اخر تحديث للمقال: أكتوبر 10, 2024
يتضح لنا من المسمى الخاص بها أنها شخصية تتصرف ضد المجتمع تقوم بأفعال خاطئة مرفوضة من نفس المجتمع، فدائمًا ما نجد صاحب هذه الشخصية هو شخص عدواني غير محبوب وسط الآخرين لأنه قد يؤذيهم بالكلام أو بالأفعال، فمن الممكن أن يرتكب جريمة معينة وبسببها يدخل إلى السجن، كما أن خطر التعرض للوفاة المبكرة متزايد عند أصحاب هذا الاضطراب، وذلك بسبب سلوكياتهم المتهورة والخطيرة.
ومن ذلك نستنتج أن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع خطير على صاحبه والمحيطين به، فنتيجة السلوكيات المتهورة للمصاب به فإنه يكون أكثر عرضة للطرد من العمل وبالتالي يصبح عاطلًا مشردًا، كما أنه شخص غير مسؤول ولا يتمكن من التفكير في مستقبله والتخطيط له، والجدير بالذكر هنا أن صاحب هذه الشخصية لا يشعر بأي ندم تجاه الأفعال التي يرتكبها في حقه وحق الآخرين، فهو يتجاهل دائمًا تمني السلامة لمن تعرض للأذى بسببه.
من المؤكد أن السلوك المعادي للمجتمع الذي يصدره المصاب بالاضطراب ناتج من عدة عوامل مختلفة، بدليل أن هذا الاضطراب لم يصيب إلا أشخاص معينة فهو غير موجود عند كل الناس، ومن أسباب هذا الاضطراب ما يلي:
نجد أن الغالبية العظمى في المصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يتناولون المخدرات ويشربون الكحوليات، وذلك يؤثر عليهم وعلى شخصيتهم ويحولها لشخصية عدوانية لا تفكر في أفعالها، وإذا نشأ الطفل وهو يرى والده يشرب الكحوليات والمواد المخدرة، فهناك احتمالية كبيرة في أن يصبح مثله ويصاب باضطراب في شخصيته.
بالنسبة للأشخاص الذين لديهم أفراد من العائلة أو الأسرة قد عانوا من اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع، فإنهم أكثر عرضة للإصابة بنفس الاضطراب أيضًا.
إذا نشأ الطفل في بيئة مليئة بالمشاجرات بين الأب والأم أو بين أفراد الأسرة، فإنه سيكون أكثر عرضة لخطر الإصابة باضطراب الشخصية المضادة للمجتمع، كذلك إذا كان يُعامل بطريقة سيئة من أبويه أو أخواته أو أقاربه فإنه يمكن أن يصاب بخلل في شخصيته يؤدي إلى ذلك الاضطراب.
تعتبر مادة السيروتونين هي المسؤولة عن مشاعر الشخص وتنظيم مزاجه، وأي خلل أو تغيير في مستوى هذه المادة قد يؤدي إلى حدوث خلل واضطراب في شخصية هذا الشخص، ويمكنه أن يصبح ذو شخصية مضادة للمجتمع وعدوانية.
تظهر بعض الأعراض على أصحاب الشخصية المعادية للمجتمع تجعل الطبيب يقوم بتشخيصه على أنه مصاب بهذا النوع من الاضطراب ويبدأ في وضع خطة علاجية له، وتلك الأعراض كالتالي:
يمكن علاج مصابي الشخصية المضادة للمجتمع وتخفيف الأعراض التي تظهر عليهم بمرور الوقت، ويتوقف ذلك على اتباع الخطة العلاجية التي قام الطبيب المعالج بوضعها، كذلك يلعب عمر الشخص المصاب دورًا هامًا في الشفاء من الاضطراب، ويجب التنويه إلى دور الأسرة والأصدقاء المقربين في تشجيعه على اتباع التعليمات وتناول الدواء في المواعيد المحددة، وهناك بعض الطرق التي يمكن اتباعها لعلاج هذا الاضطراب وهي كالتالي:
يعرف العلاج السلوكي المعرفي بأنه أسلوب علاجي حديث يستخدم فيه المعالج الكلام لعلاج المريض، والهدف الأساسي منه هو إقناع المريض بتغيير طريقة تفكيره وسلوكياته، وفيه يتعلم مهارات كثيرة تجعله يدير حياته بشكل أفضل، وتمكنه من التصرف بشكل جيد في المواقف التي يتعرض لها.
يجب على أسرة المصاب بالشخصية المعادية للمجتمع أن تطلب المساعدة من أحد المعالجين أو المختصين في هذا المجال، فمن الضروري أن يتعلموا المهارات المختلفة التي تجعلم يدافعون عن أنفسهم إذا تعرضوا لأي عنف من المريض، وفي نفس الوقت عليهم أن يدعمونه ويشجعونه على الذهاب للطبيب وبدء جلسات العلاج.
قد يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية المفيدة في هذه الحالة، وفي الغالب تكون أدوية قلق أو اكتئاب.
في نهاية الموضوع قد تناولنا الحديث عن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، ونؤكد على الأسرة أن تضع في اعتبارها أي عرض أو تصرف غير طبيعي لتخبر به الطبيب ليتم التشخيص بدرجة صحيحة ووضع البروتوكول العلاجي اللازم لحالة المريض.
0
0
جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.
أكتب تعليقا