرحلة الطفولة أو المراهقة أو من خلال العلاقات والمشاكل الحياتية اليومية، أو حتى نتيجة الإصابة بمرض مزمن، وهو أصعب الأنواع علاجاً حيث يستغرق مدة أطول بكثير للتخلص من الأعراض.
وهذا النوع يركز على استعادة نفس مشاعر الصدمة وكأنها حدثت لأول مرة، وغالباً ما يقوم الشخص المصاب بتجنب الأماكن والأشخاص المرتبطين بشكل مباشر مع الحدث تجنباً لظهور هذه المشاعر مرة أخرى، وهو قابل للعلاج بشكل كبير.
وهو عندما يجتمع واحد من الأمراض العقلية أو أكثر لدى الإنسان مع الصدمة، مما يخلف اضطراب مرضي مشترك، ومن أبرز الأمراض التي تشترك معه:
وهو شائع جداً بين المرضى النفسيين، كما أن علاجه يكون ضمن بروتوكول العلاج النفسي للأمراض العقلية.
وهو نوع جديد لاضطراب ما بعد الصدمة تمت إضافته من قبل الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية، من سماته تبدد الشخصية الحر والانفصال العاطفي، ومن خصائصه:
وبالنسبة لعلاج هذا النوع فما زال هناك أبحاث حول كيفية الوصول للتعافي التام من الاضطراب الفصامي، ولكن بشكل عام يتم استخدام برامج العلاج النفسي حسب ما يتناسب مع المريض.
تحدثنا في هذا المقال عن أنواع اضطراب ما بعد الصدمة المختلفة والتي يعاني منها كل إنسان على وجه الأرض بشكل مختلف، كما تطرقنا إلى كيفية علاج كل منها، وإذا كنت تشعر بأنك تعاني من هذا الاضطراب بأحد أنواعه، تواصل معنا عبر موقع الصحة النفسية، ولا تقلق نحن سنكون معك وسندعمك حتى تتعافى.