1. الرئيسية
  2. ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟ الأسباب والأعراض والعلاج النهائي
ما هي أنواع اضطراب ما بعد الصدمة

نظرة عامة

يعد اضطراب ما بعد الصدمة (Post-Traumatic Stress Disorder - PTSD) من أكثر الاضطرابات النفسية التي تثير فضول الباحثين والأطباء، إذ يصفه خبراء مثل الدكتورة د. ريهام القاسم أنه الحدث الذي لا ينتهي داخل الذاكرة. تخيل أن تعيش تفاصيل الحرب أو الحادث أو الكارثة مرارًا وكأنها تحدث الآن، رغم مرور الزمن هذا هو جوهر الاضطراب الذي لا يقتصر على لحظة الصدمة، بل يمتد ليعيد تشكيل حياة المصاب بالكامل. ووفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 3.9% من سكان العالم قد أصيبوا باضطراب ما بعد الصدمة في مرحلة ما من حياتهم، مع كون النساء أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالرجال.

🧠 📊التعريف ومدى الانتشار

تخيل أن تعيش الحدث الصادم وكأنه يحدث الآن، رغم مرور الأيام والسنوات، هذا هو جوهر اضطراب ما بعد الصدمة (Post-Traumatic Stress Disorder - PTSD)،  أحد أبرز الاضطرابات النفسية التي تظهر بعد التعرض لمواقف تهدد الحياة أو الأمان النفسي، مثل الحروب، الحوادث، الكوارث الطبيعية، أو الاعتداءات.

🧠التعريف العلمي 
اضطراب ما بعد الصدمة هو اضطراب قلق ينشأ نتيجة التعرض لحدث صادم أو مهدد للحياة، ويتميز بوجود أفكار أو صور متكرره ومقتحمة عن الحدث، تجنب أي شيء يذكّر به، حالة من فرط اليقظة، وانخفاض الاستجابة العاطفية. تستمر هذه الأعراض لأكثر من شهر وغالبًا ما يكون الاضطراب طويل الأمد.
المصدر: المكتبة الوطنية الأمريكية للطب ( NCBI

مدى الانتشار

بينما يعاني نحو 5.6% من النساء مقابل 1.9% من الرجال من هذا الاضطراب؛ مما يبرز الفجوة بين الجنسين، لكن المقياس يكون بالأرقام تصبح أكثر صدمة حين ننظر إلى الفئات الأكثر عرضة:

  • يبدو اضطراب ما بعد الصدمة وكأنه تجربة نادرة لكنه في الحقيقة أكثر شيوعًا مما نتخيل، تشير التقديرات العلمية إلى أن حوالي 3.9% من سكان العالم قد أصيبوا باضطراب ما بعد الصدمة في مرحلة ما من حياتهم.
  • الناجون من الحروب والكوارث الطبيعية قد تصل نسبة إصابتهم إلى مستويات مضاعفة.
  • المستجيبون الأوائل مثل رجال الإطفاء والمسعفين، الذين يواجهون الصدمات بشكل مباشر، قد تصل معدلات الإصابة بينهم إلى 50% أو أكثر.
  • ضحايا الاعتداءات والعنف الجنسي يمثلون إحدى الفئات الأعلى خطرًا للإصابة بهذا الاضطراب.

👁️ كيف يرى المريض نفسه والآخرين؟

يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة بشكل عميق على طريقة إدراك المريض لذاته وللآخرين، مما ينعكس على حياته اليومية وعلاقاته الاجتماعية:

رؤية المريض لنفسه

  • صورة ذاتية مشوهة: يعاني من انخفاض تقدير الذات، ويشعر بأنه غير قادر على التحكم في حياته أو مشاعره.
  • إحساس بالذنب والعار: كثير من المرضى يعتقدون أنهم مسؤولون عن الحدث الصادم أو أنهم كان يجب أن يتصرفوا بشكل مختلف.
  • انفصال عن الذات: بعض الدراسات تشير إلى أن الصدمة تؤثر على شبكة الوضع الافتراضي في الدماغ، ما يؤدي إلى اضطراب في الإحساس بالهوية والاستمرارية الذاتية.

رؤية المريض للآخرين

  • فقدان الثقة: يميل إلى الشك في نوايا الآخرين، ويخشى أن يتعرض للأذى مرة أخرى.
  • تباعد اجتماعي: يشعر بالانفصال أو الغربة عن المجتمع، حتى عن أقرب الناس إليه.
  • تفسير سلبي للسلوكيات: قد يفسر أفعال الآخرين على أنها تهديد أو خطر، حتى لو كانت طبيعية.

header banner

بسرية تامة إحجز برنامج علاج الاضطراب العاطفي لتستعيد حياتك من جديد

أُكتب لنا حكايتك مع الاضطراب العاطفي والأعراض التي تُعاني منها

🧬 رحلة داخل عقل المريض

تخيل أن العقل يتوقف عند لحظة صادمة، وكأن زر الإيقاف قد علق على مشهد لا ينتهي، هذه هي رحلة اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)؛ حيث يصبح الدماغ في حالة نشاط مفرط داخل المناطق المسؤولة عن الخوف والذاكرة، مثل اللوزة الدماغية، فيعيد إنتاج المشاعر والذكريات المؤلمة مرارًا وتكرارً، المريض هنا لا يعيش الماضي فقط، بل يجد نفسه عاجزًا عن

التفاعل الطبيعي مع الحاضر:

  • ذكريات مؤلمة تقتحم الوعي بلا استئذان.
  • صعوبة في التعامل مع الواقع اليومي، مما يضعف الأداء في العمل والعلاقات.
  • تأثير سلبي شامل على جودة الحياة النفسية والجسدية.

معلومة طبية

ولأن هذه الرحلة معقدة، فإن التعافي يتطلب أكثر من مجرد الصبر؛ يحتاج المصاب إلى العلاج النفسي المتخصص، والدعم الاجتماعي من المحيطين، إضافة إلى التدخلات الطبية التي تساعد على إعادة التوازن العصبي والنفسي، وهنا تؤكد الدكتورة د. رحاب حسنين أيضًا أن فهم آلية الدماغ في هذا الاضطراب هو الخطوة الأولى نحو الشفاء والعلاج الفعال

 

⚠️ الأعراض والعلامات المميزة

الأعراض تتوزع في أربع مجموعات رئيسية، كل منها تكشف جانبًا مختلفًا من معاناة المصاب:

إعادة معايشة الحدث

هنا يعيش المصاب الصدمة وكأنها تحدث من جديد، ويتكرر المشهد داخل عقله وجسده:

  • كوابيس متكررة تعيد تفاصيل الصدمة ليلا.
  • ذكريات مؤلمة لا يمكن السيطرة عليها تقتحم الوعي فجأة.
  • ردود فعل جسدية قوية مثل تسارع ضربات القلب أو التعرق عند تذكر الحدث.

التجنب والانسحاب

في هذه المرحلة يحاول المصاب الهروب من كل ما يذكره بالصدمة، حتى لو كان جزءًا طبيعيًا من حياته:

  • تجنب الأماكن أو الأشخاص المرتبطين بالحادث.
  • رفض الحديث عن التجربة وكأنها منطقة محظورة في الذاكرة.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة والشعور بالانفصال عن الآخرين.

فرط اليقظة والانفعال

العقل والجسد يعيشان في حالة إنذار دائم، وكأن الخطر حاضر في كل لحظة:

  • نوبات هلع وقلق مفاجئ تجعل المصاب في حالة استعداد دائم.
  • صعوبة في النوم أو التركيز وكأن العقل لا يعرف الراحة.
  • غضب أو انفعال مفرط تجاه مواقف بسيطة.
  • الشعور بالخطر الدائم حتى في الأوقات الآمنة.

التغيرات السلبية في التفكير والمزاج

هنا تتأثر نظرة المصاب لنفسه والعالم من حوله، فيغرق في أفكار ومشاعر سلبية:

  • الشعور بالذنب أو الخزي وكأن الصدمة مسؤولية شخصية.
  • أفكار سلبية عن الذات أو الآخرين تضعف الثقة بالعالم.
  • فقدان الأمل أو الإحساس بالفرح مما يجعل المستقبل يبدو مظلمًا.

⚠️ الأعراض عند الكبار

تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى الكبار في أربعة محاور رئيسية تعكس تأثير الحدث الصادم على النفس والجسم:

 1. استعادة أحداث الصدمة (أعراض اقتحامية)

يعيش الشخص الحدث المؤلم وكأنه يتكرر أمامه من جديد:

  • ذكريات مؤلمة مٌفاجِأة ومتكرّرة.
  • كوابيس واضطرابات في النوم وأرق دائم.
  • هلاوس أو مشاهد ذهنية حادة للصدمة.
  • شعور بالذنب والتهيج وصعوبة التركيز.
  • أعراض جسدية تعرّق، خفقان، ارتجاف.

2. تجنّب ما يذكّر بالصدمة (الامتناع)

يحاول الشخص الهروب من كل ما يعيد إليه تفاصيل الحدث:

  • تجنّب الأماكن والأشخاص والمواقف المرتبطة بالحادث.
  • رفض المشاركة الاجتماعية والعزلة عن الآخرين.
  • فقدان الشغف بالأنشطة المعتادة.
  • مشاكل بالذاكرة ونظرة يائسة للمستقبل.

3. الشعور المستمر بالتهديد (فرط التيقظ)

يعيش الشخص في حالة تأهّب داخلي دائم وكأن الخطر ما زال قائمًا:

  • نوبات غضب وخوف وذعر مفاجئ.
  • قلق دائم وإحساس بالخطر طوال الوقت.
  • صعوبة النوم وضعف التركيز.
  • أعراض جسدية ارتفاع الضغط، سرعة التنفّس، خفقان، غثيان، إسهال.

5. التغيرات السلبية في التفكير والمزاج

هنا تتأثر نظرة المصاب لنفسه والعالم من حوله، فيغرق في أفكار ومشاعر سلبية:

  • الشعور بالذنب أو الخزي وكأن الصدمة مسؤولية شخصية.
  • أفكار سلبية عن الذات أو الآخرين تضعف الثقة بالعالم.
  • فقدان الأمل أو الإحساس بالفرح؛ مما يجعل المستقبل يبدو مظلمًا.

⚠️ الأعراض عند الأطفال

تختلف استجابات الأطفال للصدمة عن البالغين، ويظهر تأثيرها من خلال سلوكيات وانفعالات قد يصعب على الطفل التعبير عنها بالكلام:
إعادة تمثيل الحدث المؤلم أثناء اللعب أو الرسوم.

  • صعوبة في الكلام أو التوقف المفاجئ عن التعبير اللفظي.
  • كوابيس متكررة واضطرابات نوم.
  • العودة للتبول الليلي رغم إتقان استخدام الحمام سابقًا.
  • الخوف والقلق دون سبب واضح.
  • صعوبة النوم أو رفضه.
  • سرعة الغضب والانفعال.
  • سلوك عدواني أو اندفاعي.
  • التعلّق الزائد بالوالدين وعدم الرغبة في الانفصال عنهما.
  • رفض الذهاب إلى المدرسة أو فقدان الرغبة في الأنشطة اليومية.

🩺 رأي الطبيب النفسي

يرى الأطباء النفسيون أن اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) ليس ضعف نفسي أو نقص في الإرادة، بل هو استجابة بيولوجية وعاطفية طبيعية لصدمات تفوق قدرة الإنسان على التحمل، فالعقل يعيد تشغيل مشاهد الصدمة مرارًا، والجسد يبقى في حالة إنذار دائم، مما يجعل المصاب يعيش وكأن الخطر لم ينته بعد.
وتوضح الدكتورة رحاب حسنين أن فهم هذا الاضطراب يتطلب النظر إليه كحالة إنسانية معقدة تحتاج إلى التعاطف والدعم، لا إلى الحكم أو الوصم،  بينما تؤكد الدكتورة رشا السعيد أن إدراك المجتمع لطبيعة اضطراب ما بعد الصدمة يساعد على تقليل العزلة التي يشعر بها المصابون، ويمنحهم مساحة آمنة للتعبير عن معاناتهم.

💭 تجربة المريض من الداخل

تبدو تجربة اضطراب ما بعد الصدمة وكأنها سجن نفسي يُقيّد المريض بين الماضي والحاضر:

  • غزو الذاكرة: الحدث الصادم يعود في شكل ذكريات اقتحامية أو كوابيس، وكأن الزمن لم يتحرك.
  • انقسام داخلي: يشعر المريض أنه شخصان؛ أحدهما يعيش الحاضر، والآخر عالق في لحظة الصدمة.
  • إرهاق نفسي دائم: حتى في لحظات الهدوء، هناك توتر داخلي يشبه الاستعداد المستمر للخطر.
  • فقدان الأمان الداخلي: الذات تبدو هشة، غير مستقرة، وكأنها فقدت القدرة على حماية نفسها.

💊 العلاج باختصار

اضطراب ما بعد الصدمة ليس قدرًا محتومًا، فهناك خطوات وقائية وعلاجات فعالة يمكن أن تقلل من شدته وتسرع التعافي، الجمع بين الدعم الاجتماعي والعلاج النفسي والدوائي يشكل خط الدفاع الأقوى أمام هذا الاضطراب:

العلاج النفسي 

هو المفتاح الأساسي لإعادة التوازن الداخلي، حيث يساعد المريض على مواجهة الصدمة وفهمها والتعامل مع آثارها بوعي أكبر:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يساعد على مواجهة الذكريات الصادمة وإعادة صياغة الأفكار السلبية.
  • تقنية حركة العين (EMDR) تعيد معالجة الذكرى المؤلمة عبر تحفيز الدماغ بحركات العين أو اليدين.
  • مجموعات الدعم تمنح فرصة لمشاركة التجارب مع آخرين يمرون بنفس المعاناة.

العلاج الدوائي

يستخدم لدعم العلاج النفسي، حيث يساعد في السيطرة على الأعراض المصاحبة مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم:

  • مضادات الاكتئاب تقلل من أعراض الاكتئاب والقلق المصاحبة.
  • أدوية أخرى تستخدم لتحسين النوم أو السيطرة على أعراض إضافية مثل الهلوسة.

كيف يمكن علاج اضطراب ما بعد الصدمة

💬 التعامل مع المريض أو الاضطراب

يتطلب التعامل مع المريض المصاب باضطراب ما بعد الصدمة قدرًا كبيرًا من التفهم والدعم النفسي والاجتماعي:

  • استمع باهتمام دون ضغط، وطمئن المريض أنك موجود عند حاجته.
  • ساعده على التحرر من الشعور بالذنب أو لوم نفسه على الماضي.
  • شجع الأسرة على أن تكون مصدر قوة واستمرارية في العلاج.
  • امنحه فرصة لاستعادة السيطرة على حياته دون قيود مبالغ فيها.
  • ساعده على الالتزام بعادات يومية طبيعية مثل النوم والوجبات.
  • لا تجبره على الحديث، لكن أكد له أنك حاضر عند رغبته.
  • إذا ظهرت مؤشرات على إيذاء النفس، لا تتركه وحده واطلب دعمًا طبيًا متخصصًا فورًا.

🚨 مضاعفات الاضطراب إن لم يُعالج

قد يؤدي عدم علاج اضطراب ما بعد الصدمة إلى تفاقم الأعراض النفسية والجسدية، ويؤثر بشكل مباشر على العلاقات الاجتماعية والعمل والدراسة.

 مضاعفات نفسية واجتماعية

  • تزايد خطر الإصابة بالاكتئاب، اضطرابات القلق، وفي بعض الحالات الذهان.
  • صعوبة الحفاظ على علاقات صحية، مع احتمال زيادة السلوك العدواني أو المسيء تجاه الآخرين.
  • ضعف القدرة على الاستمرار في العمل أو متابعة التعليم، وانخفاض التحصيل الدراسي لدى الأطفال.
  • الميل إلى التصرف بتهور أو دون التفكير في العواقب، مع صعوبة في إدارة الغضب، مما قد يقود إلى سلوكيات مدمرة للذات.
  • تفاقم الأعراض بمرور الوقت يزيد من احتمالية التفكير في الانتحار أو محاولة تنفيذه.

مضاعفات صحية جسدية

  • مشاكل صحية مزمنة ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، السكري، ضغط الدم المرتفع، واضطرابات الجهاز الهضمي.
  • أعراض جسدية غير مفسرة مثل الصداع وآلام المعدة وغيرها من الأعراض الناتجة عن التوتر المزمن دون سبب عضوي واضح.

هل اضطراب ما بعد الصدمة خطيرًا؟

نعم، يصبح خطيرًا عندما يتجاوز حدود القدرة الطبيعية على التكيف ويؤثر بعمق في حياة المصاب، هناك مؤشرات تشخيص واضحة تجعل هذا الاضطراب يستدعي التدخل الطبي الفوري، استمرار الأعراض لفترة طويلة إذا استمرت الأعراض لأكثر من شهر بعد الحدث الصادم، خاصة عندما تبدأ بالظهور خلال الأشهر الثلاثة الأولى، فهذا مؤشر على خطورة الحالة، التأثير على الحياة اليومية يصبح الاضطراب خطيرًا عندما تتداخل الأعراض مع القدرة على أداء المهام الأساسية مثل العمل، العلاقات الاجتماعية، أو ممارسة الأنشطة التي كان الشخص يستمتع بها سابقًا.

خاتمة

اضطراب ما بعد الصدمة تجربة إنسانية مؤلمة، لكنه ليس نهاية الطريق، فبفضل العلاج النفسي والدعم الاجتماعي يمكن للمصاب أن يستعيد توازنه ويعيد بناء حياته خطوة بخطوة،  إن إدراك طبيعة الاضطراب والسعي لطلب المساعدة في الوقت المناسب أمر بالغ الأهمية، لأنه يحول الألم إلى فرصة للتعافي والنمو، في النهاية تبقى المعرفة والوعي بهذا الاضطراب أداة مفيدة لكل فرد ومجتمع، فهي تفتح الباب لفهم أعمق، وتعاطف أكبر، وقدرة على تقديم الدعم لمن يحتاجه.

ما رأيك في المعلومات المعروضه بالمقال ؟
مفيدة

6

غير مفيدة

3

أكتب تعليقا