يمكن أن يظهر اضطراب القلق عند الأطفال والكبار بعد تجارب مؤلمة أو حوادث صعبة، كما قد ينتج عن تحولات كبيرة في الحياة مثل التغييرات في البيئة المحيطة أو التجارب الاجتماعية الصعبة. تلك التجارب يمكن أن تثير مشاعر القلق والتوتر لدى الأشخاص، وقد تتطلب دعمًا وتوجيهًا من الأهل والمعالجين لمساعدتهم في التعامل مع هذه المشاعر بشكل صحيح.
يُعرف القلق (anxiety) على أنه اضطرابًا نفسيًا وهو رد فعل طبيعي للإجهاد ويمكن أن يكون طبيعي ومفيدًا في بعض الأحيان، مثل تحفيزك للعمل بجد أو تحذيرك من الخطر، ولكن يكون غير طبيعي عندما يصبح القلق شديدًا أو مستمرًا إلى درجة أنه يتدخل في حياتك اليومية يصبح مرض مزمن وخطير، ويشمل هذا القلق العام، اضطراب الهلع، اضطراب القلق الاجتماعي، اضطراب الرهاب النفسي، واضطراب القلق بسبب الصحة البدنية.
هناك فرق بين القلق والتوتر والاكتئاب والوسواس حيث أن القلق يعبر عن شعور مُصاحب للأفكار والمخاوف بشأن أمور الحياة المختلفة، بينما يكون التوتر رد فعل عابر على أحداث وضغوطات مؤقتة. أما الاكتئاب فهو شعور دائم بالحزن، ومن أعراضه القلق غير المبرر. بينما الوسواس يتمثل في القلق المفرط بشأن أفعال وأفكار متكررة. جميع هذه الحالات تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والحياة اليومية.
وهناك عدة أنواع من القلق النفسي نذكر منها ما يلي:
يتميز بالقلق المستمر والتوتر حول مجموعة واسعة من الأمور والأحداث وقد يشعر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بعدم الراحة النفسية بشأن الأمور اليومية بشكل مفرط.
يتميز بنوبات الخوف المفاجئة والشديدة التي تأتي بدون سبب واضح ويشعر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بأعراض جسدية مثل ضيق التنفس والدوار والتعرق.
يتميز بالخوف والقلق المفرط من المواقف الاجتماعية أو الأداء أمام الآخرين ويتجنب الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب المواقف الاجتماعية بشكل كبير.
يتميز بالقلق والتوتر الناجم عن تجربة صدمة نفسية أو حدث مؤلم ويعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من فلاش باك وكوابيس وتفاعلات عاطفية شديدة.
يتميز بالقلق المفرط حول الصحة والمرض ويظن الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب أنهم يعانون من مرض خطير على الرغم من عدم وجود أدلة طبية تدعم ذلك.
وفي حالة اضطرابات القلق، قد تستمر الأعراض لأشهر أو سنوات إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها بشكل صحيح والعلاج المناسب يمكن أن يساعد في التخفيف من الأعراض وتحسين جودة الحياة.
ومدة القلق النفسي تختلف بين الأفراد وتعتمد على عدة عوامل مثل السبب وراء القلق والظروف الشخصية والبيئية، وفي بعض الحالات قد يكون القلق طبيعياً وعادة ما يزول بمجرد انتهاء الموقف المسبب للضغط أو التهديد وهدوء الجسم.
يمكن أن تقلق كثيرا بسبب أو بدون ومن أشهر الأسباب التي قد تؤدي الى ذلك ما يلي:
الوراثةُ أحد العوامل الرئيسية في القلق، إذ وفقًا للمعهد الوطني للصحة النفسية (NIMH)، فإن اضطرابات القلق لها مكون وراثي. كما أظهرت الأبحاث أن الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالاضطرابات القلقية هم أكثر تعرضًا للإصابة بهذه الحالة.
تُعتبر كيمياء الدماغ سببًا آخر للقلق، حيث أن الدماغ مسؤول عن تنظيم المشاعر بما في ذلك الخوف والقلق. عندما يحدث خلل كيميائي في الدماغ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات القلق، حسب NIMH.
يمكن أن تسبب أحداث الحياة المجهدة القلق أيضًا، مثل الإهمال أو العنف والضغوطات في العمل، والتوتر في العلاقات الشخصية، والقلق بشأن الصحة والمال وغيرهم.
يُمكنُ أن تُسَاهِمَ العوامل البيئية أيضًا في القلق، مثل الفقر أو البطالة أو العزلة الاجتماعية، حيث وجدت دراسة أن الحالة الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة كانت مرتبطة بارتفاع معدلات القلق والاكتئاب.
بعض الأمراض والأدوية يمكن أن تزيد من مشاعر القلق، سواء كانت آثار جانبية للأدوية أو بسبب التفكير المستمر في المرض.
حيث يضع الأفراد معايير عالية جدًا لأنفسهم، ويصبحون قلقين للغاية حيال تحقيق هذه المعايير المستحيلة. يركزون على التفاصيل الصغيرة بشكل مفرط، مما يؤدي لزيادة القلق والتوتر.
في الختام، يعتبر القلق النفسي الحاد ظاهرة معقدة و شائعة تؤثر على العديد من الأفراد في مراحل مختلفة من حياتهم، ويمكن أن يكون القلق النفسي الحاد نتيجة لعوامل متعددة تشمل الوراثة، البيئة، والتجارب الشخصية، فمن المهم التعرف على أعراض القلق النفسي الحاد المرتبطة بهذا النوع من القلق والبحث عن الدعم والعلاج المناسب عند الحاجة.