الاضطراب النفسي (Mental Disorder) هو اختلال في الصحة العقلية يؤثر على المزاج والتفكير والسلوك، أي المرض النفسي باختصار هو حالة تجعل الشخص يجد صعوبة في التعامل مع متطلبات الحياة اليومية.
🌀التعريف العلمي
«الاضطراب النفسي هو حالة تتسم بحدوث خلل واضح وقابل للقياس في الإدراك أو تنظيم الانفعالات أو السلوك لدى الفرد، ويكون غالبًا مصحوبًا بمعاناة نفسية أو ضعف في القدرة على القيام بالوظائف اليومية والعملية والاجتماعية.»
📌 المصدر: منظمة الصحة العالمية (WHO).
تظهر هذه الاضطرابات من خلال مجموعة من الأعراض مثل القلق المستمر، والحزن العميق، وتشوش الأفكار، وتغيرات المزاج، والعزلة الاجتماعية.
وتعد الاضطرابات النفسية شائعة على مستوى العالم، وتشمل حالات متعددة أبرزها الاكتئاب واضطرابات القلق، و تتفاوت شدتها وتأثيرها من شخص لآخر.
وفقًا إلى تقارير الدراسات الحديثة التابعة لدى منظمة الصحة العالمية، تشكل الاضطرابات النفسية اليوم أحد أكبر التحديات الصحية عالميًا:
المرض النفسي هو اختلال في الصحة العقلية يؤثر على المزاج والتفكير والسلوك، مما يعيق قدرة الشخص على التكيف مع الحياة اليومية والتفاعل الاجتماعي بشكل طبيعي.
ومن هنا نكتشف أن العقل البشري يشبه مدينة مليئة بالحياة الفعلية، تعمل فيها مليارات الإشارات الكيميائية والكهربائية بانسجام مذهل، لكن حين يختل هذا التوازن لأي سبب وراثي أو نفسي، أو نتيجة ضغوط الحياة تبدأ الرحلة داخل عالم مختلف، عالم يراه المريض بعين أخرى تمامًا.
ينخفض مستوى السيروتونين في الاكتئاب، فيغمر الإنسان شعور ثقيل باليأس واللامبالاة، كأن الألوان من حوله فقدت بريقها، كما يصبح الدماغ أثناء فترة القلق في حالة استنفار دائم، يتعامل مع المواقف اليومية كأنها تهديد حقيقي، فيعيش صاحبه على حافة الخطر.
تتغير طريقة رؤية الذات والعالم في الاضطرابات الشخصية، فيرى المريض كل شيء من خلال عدسة مختلفة، تجعل الواقع يبدو مشوشًا ومتقلبًا، كأن الحياة كلها أصبحت مرآة مكسورة تعكس صورًا لا تشبه حقيقتها.
وتقول الدكتورة ريهام القاسم أن المرض النفسي لا يكتشف في الأشعة، لكنه يرى في نظرة العين ويسمع في نبض القلب.
داخل كل مريض نفسي عالم صامت من المشاعر المتشابكة، يرى نفسه بطريقة تختلف تمامًا عن الصورة التي يراه بها الناس من حوله، وهنا تبدأ الفجوة بين الداخل والخارج، بين ما يشعر به وما يفهم عنه، ويمكن تلخيص هذا التباين في النقاط التالية:
|
رؤية المريض لنفسه |
|
|
رؤية الآخرين له |
|
المريض النفسي لا يبحث عن الشفقة، بل عن أن يعامَل كإنسان طبيعي يمر بمرحلة صعبة يمكن تجاوزها بالدعم والفهم لا بالشفقة.
بكل مصداقية نوافيك بإجابة شافية عن استفساراتك
لا تنشأ الاضطرابات النفسية من سبب واحد فقط، بل تنتج عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيولوجية والنفسية والاجتماعية، حيث يساهم كل منها بدوره في تشكيل الحالة النفسية للفرد وتأثيرها على سلوكه واستقراره العاطفي:
|
العوامل الوراثية |
تلعب الوراثة دورًا مهمًا في زيادة احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية:
|
|
العوامل البيولوجية |
يعاني بعض الأشخاص من خلل في كيمياء الدماغ، خاصة في النواقل العصبية:
|
|
العوامل النفسية |
تترك التجارب العاطفية القاسية أثرًا عميقًا في النفس، مثل:
|
|
العوامل الاجتماعية |
تنعكس البيئة الاجتماعية على الصحة النفسية بوضوح:
|
هذه الأرقام تؤكد أن الصحة النفسية قضية عالمية تتطلب وعيًا وتضامنًا مجتمعيًا لدعم كل من يمر بتجربة نفسية صعبة.
تشمل أعراض الاضطرابات النفسية الجسدية مجموعة من العلامات التي يشعر بها الجسد دون أن يكون لها سبب عضوي واضح، فهي انعكاس مباشر لما يحمله العقل من توتر وضغط نفسي، يترجمها الجسد إلى ألم وتعب ومشكلات في الجهاز الهضمي أو القلب.
كما ذكرت د. ريهام القاسم أبرز أعراض المرض النفسي الناتجة عنه هو الصداع المزمن، آلام الصدر، الغثيان، الدوخة، والإرهاق المستمر، وهي رسائل خفية يبعثها الجسد؛ ليعلن أن النفس مرهقة وتحتاج إلى راحة واهتمام قبل أن يتحول الألم النفسي إلى وجع حقيقي في الجسد.
تظهر أعراض الاضطرابات النفسية لدى البنات في صورة حزن مستمر وتقلبات مزاجية حادة وانسحاب من الأصدقاء أو الأنشطة، إضافة إلى تغيرات في النوم أو الأكل، كما تعاني من قلق مفرط وصعوبة في التركيز وتهيج ملحوظ.
وتظهر أحيانًا في شكل أعراض جسدية مثل الصداع أو آلام المعدة، بينما يشير تراجع الأداء الدراسي أو فقدان الاهتمام بالهوايات إلى علامات تحذيرية تستدعي الانتباه المبكر.
قام مجموعة من الخبراء النفسيين بوضع إحدى عشر علامة تحذيرية تنبأ عن إصابة الطفل بمرض نفسي أو عقلي، وهذه العلامات هي إشارات تحذيرية لأولياء الأمور للقيام بأخذ خطوات جادة نحو العلاج.
وقد يختلف الأمر في تحديد هل الطفل يعاني من اضطراب نفسي بالفعل أم المشكلة متعلقة بسوء سلوك نفسي فقط، ويتم تحديد ذلك من خلال مدة استمرار هذا السلوك أو العارض مع الطفل، ومن أعراض الاضطرابات النفسية عند الأطفال ما يلي:
الاضطرابات النفسية عموما لا تفرق بين رجل وامرأة ويمكن أن تصيب الجنسين ولكن بشكل مختلف، يوجد بعض الأمراض النفسية تكون أكثر انتشارا وشيوعا بين النساء والبنات خاصة في أوقات تغير واضطراب الهرمونات لدى المرأة، فقد تتعرض لأمراض عقلية مثل:
تعرضها لاكتئاب ما بعد الولادة، والاكتئاب الذي يصيب النساء في سن اليأس، وكذلك الاضطرابات النفسية في فترة الحيض، فيصاب الرجال والنساء على حد سواء بأمراض نفسية، ومن ضمن أشهر أعراض المرض النفسي عند البنات والنساء ما يلي:
يظهر الاضطراب النفسي الحاد كرد فعل قصير المدى بعد التعرض لصدمة عنيفة أو حادث مروع، وقد يستمر حتى شهر واحد فقط، ومن أبرز علاماته:
إضافة إلى فرط اليقظة والخوف المستمر من الخطر، ظهور تسع من هذه الأعراض على الأقل خلال ثلاثة أيام متواصلة في غضون شهر واحد يُعد مؤشرًا واضحًا على الإصابة بالاضطراب النفسي الحاد.
يشدد الأطباء النفسيون على أن الاكتشاف المبكر هو مفتاح التعافي الحقيقي، فكلما بدأ العلاج في المراحل الأولى زادت فرص السيطرة على الاضطراب واستعادة التوازن النفسي.يقول الدكتور إبراهيم المصري استشاري الطب النفسي لا يوجد اضطراب نفسي مستعصٍ إذا تمت مواجهته في بدايته بالشجاعة والعلاج المناسب.وتضيف الدكتورة ريهام القاسم الخطر الأكبر ليس في المرض ذاته، بل في الصمت والخوف من طلب المساعدة.
كما تستخدم رموز محددة لتصنيف وتشخيص الاضطرابات النفسية في الدلائل الطبية العالمية، مثل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM) والتصنيف الدولي للأمراض (ICD)، حيث تساعد هذه الرموز الأطباء والباحثين على توحيد لغة التشخيص وتسهيل تبادل المعلومات الطبية.
في نظام ICD، تبدأ الأكواد الخاصة بالاضطرابات النفسية عادة بالحرف F، أما في DSM تستخدم اختصارات باللغة الإنجليزية الشائعة مثل ADHD حول اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وغيرها من الاختصارات التي تميز كل نوع من الاضطرابات بدقة وسهولة.
أكدت د. ريهام القاسم أن هذه العلامات ليست دليلا قاطعًا على وجود مرض نفسي، لكنها إن استمرت لفترة أو أثرت على جودة الحياة، فإنها تستدعي طلب المساعدة من مختص
يصف أحد المرضى رحلته مع الاضطراب النفسي قائلاً:
كنت أشعر أن حياتي بلا معنى، أبدو أمام الجميع قويًا بينما أنا من الداخل محطم تمامًا، وعندما لجأت للطبيب أدركت أن ما أعانيه ليس ضعفًا أو قلة إيمان، بل مرض يحتاج إلى علاج ورعاية، وأن التعافي ممكن متى وجدت من يسمعك ويفهمك دون حكم.
العلاج النفسي ليس مجرد تناول دواء، بل هو رحلة نحو الفهم والتصالح مع الذات واستعادة التوازن الداخلي، تبدأ بخطوة شجاعة لطلب المساعدة وتنمو بالدعم والمتابعة، تشمل طرق العلاج المتاحة، ما يلي:
العلاج الحقيقي لا يقوم على الدواء وحده، بل على فهم النفس واحتوائها بخطوات متدرجة نحو التعافي.
يتطلب التعامل مع المصاب بالاضطراب النفسي الحاد قدرًا من الوعي والتفهم أكثر من النصائح الجاهزة، فالكلمة والتصرف قد يكون لهما أثر أعمق من أي دواء:
تختلف مظاهر الاضطرابات النفسية من شخص لآخر بحسب نوع الحالة وشدتها، لكن هناك مجموعة من العلامات المشتركة التي قد تنبه إلى وجود خلل نفسي يحتاج إلى متابعة وعلاج متخصص، تظهر هذه المؤشرات تدريجيًا وتؤثر على الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية، من أبرز هذه العلامات:
قد يؤد ي إهمال علاج اضطراب القلق إلى تفاقم الأعراض وحدوث نوبات هلع متكررة، كما يمكن أن يسبب صعوبات في العمل والعلاقات واضطرابات في النوم تؤثر على جودة الحياة بشكل كبير.
قد تتساءل الآن عن :-
كيفية التعامل مع الزوج شارب الخمر - طرق مساعدته على ترك الخمر وعلاجهتذكرنا دائمًا الاضطرابات النفسية بأن الإنسان كائن حساس ومعقد يحتاج إلى الدعم مثل حاجته للهواء، فهذه الاضطرابات ليست نهاية الطريق، بل فرصة لإعادة اكتشاف الذات والبحث عن التوازن من جديد، ومن يطلب المساعدة لا يعد ضعيفًا، بل هو الأقوى لأنه اختار المواجهة بدل الاستسلام، فالصحة النفسية لا تقاس بغياب الألم، بل بالقدرة على تجاوزه والنهوض منه أكثر وعيًا وسلامًا، ويسعدنا استقبال تواصلكم في مركز الصحة النفسية عبر الرقم (00201010322346) لبدء رحلة العلاج و استعادة توازنك النفسي بثقة واطمئنان.
10
2
أكتب تعليقا