اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع .. دليل شامل

بواسطة: omnia - تم مراجعته طبياً: احمد الراجي

  1. الرئيسية
  2. اضطرابات الشخصية
  3. اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع .. دليل شامل
ما هو اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع
نظرة عامة

يُصنف اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (Narcissistic Personality Disorder) كاضطراب نفسي يتميز بتجاهل القواعد والحقوق الاجتماعية، وعدم التعاطف، والميول لسلوكيات متهورة أو عدوانية، كما يُظهر المصاب به نمطًا متكررًا من خرق المعايير الأخلاقية وغياب الندم، بينما يؤثر هذا الاضطراب على العلاقات والتواصل اليومي، مما يجعل فهمه خطوة مهمة للتعامل السليم معه.

🧠 التعريف ومدى الانتشار 

اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (Narcissistic Personality Disorder) هو حالة عقلية تتسم بنمط مستمر من تجاهل حقوق الآخرين والتعدي عليها. يبدأ هذا النمط عادة في مرحلة الطفولة أو المراهقة المبكرة، ويظهر في صورة سلوكيات متمردة وعدوانية.

🧠 التعريف العلمي
اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو اضطراب يُشخَّص في مرحلة البُلوغ، ويتميز بنمط دائم ومستمر من التجاهل وانتهاك حقوق الآخرين، يبدأ هذا النمط غالبًا منذ الطفولة أو المراهقة المبكرة، ويستمر مدى الحياة، الأفراد المصابون غالبًا ما يتورطون بخداع أو استغلال الآخرين لتحقيق مكاسب شخصية، ويفتقرون إلى التعاطف.
 المصدر: منظمة الصحة العالمية (WHO)

الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب  لا يشعرون بالذنب أو الندم تجاه أفعالهم، ويميلون إلى التصرف باندفاع، كما قد يلجأون إلى الكذب أو التلاعب لتحقيق أهدافهم، مع تجاهل واضح لعواقب ما يقومون به على أنفسهم وعلى من حولهم.

اضطراب الشخصية الحديه وأنواعه

قد تتساءل الآن عن :-

اضطراب-الشخصية-الحدية

📊 مدى الانتشار  

يصيب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ما يقارب 1 إلى 4٪ من عموم السكان، ينتشر بين الرجال بنسبة تفوق النساء بأربع مرات، كما تشير الدراسات إلى أنه ما بين 40 إلى 70٪ من نزلاء السجون يعانون من هذا الاضطراب بدرجات متفاوتة.

🧬 رحلة داخل عقل المريض

تكشف هذه الصورة عن عالم تتكرر فيه أنماط من الاستخفاف بحقوق الآخرين، وغياب التعاطف أو الإحساس بالندم، حيث يعيش المصاب في دائرة من التصرفات المتهورة وغير المسؤولة، ويظهر ميلًا واضحًا إلى كذب والتلاعب من أجل تحقيق مكاسب شخصية دون أي اعتبار للعواقب، ويخلق هذا العالم الداخلي صراعًا دائمًا بين الرغبة في السيطرة والاندفاع نحو سلوكيات قد تبدو للآخرين غريبة أو مؤذية.
ويُعد اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع اضطرابًا خطيرًا؛ لأنه يؤثر بعمق على قدرة الفرد على احترام القوانين والمعايير الاجتماعية، ويدفعه إلى التورط في ممارسات خطرة تضرّ به وبمن حوله، كما أن غياب الوعي بالمشكلة وغياب الشعور بالذنب يجعل التعامل معه تحديًا كبيرًا على المستوى الأسري والاجتماعي.

👁️ كيف يرى المريض نفسه والآخرين؟

المصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يرى نفسه قويًا ومستقلًا، ويشعر بتفوق على الآخرين، بينما ينظر إليهم كضعفاء يمكن استغلالهم أو خداعهم لتحقيق مصالحه الخاصة دون أي شعور بالذنب أو الندم:

رؤية المريض لنفسه

المصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يرى نفسه كشخص قوي ومستقل عن الآخرين ويشعر غالبًا بالاستعلاء والتفوق عليهم. في نظره هو الفرد الذي يملك السيطرة بينما الآخرون مجرد تابعين له:

  • الشعور بالقوة والاستقلالية: يرى نفسه كفرد قادر على مواجهة العالم بمفرده ويعتبر الآخرين أقل شأنًا منه.
  • الشعور بالتفوق: يعتقد أن آرائه هي الصحيحة دائمًا ويضع نفسه في مرتبة أعلى من غيره.
  • نظرة سلبية تجاه العالم: قد يشعر بأنه ضحية لمعاملة المجتمع ويبرر سلوكه العدواني باعتباره رد فعل أو انتقام.

رؤية المريض للآخرين

في المقابل ينظر المصاب إلى الآخرين على أنهم ضعفاء أو استغلاليون ويشعر أن استغلالهم أو خداعهم أمر مبرر لتحقيق مكاسبه الخاصة دون أن يرافق ذلك أي شعور بالذنب أو الندم:

  • ضعف الآخرين: يعتبر أن الآخرين أقل قوة منه مما يمنحه شعورًا بالحق في السيطرة عليهم أو استغلالهم.
  • عدم الأهمية: يفتقر إلى التعاطف مع مشاعر الآخرين ويرى أنهم مجرد أدوات يستخدمها لتحقيق أهدافه.

header banner

بسرية تامة إحجز برنامج علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع بدون دواء لتستعيد حياتك من جديد

أُكتب لنا حكايتك مع الشخصية المعادية للمجتمع والأعراض التي تُعاني منها

اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

⚙️ الأسباب والعوامل المؤدية للإصابة

من المؤكد أن السلوك المعادي للمجتمع الذي يظهر لدى المصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع لا يأتي من فراغ، بل هو نتاج مجموعة من العوامل المتداخلة التي تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة به مقارنة بغيرهم، ومن أبرز هذه العوامل ما يلي:

نمط الحياة 

تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من المصابين بهذا الاضطراب يتناولون المخدرات أو الكحوليات، مما يؤثر على شخصيتهم ويجعلها أكثر عدوانية واندفاعًا. وإذا نشأ الطفل في بيئة يرى فيها والده أو من حوله يتعاطون هذه المواد، فإن احتمالية أن يتأثر بها ويطور اضطرابًا في شخصيته تصبح أكبر.

العوامل الوراثية

  وجود تاريخ عائلي للإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يزيد من احتمالية انتقال هذا الاضطراب إلى أفراد آخرين في الأسرة.

نشأة الطفل

البيئة الأسرية لها دور كبير، فإذا نشأ الطفل وسط مشاجرات متكررة بين الوالدين أو أفراد الأسرة، أو تعرض لمعاملة سيئة من المقربين، فإن ذلك قد يترك أثرًا عميقًا في شخصيته ويزيد من خطر إصابته بهذا الاضطراب.

مستوى السيروتونين

 السيروتونين مادة كيميائية مهمة في الدماغ مسؤولة عن تنظيم المزاج والمشاعر، أي خلل في مستوياتها قد يؤدي إلى اضطرابات في السلوك والشخصية، مما يجعل الفرد أكثر عرضة للعدوانية والسلوكيات المضادة للمجتمع.

⚠️ الأعراض والعلامات المميزة

تظهر مجموعة من الأعراض على المصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، وهي التي تساعد الطبيب على تشخيص الحالة بدقة، ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:

  • التعدي على حقوق الآخرين بشكل متكرر.
  • إلقاء اللوم على المحيطين به عند مواجهة أي مشكلة.
  • عدم القدرة على الحفاظ على علاقة مستقرة لفترة طويلة بسبب التصرفات العدوانية والاندفاعية.
  • غياب الشعور بالندم أو الخوف عند التسبب في أذى للآخرين.
  • تجاهل العادات والتقاليد المجتمعية والتصرف بطريقة متهورة وغير مسؤولة.
  • وصول نوبات الغضب إلى مستويات يصعب السيطرة عليها.
  • التعدي على القانون بما قد يعرضه لمخاطر قانونية أو دخول السجن.
  • الكذب والخداع باستمرار لتحقيق مصلحة.
  • الاندفاع والسلوك المتهور دون اعتبار للعواقب.

🩺 رأي الطبيب النفسي

من منظور الأطباء النفسيين يُعد اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أحد الاضطرابات النفسية التي تتسم بنمط واضح من التجاهل والاستخفاف بحقوق الآخرين وقوانين المجتمع دون أي شعور بالندم، وغالبًا ما يُشار إليه بوصفه من "الاضطرابات المنسية" نظرًا لصعوبة تشخيصه والتعامل معه بشكل دقيق.
وكما تقول الدكتورة ريهام القاسم بأن سمات الشخصية المضادة للمجتمع تزيد في الكذب والخداع والتلاعب، إضافة إلى السلوك العدواني كما يرتبط بوجود مشكلات في تعاطي المخدرات أو الكحول، مما يزيد من الحالة، ويجعلها أكثر وضوحًا في الممارسة الإكلينيكية.

ملحوظة

الشخصية المعادية للمجتمع لا تتعلم من العقاب؛ لأنها لا ترى الخطأ خطأً من الأساس.

💭 تجربة المريض من الداخل

تتسم بالتلاعب وعدم المسؤولية، مع غياب التعاطف والندم، واتباع سلوكيات متهورة وغير قانونية، يشعر المريض بالاستعلاء والتفوق على الآخرين، وقد يبرر أفعاله باعتبارها وسيلة لتحقيق مصالحه الشخصية حتى لو كان ذلك على حساب من حوله، غالبًا ما يعيش في صراع مستمر مع القانون والمجتمع، ويُظهر سلوكًا عدوانيًا وعنيفًا في العديد من المواقف، مما يعكس طبيعة هذا الاضطراب وتعقيداته.

💊 العلاج باختصار 

يُعد علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع النفسي هو الأساس في التعامل مع اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، وخاصة العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يهدف إلى تعديل أنماط التفكير والسلوك غير السوي، أما الأدوية فلا يوجد دواء محدد لهذا الاضطراب، لكنها قد تُستخدم لمعالجة بعض الأعراض المصاحبة مثل القلق أو العدوان:

  • القلق باستخدام الأدوية المضادة للقلق.
  • الاكتئاب باستخدام مضادات الاكتئاب.
  • تقلبات المزاج باستخدام مثبتات المزاج.

العلاج النفسي

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد الفرد على فهم سلوكه وتأثيره على الآخرين، ويعمل على تغيير أنماط التفكير والسلوكيات غير التكيفية.
  • علاج التحكم بالغضب: يُركز على السيطرة على نوبات الغضب والعنف.
  • العلاج الجماعي أو العائلي: يساهم في توضيح كيفية تأثير سلوك الشخص على من حوله، ويعزز فهم البيئة المحيطة له.

هنا هتحطي انترنال لينك علاج الشخصية المعادية للجتمع او علاج اضطراب الشخصية وكيفية التعامل ده خليه للفقرة اللي بعدها

كيف تتعامل مع الشخصية المضادة للمجتمع

 💬 التعامل مع المريض أو الاضطراب

رغم صعوبة التعامل مع هذه الشخصية، إلا أن اتباع أساليب مدروسة يساعد في الحد من الصراعات وتحسين فرص العلاج:

  • الهدوء ووضع الحدود: حافظ على هدوئك وتجنب الانجراف في صراعات عاطفية، مع تحديد حدود واضحة للسلوك المقبول والمرفوض.
  • الواقعية: تذكّر أن المريض يفتقر للتعاطف والندم، وقد يظهر سحرًا سطحيًا يخفي وراءه سلوكًا يهدف الاستغلال والتلاعب.
  • التواصل العلاجي: استخدم أسلوبًا علاجيًا مدروسًا لمعالجة مشكلات التكيف، مع مراقبة السلوكيات العنيفة أو المتهورة بدقة.
  • التركيز على المشاكل المصاحبة: قد يكون إشراك المريض في العلاج أسهل عند التعامل مع اضطرابات مصاحبة مثل الإدمان أو الاكتئاب، مع الانتباه إلى أن تعاطي المخدرات يزيد الأعراض تعقيدًا.
  • الرعاية المتكاملة: يتطلب التعامل مع هذا الاضطراب فريقًا متعدد التخصصات لتقديم رعاية شاملة، تحسين جودة حياة المريض، والحد من المضاعفات الاجتماعية أو القانونية.

🚨 مضاعفات الاضطراب إن لم يُعالج

في حال عدم علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، قد تظهر مجموعة من المضاعفات التي تؤثر على حياة المصاب ومن حوله، وتشمل ما يلي:

  • مشاكل قانونية: السلوك الإجرامي المتكرر يؤدي إلى الاعتقال والاحتجاز والسجن.
  • إدمان المواد: يزداد خطر تعاطي الكحول والمخدرات.
  • مشاكل في العلاقات: تتجلى في الإساءة للزوج أو الشريك أو الأطفال، والاستغلالية في العلاقات، وعدم القدرة على الالتزام.
  • مشاكل اجتماعية ومالية: الفشل في الالتزام بالمسؤوليات المالية والاجتماعية والمهنية، مما قد يؤدي إلى التشرد أو سوء الوضع الاقتصادي.
  • مشاكل صحية: ارتفاع خطر الوفاة المبكرة نتيجة العنف أو الحوادث الناجمة عن التهور أو مضاعفات الإدمان أو محاولات الانتحار.
  • مشاكل نفسية أخرى: الإصابة باضطرابات عقلية إضافية مثل الاكتئاب والقلق.
  • سلوك انتحاري أو عدواني: تزايد خطر محاولة الانتحار أو إلحاق الأذى بالآخرين.

كيف تستعد قبل زيارة الطبيب؟

يمكنك تجهيز نفسك للمقابلة الطبية من خلال تدوين بعض الملاحظات البسيطة في نوتة صغيرة، لتكون حاضر الذهن ومتذكر كل ما ترغب في طرحه على الطبيب، ومن أهم ما يُنصح بتدوينه:

  • الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي تتناولها.
  • أي مشكلات جسدية أو عقلية تعاني منها.
  • الأسئلة التي تراودك وترغب في الحصول على إجابة عنها.
  • الصدمات النفسية أو الأمور التي تسبب لك التوتر.
  • الأعراض التي ظهرت عليك مؤخرًا.
ما رأيك في المعلومات المعروضه بالمقال ؟
مفيدة

2

غير مفيدة

0

تفاصيل الكاتب
author
omnia
أمنية عزمي

كاتبة محتوى طبي خبرة 6 سنوات، لديها شغف في الكتابة بالمجال الطبي، خصوصا الطب النفسي، تُحب مساعدة الاخرين وتقديم الدعم لهم.

جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.

أكتب تعليقا