اخر تحديث للمقال: ديسمبر 17, 2025
الشخصية الفُصامية هي حالة عقلية تتسم بنمط ثابت من القلق والانزعاج عند الدخول في علاقات وثيقة أو التفاعلات الاجتماعية، وتُصنّف ضمن مجموعة من الحالات التي تُعرف باضطرابات الشخصية، ويُطلق عليها أيضًا الشخصية الفصامية النوعية أو الشخصية النمطية.
🧠التعريف العلمي
اضطراب الشخصية الفُصامية (Schizotypal Personality Disorder) يُصنف ضمن اضطرابات الشخصية، ويتميز بنمط دائم من الصعوبات في العلاقات الاجتماعية، إضافة إلى أفكار وسلوكيات غير اعتيادية مثل التفكير السحري أو المعتقدات الغريبة، هذه السمات تجعل المصاب أكثر عرضة للشعور بالانعزال وصعوبة التكيف مع المواقف اليومية.
المصدر: PMC ) PubMed Central )
ورغم التشابه في بعض السمات، إلا أن هناك فرقًا بين الشخصية الفُصامية والشخصية شبه الفُصامية، فالأشخاص الذين يعانون من شبه الفُصامية غالبًا ما يُظهرون اهتمامًا محدودًا جدًا بتكوين صداقات أو علاقات اجتماعية، ويميلون إلى الانطواء والاكتفاء بأنماط قليلة من التفاعل، بينما المصابون باضطراب الشخصية الفُصامية يواجهون صعوبة أكبر في التفاعل مع الآخرين، مما يجعل تكوين العلاقات أمرًا معقدًا بالنسبة لهم.
اضطراب الشخصية الفُصامية يظهر بنسبة محدودة عالميًا تتراوح بين أقل من 1% إلى نحو 4%، مع تقديرات تشير إلى قرابة 4% في بعض الدراسات داخل الولايات المتحدة، ويُلاحظ أنه أكثر شيوعًا قليلا بين الرجال، لكنه يبقى أقل حضورًا في العيادات السريرية مقارنة باضطرابات أخرى.
اضطراب الشخصية الفُصامية هو حالة نفسية مزمنة تجعل المصاب يواجه صعوبة كبيرة في بناء علاقات وثيقة، ويظهر في سلوكه وتفكيره ما يبدو غريبًا أو غير مألوف للآخرين،كثيرًا ما يشعر بأنه مختلف ولا ينتمي، ويعيش حالة من الانزعاج المستمر في تفاعلاته مع محيطه، وقد تراوده أفكار مشوشة أو نوبات قصيرة من الذهان مثل الهلوسات أو الأوهام، لكنها عادةً أقل حدة وأقصر زمنًا من الفصام الحقيقي، ورغم هذه التحديات.
قد تتساءل الآن عن :-
المصاب باضطراب الشخصية الفُصامية غالبًا ما يعيش تجربة داخلية معقدة تجعله يشعر بالاختلاف والانفصال عن محيطه، فهو يرى نفسه مختلفًا ومعزولاً، ويشعر وكأنه يراقب الحياة من بعيد أو يعيش في حلم، بينما ينظر إلى الآخرين على أنهم غريبون وغير مفهومين، هذا التصور قد يقوده إلى تفسير المواقف بشكل خاطئ والشك في نوايا الآخرين؛ مما يزيد من صعوبة تكوين علاقات اجتماعية مستقرة:
ينشأ اضطراب الشخصية الفصامية نتيجة تفاعل معقد بين مجموعة من العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية، حيث لا يمكن عزوه إلى سبب واحد مباشر، بل يتطور تدريجيًا لدى الأشخاص الذين يمتلكون قابلية نفسية وعصبية خاصة، وتلعب الخبرات الحياتية المبكرة دورًا محفزًا في ظهوره واستمراره:
تشير الدراسات إلى أن الاستعداد الوراثي يُعد من أبرز العوامل المؤثرة، إذ يزداد احتمال الإصابة لدى الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي لاضطرابات طيف الفصام، بما في ذلك الفصام أو اضطراب الشخصية الفصامية، ما يعكس دور الجينات في التأثير على طريقة التفكير و الإدراك والتفاعل الاجتماعي.
ترتبط الشخصية الفصامية بتغيرات دقيقة في بنية الدماغ ووظائفه، خاصة في المناطق المسؤولة عن الإدراك الاجتماعي وتنظيم الانفعالات، إضافة إلى اختلال في توازن بعض النواقل العصبية، وعلى رأسها الدوبامين، كما قد تسهم مضاعفات الحمل والولادة مثل سوء التغذية، أو نقص الأكسجين، أو التعرض للعدوى والسموم داخل الرحم، أو انخفاض الوزن عند الولادة في زيادة القابلية للإصابة لاحقًا.
تلعب البيئة دورًا محوريًا في تحفيز الاضطراب، خاصة عندما يتعرض الفرد في طفولته للإهمال العاطفي أو الإساءة الجسدية أو الجنسية، حيث تؤثر هذه التجارب في تشكيل أنماط التفكير والعلاقات، كما أن التعرض لضغوط نفسية شديدة أو صدمات طويلة الأمد قد يساهم في تفاقم السمات الفصامية، إضافة إلى أن تعاطي بعض المواد المخدرة ذات التأثير العقلي، مثل الحشيش، في سن مبكرة قد يزيد من احتمالية ظهور الاضطراب لدى الأشخاص المهيئين وراثيًا.
تتوزع أعراض اضطراب الشخصية الفصامية على 3 محاور رئيسة، تعكس نمطًا ثابتًا من العزلة الاجتماعية، واضطراب التفكير، والسلوك الغريب:
يرى الأطباء النفسيون أن اضطراب الشخصية الفصامية هو اضطراب نفسي يتميز بنمط مزمن من الانزعاج في العلاقات الاجتماعية، وتفكير وسلوكيات غير مألوفة، مع محدودية واضحة في التعبير العاطفي، حيث يميل المصاب إلى العزلة وتجنب الارتباط بالآخرين، مع وجود تشوهات إدراكية مثل التفكير السحري والأفكار المرجعية، دون الوصول إلى الذهان الكامل كما يحدث في الفصام، وكما تؤكد الدكتورة رشا السعيد أن العلاج يركز أساسًا على العلاج النفسي، خاصة العلاج السلوكي المعرفي، بهدف تعديل أنماط التفكير وتحسين المهارات الاجتماعية.
تحليل الشخصية الفصامية يندرج ضمن المجموعة "أ" من اضطرابات الشخصية، ويرتبط بطيف الاضطرابات الذهانية دون أن يكون اضطرابًا ذهانيًا بحد ذاته.
الفصام يتميز بوجود هلاوس وأوهام قوية ومستمرة، بينما تقتصر الشخصية الفصامية على تشوهات إدراكية وأفكار مرجعية وغرابة في السلوك والكلام دون قناعة ذهنية راسخة.
تشمل انزعاجًا اجتماعيًا شديدًا وتفضيل العزلة، وأفكارًا ومعتقدات غريبة، وكلامًا غير مألوف، مع قلق اجتماعي وارتياب، إضافة إلى محدودية أو تسطح في التعبير العاطفي.
يعتمد على تقييم سريري دقيق وجود نمط ثابت ومزمن من الأعراض، مع استبعاد الاضطرابات الأخرى، ويلاحظ أن كثيرًا من المرضى لا يطلبون المساعدة لعدم إدراكهم أن عزلتهم تمثل مشكلة، بل يظهر الانزعاج غالبًا من صعوبة العلاقات نفسها.
بسرية تامة إحجز برنامج علاج الشخصية الفصامية لتستعيد حياتك من جديد
تتسم تجربة المصاب باضطراب الشخصية الفصامية بشعور عميق بالعزلة والاغتراب، حيث يفضل الوحدة ويجد صعوبة حقيقية في تكوين علاقات إنسانية ذات معنى، مع فتور عاطفي يجعله يبدو غير مبالٍ بالآخرين أو بما يقدمونه من مدح أو نقد، ويعيش المريض عالمًا داخليًا خاصًا تتداخل فيه الأفكار الغريبة مع الواقع، فيفسر أحداثًا عادية على أنها رسائل موجهة إليه، أو يشعر بامتلاكه قدرات خاصة، ما يعمق إحساسه بالاختلاف وعدم الانسجام مع محيطه الاجتماعي.
من الداخل يشعر المريض بانفصال واضح عن الآخرين، ويميل إلى النشاطات الفردية، مع غياب الأصدقاء المقربين وضعف الاهتمام بالعلاقات العاطفية أو الجنسية، ويعاني من صعوبة في التعبير عن مشاعره أو فهم مشاعر من حوله، إلى جانب شك وريبة مستمرة في نوايا الآخرين وولائهم.
كما قد يختبر تجارب إدراكية غير مألوفة مثل الإحساس بالمراقبة أو حضور شخص غير موجود، أو هلوسات خفيفة عابرة، ويظهر ذلك في تفكير وكلام غير تقليديين، وأسلوب حياة يومي يتسم بالانسحاب الاجتماعي وسوء التوافق، ما يعزز شعوره بأنه مراقب للحياة أكثر من كونه مشاركًا فيها، وهو شعور قد يقوده مع الوقت إلى الحزن أو الاكتئاب.
يعتمد علاج اضطراب الشخصية الفصامية على الجمع بين العلاج الدوائي والنفسي، بهدف تخفيف الأعراض وتحسين القدرة على التفاعل الاجتماعي وتعديل أنماط التفكير المشوهة:
قد تتساءل الآن عن :-
تُعد مضادات الذهان بجرعات منخفضة الخيار الدوائي الأساسي، ويصفها الطبيب بحذر وفق الحالة، للمساعدة في تقليل القلق والاكتئاب، والاندفاع، والاضطرابات المعرفية، إضافة إلى الحد من غرابة السلوك والكلام والأفكار الارتيابية.
يهدف العلاج النفسي إلى تعزيز الوعي بالذات وتنمية المهارات الاجتماعية، ودعم المريض في فهم أفكاره ومشاعره وسلوكياته، ويشمل ذلك العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد على تصحيح أنماط التفكير المشوهة مثل التفكير المرجعي وجنون العظمة، والعلاج الجماعي الذي يساهم في تقليل القلق الاجتماعي وتحسين التفاعل مع الآخرين، إلى جانب العلاج الأسري الداعم الذي يعتمد على إشراك الأسرة في الخطة العلاجية لبناء الثقة ومساندة المريض ومساعدته على مواجهة الأفكار غير الواقعية.
يتطلب التعامل مع المصاب باضطراب الشخصية الفصامية صبرًا وتفهمًا، مع التركيز على دعم العلاج النفسي كأداة أساسية لتعلم مهارات التأقلم وبناء الثقة مع المعالج، وتشجيع المريض على تناول الأدوية إذا لزم الأمر، إلى جانب تعزيز المهارات الاجتماعية والدعم الأسري والمجتمعي لإدارة الأعراض المعقدة:
تقبل وجهة نظر المريض حتى لو بدت غريبة، وتجنب الحكم أو الانتقاد المباشر.
ساعده على إقامة علاقة قوية مع المعالج، وشجعه على التعبير عن أفكاره ومخاوفه دون ضغط للتفاعل وفق توقعات الآخرين.
شجعه على تطوير مهارات التعامل مع الآخرين وإدارة المواقف الصعبة، ويفيد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) في ذلك.
شجع المريض على الاستفادة من دعم الأسرة، الأصدقاء، أو مجموعات الدعم لتقليل شعوره بالوحدة والعزلة.
تعرف على خصائص الاضطراب مثل الأفكار الغريبة، جنون الارتياب، العزلة، وتجنب مواقف قد تثير قلقه الاجتماعي.
قد تتساءل الآن عن :-
إذا لم يُعالج اضطراب الشخصية الفصامية، تزداد مخاطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، وتدهور العلاقات الاجتماعية والمهنية، وتظهر نوبات ذهانية مؤقتة مرتبطة بالتوتر، وقد يتطور إلى فصام أو أنواع أخرى من اضطراب الشخصية، مع احتمالية كبيرة لإدمان الكحول أو المخدرات ومحاولات الانتحار، مما يؤدي إلى عزلة اجتماعية ومشكلات قانونية:
لا تتسم الشخصية الفصامية بالجنون أو بالفصام العقلي الذي يفصل المريض عن الواقع ولا تعاني من الهلاوس، لكنها تتسم بالانطوائية والانعزال وتحتاج لفهم وتعاطف ودعم نفسي.
نعم، علاج اضطراب الشخصية الفصامية ضروري جدًا؛ لأنه حالة مزمنة تتطلب تدخلاً مستمرًا لتحسين جودة الحياة، حيث يساهم العلاج النفسي والأدوية في إدارة الأعراض، تعزيز مهارات التأقلم، وتقليل مخاطر الاكتئاب والقلق، مع العلم أنه لا يوجد علاج شافٍ تمامًا.
كل حالات اضطراب الشخصية الفصامية تستدعي الذهاب للطبيب والعلاج، لأنه من الأمراض المزمنة التي لا يمكن علاجها نهائيًا، لكنه يتم التحكم في الأعراض وضبط السلوكيات للتمكن من العيش حياة طبيعية، فإذا شعرت بأي عرض غريب عليك أو على أحد المقربين منك، فعليك أن تسرع في الذهاب للطبيب لتقييم الأعراض وتشخيص الحالة لبدء خطة العلاج.
التعامل مع المصابين باضطراب الشخصية الفُصامية ليس من الأمور السهلة، وهي اضطراب عقلي صحي يتميز بالقلق والتوتر الشديد من العلاقات الوثيقة والتفاعلات الاجتماعية ويكون لديهم أفكار مشوه ومعتقدات وسلوكيات غريبة، وبعضهم مصاب بجنون العظمة، ويؤثر على نمط الحياة بشكل عام والحياة الزوجية بشكل خاص؛ فإن المرضى يفضلون الوحدة وغير قادرين على الانخراط في العلاقة الأسرية. لذلك إن كان في عائلتك أحد الأفراد يعاني هذه السمات عليك التوجه معه إلى مركز الصحة النفسية والتواصل معهم على الرقم (00201010322346)؛ لبدء العلاج واستعادة حياتك بصورة أكثر صحة وطمأنينة.
0
0
جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.

أكتب تعليقا