تتعدد الأسباب التي يمكن أن تُسهم في ظهور هذا الاضطراب في الشخصية، هذه الأسباب تشمل الآتي:
التجارب السلبية في الطفولة
التجارب السلبية في الطفولة، مثل الإهمال أو الاعتداء الجسدي أو العاطفي، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على تطور الشخصية والسلوك. فعندما يتعرض الطفل لمثل هذه التجارب السلبية، يمكن أن يشعر بالعزلة، والخوف، والضعف، وعدم الأمان.
على سبيل المثال، عندما يتعرض الطفل للاعتداء الجسدي أو العاطفي، قد يشعر أنه لا يستحق الحب والرعاية، وتظهر سلوكيات تهديد النفس أو إيذاء الذات. بالإضافة إلى ذلك، قد يتعلم الطفل أن العواقب السلبية هي الطريقة الوحيدة لجذب الاهتمام أو التفاعل مع الآخرين، مما يؤدي إلى تطوير هذه الشخصية لديه للحصول على الاهتمام.
الوراثة والعوامل البيولوجية
قد تكون هناك عوامل وراثية أو بيولوجية تزيد من عُرضة الفرد لظهور هذا الاضطراب، مثل الاختلالات الكيميائية في الدماغ مثل الاختلالات الكيميائية والتغيرات الهرمونية تؤثر على استجابة الفرد للضغوط النفسية بشكل غير صحيح مثل التوجه للألم وغيره.
عوامل بيئية
في بعض الثقافات تظهر ممارسات تشجع على العنف والاعتداء، مما يؤدي إلى تبني سلوكيات مازوخية، كما يمكن أن تظهر هذه السلوكيات نتيجة الضغوط الاجتماعية القوية، مثل الضغوط العائلية والنفسية فيلجأ الفرد إلى سلوكيات مازوخية كوسيلة للتعامل مع هذه الضغوط.
التجارب الجنسية المبكرة
يُرتبط الألم في بعض الحالات بالإثارة الجنسية، وتجارب الألم المرتبطة بالمتعة الجنسية في مراحل مبكرة من الحياة قد تساهم في تشكيل هذا الاضطراب في الشخصية.
الأعراض
هناك بعض الصفات والسلوكيات التي يمكن أن تظهر على أصحاب هذا الاضطراب بغض النظر عن جنسهم، فتظهر صفات المرأة المازوخية بشكل متشابه لصفات الرجل المصاب بنفس الاضطراب. إليك أشهر الأعراض:
رغبة في تجربة الألم أو الإذلال سواء كان ذلك عن طريق العلاقات الجنسية أو في العلاقات الشخصية الأخرى.
الاهتمام بالعلاقات السامة والسادية فيبحث عن العلاقات التي تشتمل على السيطرة والإذلال، ويشعر بالراحة أو الرضا عندما يكون في هذه العلاقات.
الشعور بالرضا بعد التعرض للألم بعد تجربة الألم أو الإذلال، فيكون الألم مصدرًا للرضا الذاتي أو الرضا الجسدي، مما يؤدي إلى شعورهم بالسعادة أو الراحة بعد هذه التجارب.
الاستجابة الإيجابية للمعاناة فيمكن أن تجده يستمتع بالعمل الشاق وصعوبة العلاقات ويشعر بالراحة عند التعرض للمعاناة.
الطاعة الكاملة بشكل مطلق وغير مشروط، حيث يقوم باتباع تعليمات الآخرين دون أي مقاومة أو تحفظ. في بعض الحالات، قد يكون الفرد يتبع الآخرين حتى على حساب احتياجاته الشخصية أو قيمه الخاصة.
الاعتمادية قد يكون صاحب هذا الاضطراب بحاجة إلى شريك يمكنه توجيهه والسيطرة عليه لتحقيق الألم والمعاناة التي يبحث عنها.
هذه الصفات تكون دليلاً على وجود شخصية مازوخية، كما تكون موجودة بدرجات متفاوتة لدى الأفراد.
درجات الشخصية المازوخية وأنواعها
عندما يسمع البعض كلمة "مازوخية" فإنهم يتخيلون فورًا أشخاصًا يتلذذون بأساليب القسوة الفائقة، ولكن الحقيقة هي أن المازوخية متفاوتة في الدرجات من حيث الشدة والتأثير على حياة الفرد ويمكن تقسيمها كالآتي:
المازوخية البسيطة: حيث تكون الرغبة في الشعور بالألم معتدلة وغير ضارة بشكل كبير.
المازوخية المتوسطة: حيث تصبح الرغبة في الشعور بالإذلال أكثر تكراراًمما يؤثر على العلاقات الشخصية للفرد.
المازوخية الشديدة: وتكون هذه الرغبات شديدة ومسيطرة على الشخص مما يؤدي إلى الأذى النفسي والجسدي في بعض الأحيان.
المازوخية القهرية: حيث تصبح هذه الرغبات هاجساً قهرياً يؤدي إلى تدمير شامل لحياة الفرد.
كيفية السيطرة على الشخص المازوخي؟
لا يعتبر الشخص المازوخي مؤذيًا ولكن التعامل معه يتطلب فهمًا عميقًا للحالة والتعرف على الطرق المناسبة للتعامل معه. إليك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها للتعامل معه بشكل صحيح:
كن صبورًا: الصبر هو الأساس للتعامل مع الشخص مازوخي. لا تنفعل أو تنتقدهم عندما يظهرون سلوكيات تعرّضهم للخسارة.
تجنب تقليد سلوكيات الوالدين: لا تحاول إجباره على قبول وجهة نظرك.قد يؤدي ذلك إلى تعزيز سلوكيات المازوخية لديه.
تجنب الغضب: لا تنفجر في غضب عندما يتخلى عن شيء ما لأن الرد بالغضب قد يجعلهم ينغمسون في أنفسهم.
تعرف على الأسباب: معرفة جذور سلوكياتهم قد تساعدك على التعاطف معهم أكثر.
لا تهدد بالرحيل: المازوخي يخشى الوحدة، لذا تجنب تهديده بالانفصال.
التواصل الفعال: ساعده على التعبير عن مشاعره وأفكاره بمنتهى الحرية.
شجعه على طلب المساعدة الطبية: في الحالات الخطيرة أو الصعبة، تكون الاستشارة مع متخصص في الصحة النفسية أمرًا ضروريًا لتقديم الدعم اللازم.
طرق العلاج
علاج المازوخية يشمل مجموعة متنوعة من العلاجات النفسية والدوائية، ويهدف هذا العلاج إلى تخفيف الأعراض وتهدئة الرغبة الجنسية الزائدة.
العلاج النفسي:
تهدف الجلسات النفسية في علاج المازوخية إلى تحديد الأسباب الجذرية لهذا السلوك وتغييره، بالإضافة إلى تعلم مهارات تعزز القدرة على التحكم بالدوافع الجنسية بطريقة صحية.
وتشمل أنواع العلاج النفسي في علاج المازوخية ما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي: يعمل على تصحيح المعتقدات والأفكار التي تدفع الشخص إلى الانخراط في السلوكيات المازوخية، كما يساعد على التحكم بالرغبة الجنسية الزائدة والحد من وسائل الإثارة الجنسية غير الملائمة.
المعالجة بالتبغيض: يتضمن تعريض الشخص لمنبهات سلبية أثناء تخيله للسلوكيات المازوخية، مما يساعد على ربط الرغبة الجنسية بتلك المنبهات وتقليل الرغبة في تجربة تلك السلوكيات.
العلاج الدوائي:
قد تكون الأدوية ذات فائدة في علاج الحالات الشديدة، حيث تساعد في تقليل الرغبة الجنسية الزائدة. يشمل العلاج الدوائي ما يلي:
الأدوية التي تقلل من مستوى التستوستيرون: تساعد في تقليل الرغبة الجنسية عند الرجال، مما يقلل من تكرار الانتصاب والسلوكيات الجنسية.
مضادات الاكتئاب: تعمل على استعادة توازن المواد الكيميائية في المخ، مما يقلل من الرغبة الجنسية ويساعد في التحكم بها.
هذه العلاجات متاحة لمساعدة الأشخاص المصابين بالمازوخية على التغلب على الأعراض وتحسين نوعية حياتهم.
الخاتمة
إن اضطراب الشخصية المازوخية يعد اضطرابًا نادرًا، لكنه يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص المصاب وعلى علاقاته الشخصية. من المهم التعرف على الأعراض والبحث عن المساعدة المناسبة للتعامل مع هذا الاضطراب وتوفير الدعم اللازم للشفاء وتحسين الحياة.
نحن هنا في مركز الصحة النفسية يمكننا تقديم الخدمات المتخصصة للمساعدة في حالات الشخص المصاب بالمازوخية، مما يسهم في تحسين الحالة العامة وتحقيق حياة مستقرة.
جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.
أكتب تعليقا