اخر تحديث للمقال: ديسمبر 02, 2025
اضطراب الهوس الكذبي (Mythomania) هو اضطراب نفسي سلوكي يتمثل في الميل المزمن إلى الكذب دون وجود دافع منطقي أو مكسب واضح، يتحول الكذب لدى المصاب إلى سلوك قهري يسيطر على تفكيره وتواصله، بحيث يختلق القصص بشكل متكرر، حتى في مواقف لا تستدعي ذلك.
🧠 التعريف العلمي
الأبحاث النفسية تشير إلى أن الكذب المتكرر القهري، المعروف اصطلاحًا في الأدبيات العلمية باسم Pseudologia Fantastica أو Pathological Lying، هو سلوك يتميز بميل مزمن للكذب دون سبب واضح.
المصدر: منصة الطب النفسي الدولي (MDPI).
لا يكون الكذب دائمًا بدافع التلاعب أو المصلحة الشخصية، بل يمنح المريض شعورًا مؤقتًا بالراحة النفسية أو الهروب من الواقع، ويعرف هذا الاضطراب علميًا أيضًا باسم Pseudologia Fantastica، أي "الخيال المفرط"، نظرًا إلى طبيعة القصص التي يبتكرها المصاب والتي تتسم بالمبالغة أو الانفصال عن الواقع.
يعد اضطراب هوس الكذب مرض نفسي فهو حالة نادرة نسبيًا، وتظهر الدراسات أن معدل انتشاره بين المراهقين الجانحين يبلغ حوالي 1%، غالبًا ما يبدأ في سن 16 عامًا، بينما يكتشف في المتوسط عند عمر 22 عامًا.
يتمتع المصابون بمعدل ذكاء لفظي أعلى من الأدائي من الجهة السريرية، وغالبًا ما يعتبر ضمن المتوسط أو أقل، وتشير البيانات إلى أن 40% منهم لديهم تاريخ من اضطرابات عصبية مركزية مثل الصرع أو فرط الحركة وتشتت الانتباه.
اجتماعيًا نشأ 30% من المصابين في بيئات أسرية غير مستقرة أو تضم أفرادًا يعانون من اضطرابات عقلية؛ مما يسهم في ترسيخ سلوك الكذب كآلية دفاعية، كما أن الكذب المرضي في هذه الحالات لا يقتصر على الأكاذيب البسيطة، بل يتسم بالتفصيل والمبالغة، ويستخدم كوسيلة للهروب من الواقع أو جذب الانتباه.
وتقول الدكتورة رحاب حسنين أن هوس الكذب لا ينبع من رغبة في الخداع، بل غالبًا ما يكون محاولة يائسة للهروب من واقع مؤلم أو غير محتمل.
داخل عقل مريض اضطراب هوس الكذب (المعروف أيضًا بالميثومانيا أو الكذب المرضي)، تدور دوامة لا تهدأ من الأكاذيب المتكررة، التي لا تبنى على مصلحة أو ضرورة، بل تنبع من حاجة داخلية لا يمكن كبحها.
الأكاذيب غالبًا ما تكون متقنة ومفصلة، إلى حد يصعب معه على المريض نفسه التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مختلق وراء هذه القصص المتشابكة، يقبع توتر داخلي وقلق اجتماعي، يدفع المريض إلى تزييف الواقع لتحسين صورته الذاتية أو لملء فراغ عاطفي.
يرتبط هذا الاضطراب في بعض الأحيان بجروح نفسية قديمة أو باضطرابات شخصية أعمق، تجعل من الكذب وسيلة للبقاء، لا للخداع.
بسرية تامة إحجز برنامج علاج اضطراب هوس الكذب لتستعيد حياتك من جديد
قد تتساءل الآن عن :-
اضطراب الشخصية الوسواسية .. دليل شامل_1728648504.jpg)
في اضطراب هوس الكذب (الميثومانيا)، تتشوه نظرة المريض إلى ذاته والآخرين بفعل سلوك الكذب القهري، فهو لا يرى الكذب كخطأ، بل كأداة للسيطرة والتأثير؛ مما ينعكس على علاقاته وتفاعلاته اليومية:
رؤية المريض لنفسه |
يميل المصاب إلى تضخيم صورته الذاتية، ويبرّر سلوكه باعتباره دليلا على الذكاء والتميز:
|
رؤية الآخرين للمصاب |
تتسم نظرته للآخرين بالاستغلال أو الحذر، ويصعب عليه بناء علاقات قائمة على الثقة:
|
امصاب اضطراب هوس الكذب لا يختلق الأكاذيب لإيذاء الآخرين، بل لأنه لا يحتمل مواجهة ذاته كما هي.
لا ينشأ اضطراب هوس الكذب من فراغ، بل يتداخل فيه مزيج من العوامل النفسية والبيولوجية والاجتماعية التي تشكل بيئة خصبة لنمو هذا السلوك القهري:
تتجلى أعراض هذا الاضطراب في سلوكيات متكررة يصعب على المصاب التحكم بها، وتنعكس على علاقاته ونظرته للواقع:
وتؤكد الدكتورة ريهام القاسم أستاذ الطب النفسي أن الكاذب القهري لا يسعى إلى خداع الآخرين، بل يحاول تصديق نفسه ولو للحظة، اضطراب النفس القهري سلوكي يعرف بميثومانيا، يتمثل في الكذب المتكرر دون دافع منطقي.
ليس كل كذب مرض، لكن حين يصبح الكذب وسيلة لا شعورية للهروب من الذات، فهنا تبدأ الميثومانيا:
كنت أكذب دون تفكير أختلق قصصًا عن عمل لم أمارسه، وعن نجاحات لم أحققها في البداية، ظننت الأمر مجرد مزاح، لكن شيئًا فشيئًا بدأت أصدق تلك الأكاذيب وكأنها جزء من حياتي الناس من حولي بدأوا يبتعدون، وأنا غرقت في دوامة بين الحقيقة والخيال، لم أعد أميز بين ما عشته فعلاً وما تخيلته، حين لجأت إلى الطبيب النفسي، أدركت أن الكذب لم يكن وسيلة للخداع، بل كان درعًا أختبئ خلفه، أخفي به ضعفي، و أحمي به نفسي من واقعٍ لم احتمله.
يعتمد علاج اضطراب هوس الكذب خاصة لدى البالغين، على مزيج من الدعم النفسي طويل المدى والعلاج السلوكي المعرفي، إلى جانب تدخلات مساندة عند الحاجة:
يتطلب التعامل مع المصاب بهوس الكذب وعيًا نفسيًا واحتواءً عاطفيًا، السلوك الظاهر ليس سوى انعكاس لمعاناة داخلية أعمق:
يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب بشكل واسع على حياة المصاب، نفسيًا واجتماعيًا ومهنيًا:
نعم، قد يُسبب اضطرابًا في الإحساس بالذات وتشوهًا في الهوية، حيث يشعر المصاب بأنه منفصل عن واقعه أو عن مشاعره، وهذا يخلق حالة من الارتباك الداخلي تدفعه لسلوكيات غير مفهومة للآخرين.
اضطراب هوس الكذب ليس ضعفًا أخلاقيًا، بل صراع داخلي مع الذات والواقع المصاب لا يسعى إلى الخداع، بل يحاول ترميم صورة مكسورة في داخله، ولو بالكلمات، كما أن التعامل مع هذا الاضطراب يتطلب وعيًا، واحتواءً، وتدخلاً نفسيًا متخصصًا؛ فحين يشعر المريض بأنه محبوب وهو صادق، تبدأ أولى خطوات الشفاء.
7
3
جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.
أكتب تعليقا