اخر تحديث للمقال: مايو 01, 2025
يشعر الكثيرين أن اضطراب الشخصية الحدية والحب من الأمور التي يستحيل إيجادها في شخص واحد، لكن الحقيقة أن مريض الشخصية الحدية يُحب الأشخاص المحيطين به، ويقدم لهم كل ما يملك من مشاعر لإظهار هذا الحب، وحتى إذا لاحظ احتياج أحد ما للرعاية فإنه يُسرع في تقديم كل ما يستطيع لخدمته، لكن بسبب التقلبات المزاجية والتغيرات المستمرة في المشاعر والغضب والاندفاع وغيرها، تصبح العلاقة مهددة، وهنا تكمن المشكلة فعلى الرغم من أن الشخصية الحدية تتسم بالمشاعر الفياضة والحب والحساسية المفرطة، لكن من الصعب عليها التحكم والسيطرة على القلق والخوف من الخذلان والهجر.
ونجد أن اضطراب الشخصية الحدية والحب بمثابة المعادلة الصعبة التي تجعل المصاب بها في صراع دائم داخل عقله، ففي بداية العلاقة العاطفية نجده مثاليًا جدًا وتصل درجة الحب والاهتمام لديه إلى حد الجنون، ولكن سرعان ما تنقلب هذه المشاعر الإيجابية إلى النقيض تمامًا، بسبب الخوف المستمر من الرفض والتخلي، وأن الشريك ليس سعيدًا معه فيتغير فجأة ويهمل الطرف الآخر.
يمكن أن يتعايش اضطراب الشخصية الحدية والحب معًا بشكل طبيعي جدًا، في حالة تواجد الدعم والمساندة والتشجيع والتفاهم من المحيطين به خصوصًا شريك حياته.
تتطلب ممارسة الشخصية الحدية والزواج حياتهما بشكل طبيعي أن يتواجد وعي عاطفي من الزوج والزوجة، حيث يستطيع مريض اضطراب الشخصية الحدية الحب والزواج وذلك بعد تلقي العلاج المناسب، وخاصة العلاج المعرفي السلوكي الذي يساعده على معالجة المشاعر والأفكار المزعجة التي يعاني منها مثل الخوف الشديد من الهجر وعدم الاستقرار، لأن تلك المشاعر السلبية هي التي تتسبب في توتر العلاقة بين الشخصية الحدية والزواج وتجعلها مليئة بالتحديات، لكن مع العلاج ووجود تفاهم وصبر من شريك الحياة تتحسن الحالة النفسية والصحة العقلية للعديد من الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من اضطرابات الشخصية ويمكنهم العيش في حياة زوجية مستقرة.
اقرأ أيضاً عن:
تُشير الدراسات النفسية الحديثة أن العلاقة بين الشخصية الحدية والزواج ليست مستحيلة، وأن معدلات الطلاق لهذه الحالة ليست مرتفعة للغاية مقارنةً بالأنواع الأخرى من الأمراض النفسية، ولكنك ستواجه الكثير من الاضطرابات والتحديات إذا لم تكن متفاهمًا للوضع، وفيما يلي سوف نعرض لكم أهم النصائح التي تساعدك في نجاح هذه العلاقة:
إن التعامل مع المريض النفسي يحتاج إلى المزيد من الهدوء والصبر ومحاولة تقبل الأفعال والتصرفات المزعجة، ولذلك ننصحك بعدم الانخراط في النزاعات في أوقات انفعاله وعصبيته الحادة، وانتظر حتى تهدأ الأمور تمامًا ثم ابدأ في مناقشة الأفعال التي تزعجك من الطرف الآخر.
يعتبر العلاج النفسي الصحيح هو السبيل الوحيد لنجاح معادلة اضطراب الشخصية الشخصية الحدية والزواج واستمرارها، ولذلك من الضروري تقديم الدعم والتشجيع على العلاج في المراكز النفسية المتخصصة مثل مركز الصحة النفسية، لأنه من الشائع عن مصابي اضطرابات الشخصية بشكل عام رفضهم الشديد لتلقي العلاج.
اقرأ أيضاً عن:
صفات-الشخصية-الحديةيشعر مريض الشخصية الحدية في الحب بالرفض من الطرف الآخر ويسيطر عليه الخوف الشديد من عدم الاستقرار في العلاقات العاطفية، وهنا يأتي دورك في دعم ثقته بذاته وتذكيره بمميزاته وصفاته الإيجابية.
إذا كان شريك الحياة الآخر غير متقبل لهذا الوضع ولديه القدرة على مواجهة هذه الصعوبات أو لا يعلم به من الأساس فإننا سنواجه فشل زريع في هذه العلاقة لأن اجتماع الشخصية الحدية والزواج سويًا يعتبر مخاطرة كبيرة خصوصًا أثناء فترة العلاج إلا إذا كان الطرف الآخر داعمًا قويًا لتحقيق الاستقرار ومواجهة المشاكل والنزاعات بسبب التقلبات المزاجية وسرعة الغضب التي يعاني منها المريض لكي لا تنتهي العلاقة بالطلاق أو الانفصال .
قد يصدر عن شريك حياتك الحدي بعض الأفعال المزعجة مثل الإهمال والغضب الشديد والعدوانية غيرها، ولكن هذه التصرفات خارجة عن إرداته لأنه متقلب المزاج وغير قادر على التحكم في مشاعره والسيطرة على غضبه، ولهذا تجنب اللوم والذم المستمر لكي تنجح علاقة الشخصية الحدية والزواج وتصبح مستقرة.
من أهم الطرق الفعالة في السيطرة على مشاعر ذوي الشخصية الحدية هو تذكيرهم بمميزاتهم وصفاتهم الإيجابية، فسوف يعزز ذلك من شعورهم بالاطمئنان والثقة في استمرار العلاقة.
استمرار الحياة بين اضطراب الشخصية الحدية والحب والزواج ليس مستحيلًا، لكنه يحتاج لصبر وتفاهم ودعم، فإذا كنت مصابًا بهذا الاضطراب أو مقبلًا على الارتباط بأحد المصابين به، فأنت بحاجة إلى معرفة المزيد عن هذا المرض المعقد وكيفية التعامل معه، ويمكنك الحصول على هذه المعلومات ومزيد من الدعم المعرفي والعلاجي من خلال التواصل مع أطباء وأخصائي العلاج النفسي في مركز الصحة النفسية، وسوف يقدمون لك الطريقة الصحيحة للتعامل مع ذوي الشخصية الحدية في العلاقة الزوجية والأسرية والاجتماعية وغيرها.
2
0
جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.
أكتب تعليقا