تجربتي مع وسواس المرض والموت

بواسطة: تفاؤل بشير - تم مراجعته طبياً: دكتور أحمد الراجي

  1. الرئيسية
  2. اضطراب الوسواس القهري
  3. تجربتي مع وسواس المرض والموت
شخص يعاني من وسواس الموت
نظرة عامة

إن تجربتي مع وسواس المرض والموت كانت مأساوية جداً، حيث كنت أعتقد ولفترة طويلة بأنني سأموت بطريقة ما في كل موقف أمر به في حياتي، والفارق في كيفية تجاهله والشفاء منه كان إدراك أن ما بداخلي مجرد وساوس وبأنني يجب أن أتلقى العلاج وإلا سأبقى أموت ألف مرة كل يوم، كيف فعلت ذلك؟…إليكم تفاصيل القصة فتابعو القراءة.

تجربتي مع وسواس المرض والموت

أنا أعمل كطبيبة لسنوات، ومنذ عدة أشهر شهدت أحد المرضى الذين أتابع حالتهم يلتقط أنفاسه الأخيرة ويموت، ومن تلك اللحظة وأنا أعاني من وسواس قهري تجاه الموت، حيث كان هذا المريض طبيعياً لا يشكو من أي ألم وقد أتى للمستشفى بغرض عمل فحوصات طبية روتينية، فاكتشف إصابته بمرض خطير وخلال فترة العلاج بدأت حالته تسوء إلى أن توفي، مما جعلني أشعر بأنني يمكن أن أموت بنفس الطريقة إذا لم أنتبه لصحتي وبدأت الأعراض تظهر علي وحالتي تزداد سوءاً:
ومن الأعراض التي واجهتها:

اعراض وسواس المرض والموت

  • كثرة التفكير في الموت.
  • خوفي الشديد من تفاصيل الموت وعيش تفاصيله بسبب الوهم.
  • الوقاية الزائدة لنفسي وعائلتي من الأمراض والحوادث.
  • الإفراط في القلق على الأشخاص المقربين والمحيطين بي.
  • شعوري الدائم باقتراب الأجل.

وما زاد من معاناتي مع هذا الاضطراب أنني كنت أعاني من الوحدة نتيجة العمل خارج البلاد، وعدم وجود أشخاص مقربين حولي، بالإضافة إلى ضغط العمل الذي يشعرني طوال الوقت بأنني لن أنجز شيئاً في حياتي سوا العمل في المستشفى، فلن يكون لي حياة وهوايات كما كنت أحلم، وكل ذلك جعلني أخاف من الموت وحيدة ودون تحقيق اي شيء في حياتي.

 كيف تخلصت من الوسواس ؟

في البداية حاولت اللجوء لحلول مؤقتة مثل أخذ اجازة من عملي ومحاولة الاسترخاء، الاكتفاء بالرقية الشرعية التي كانت تشعرني بالراحة وبدعاء للتخلص من وسواس المرض كنت أردده بشكل يومي ولكن بمجرد التوقف تعود لي الهواجس مرة أخرى، وجربت ممارسة التأمل لفترة، ولكنني كنت بحاجة إلى حل جذري لمشكلة الوسواس القهري فما كان لي إلا التوجه إلى أفضل مركز لعلاج الأمراض النفسية من وجهة نظري ألا وهو مركز الصحة النفسية أونلاين، حيث تواصل معي أحد الأطباء وبدأت معه رحلة العلاج، وقد كانت مراحل العلاج كالتالي:

  • في البداية تحدثت معه عن مشكلتي وكيف بدأت وكل التفاصيل التي أمر بها في حياتي، وقد استمع إلي جيداً ومنحني الوقت الكامل للتعبير عن مشكلتي.
  • ثم اقترح علي البدء في جلسات العلاج السلوكي المعرفي والتي هي عبارة عن برامج علاجية تهدف إلى تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية وتحويلها لأفكار وسلوكيات منطقية وإيجابية وفي حالتي كان استخدام العلاج بالتعرض هو أفضل حل حيث تم تعريضي لكل مسببات وحفزات الخوف من المرض والموت وبالتالي بدأ القلق والخوف منها يقل بالتدريج.
  • كما قام بوصف أدوية علاجية مناسبة لمساعدتي في إدارة الأعراض مثل مثبطات السيروتونين الانتقائية (SSPIs) والتي توصف عادة لعلاج الإدمان ولكنها تفيد في تهدئة الدماغ واستعادة توازنه.
  • وبالفعل وخلال مدة لم تتجاوز الثلاثة أشهر بدأت أتعافى من أعراض الوسواس القهري تجاه المرض والموت وأعود لحالتي الطبيعية، وذلك بفضل جهود الطبيب وإرادتي في تجاوز المرض والتعافي.

الخاتمة

تحدثت لكم عن تجربتي مع وسواس المرض والموت والتي كانت تعيقني في ممارسة حياتي الطبيعية وتجعلني أستسلم للأفكار والهواجس التي توصلني إلى حالة نفسية سيئة، وتحدثت أيضاً عن رحلتي مع التخلص منها والتعافي التام بعد اللجوء للعلاج الطبي مع طبيب متخصص، وفي النهاية أتمنى أن تكون هذه التجربة ملهمة لمن يعاني مثلي بأن ينهي معاناته ويتعافى نهائياً من الوسواس القهري.

ما رأيك في المعلومات المعروضه بالمقال ؟
مفيدة

0

غير مفيدة

0

تفاصيل الكاتب
author
تفاؤل بشير
خبيرة في كتابة وإعداد موضوعات الصحة النفسية.

حاصلة على العديد من الشهادات وكورسات الدعم والإرشاد النفسي، خبرة حوالي 8 سنوات في كتابة الموضوعات الطبية خاصة الصحة النفسية.

جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.

أكتب تعليقا