بواسطة: دكتورة رحاب خليل - تم مراجعته طبياً: دكتور أحمد الراجي

  1. الرئيسية
  2. اضطراب الوسواس القهري
  3. دليل ارشادي عن الوسواس القهري الديني
ما هو الوسواس القهري الديني
نظرة عامة

ينتشر مرض الوسواس القهري الديني بين الأشخاص المتدينين، حيث يشك المريض في عقيدته وعباداته ويعتقد أنه سيء عندما تأتي في باله أفكار قهرية سيئة والتي تخص الذات الإلهية أو معتقداته الدينية، وبما أنه لا يعرف كيف يتعامل مع هذه الأفكار والوساوس يشتد هذا الاضطراب مما يتطلب العلاج للتخلص من معاناته.

التعريف

الوسواس القهري الديني هو اضطراب نفسي يتميز بظهور أفكار ومخاوف متكررة ومزعجة تتعلق بالدين والعقيدة، تسبب للمصاب قلقاً وضيقاً شديدين، وتدفعه إلى تكرار بعض السلوكيات والأفعال لتخفيف هذا الشعور والتي تؤثر على صحة المريض النفسية، ولذلك تجد الشخص المصاب يقوم بممارسات وطقوس بشكل متكرر بهدف حماية نفسه من المخاوف التي تسبب له الألم إذا لم يقم بهذه السلوكيات، ولكن وعلى المدى الطويل فإن الوسواس الديني يحدث شرخاً كبيراً بين الإنسان ودينه، الذي يفترض أن يكون مصدره الأول للراحة والأمان.

الأسباب

هناك عدة عوامل من الممكن أن تؤدي لظهور الوسواس القهري الديني وهي تنقسم إلى:

عوامل بيولوجية

  • وجود تاريخ عائلي لإصابة أحد أفراد العائلة بهذا الاضطراب.
  • انخفاض مادة السيروتونين في الدماغ.

عوامل بيئية وسلوكية

  • المعلومات الخاطئة والمضللة عن الدين.
  • ادعاء المثالية ومحاولة الوصول للكمالية في التعبد دون تقصير أو خطاً.
  • التربية المتزمتة التي تعاقب الطفل على أي تصرف يخالف الدين وإن كان الطفل غير مكلفاً به.

الأعراض

من أبرز الأعراض التي تظهر على المريض:

أعراض الوسواس القهري الديني

  • ظهور أفكار وتخيلات متكررة غير لائقة عن الخالق.
  • سماع أصوات سب وشتم داخلية للدين والخالق.
  • الشكوك المتكررة والأفكار الوجودية حول نشأة الخلق والكون.
  • أفكار متكررة عن الأنبياء والرسل بشكل غير لائق.
  • إعادة الصلوات والوضوء مرات عديدة.
  • كثرة الهواجس حول نطق خارجة ضد الدين.
  • الخوف من القيام بأعمال تغضب الله.
  • الاعتقاد بالتقصير الدائم رغم الالتزام بكل الأوامر.
  • الاستفسار الزائد عن كيفية القيام بالعبادات بشكل صحيح .
  • وسواس المضمضة والاستنشاق في رمضان.
  • وسواس بلع الريق في شهر رمضان.

أشهر صور وأنواع الوسواس القهري الديني

وسواس العقيده

في الغالب يأتي لمرضى هذا الوسواس شعور بأن الله أو الإله يفرض سلطته عليهم، ويعاقبهم على أفعالهم وأفكارهم السيئة بشكل يجعلهم يخافونه وينظرون إليه نظرة مشوهة وقد يكون سبب وسواس العقيدة العامل الوراثي أو الاهتمام الزائد المفرط بأمور الدين والتدبر بها دون علم ويمكن التخلص من وسواس العقيدة وسب ذات الله من خلال التجاهل التام لتلك الهواجس المزعجة والثقة التامة بالله والذهاب الى طبيب نفسي ممتاز، وهناك عدة أنواع لوسواس العقيدة سنذكرها فيما يلي:

الخوف من الذهاب إلى الجحيم

الشخص يشك في أمور أساسية من دينه أو عقيدته، مثل الشك في وجود الله تعالى أو صحة الإسلام وغيرهما وهذا الشك ليس حقيقياً، بل هو مجرد همسات من الشيطان الرجيم ولا يعني أنك أصبحت كافراً، كل ما عليك فقط التجاهل والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والنفس.

  • أفكار سيئة عن الله أثناء الصلاة.
  • القلق من أنهم غير مؤمنين بما يكفي.
  • الاستغفار بشكل مبالغ فيه، وطلب العفو من الله مرارًا وتكرارًا.
  • تبرير تصرفاتهم وسلوكياتهم بشكل لا يحتمل.
  • الصلاة طوال الوقت، أو المكوث في الكنسية أكثر من المنزل.
  • الخوف من ارتكاب أي شيء خطأ أو آثم.

وسواس العقيدة لا يعني الخروج من الدين، كما أن الإنسان لا يحاسب على الوسواس القهري في العقيدة لأنه أمر لا إرادي، فمجرد التفكير في ذلك يختلف عن الإيمان والاعتقاد به، لذلك يحاسب الله الشخص الذي اعتقد شيء وصدقه وآمن به، أما إذا فكر فيه مجرد التفكير فإنه لن يحاسبه عليه إن شاء الله.

ومن أشهر علامات وأعراض مرض وسواس العقيدة الذهاب دائمًا لرجال الدين حتى يطمئنوه أنه في الطريق الصحيح خوفًا من الله، كما نجده يرى نفسه مقصرًا في تأدية فروض الصلاة أو أنه يرى أنه لا يؤديها بالشكل الصحيح ويقوم بإعادتها عدة مرات للوصول إلى الشكل المرغوب والصحيح تمامًا.

حتى تتعامل مع ابنك مريض وسواس العقيدة بشكل صحيح يجب عرضه على طبيب نفسي شاطر مثل دكتور أحمد الراجي في مركز الصحة النفسية، وهناك سوف يقوم الطبيب بعد الفحص والتشخيص بوضع خطة العلاج المناسبة وتقديم كافة الإرشادات للأسرة لكيفية التعامل معه.

وسواس عدم قبول التوبة ورضا الله

هو حالة نفسية تتميز بالشعور المستمر بالذنب والخوف من أن الله لا يرضى عن العبد أو أنه لا يقبل توبته وأعماله ودعائه، وهذا الوسواس يؤثر على الإيمان والطمأنينة والسعادة، ويجعل الإنسان في حالة من التوتر والقلق والحزن، وبعض الأسباب التي قد تؤدي إلى هذا الوسواس هي:

  • الجهل بأسماء الله وصفاته وحكمته ورحمته، وعدم التفكر في آياته وخلقه.
  • الإفراط في التقصير أو المبالغة في التكليف، وعدم اتباع السنة المطهرة في العبادات والمعاملات.
  • الانصياع للشيطان والاستماع إلى همساته وخطراته، والتفكير في ما يثير الشك والشبهات.
  • الابتعاد عن ذكر الله تعالى وقراءة القرآن والدعاء والاستغفار، وتضييع الوقت في ما لا ينفع.
  • الإصابة ببعض الأمراض النفسية أو الجسدية التي تؤثر على المزاج والتفكير.

بعض الطرق التي قد تساعد على التخلص من هذا الوسواس هي:

  • التوكل على الله تعالى والثقة بحكمته ورحمته، وأنه لا يظلم أحداً شيئاً، وأنه يقبل التوبة من عباده ويرضى عنهم إذا صلحوا.
  • التعلم من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتأسي بأخلاق الصحابة رضي الله عنهم، والانتفاع بآداب المشايخ والصالحين.
  • أكثر من ذكر الله تعالى، لا سيما أذكار الصباح والمساء، وقراءة آية الكرسي والمعوذتين فإن ذلك سبب لطرد الشيطان.
  • كلما عرضت لك هذه الخواطر أو المشاعر، فأعرض عنها، ولا تسترسل معها، بل استعذ بالله من شر الشيطان فإن ذلك يُزيل عنك هذا المرض.
  • تجنب الخلوة أو التفكير المفرط في مسائل لا تفيد، بل اشغل نفسك بما ينفع من أمور دينك أو دنياك.

وسواس عدم استجابة الدعاء

هو حالة من القلق والشك والخوف من عدم استجابة الله تعالى لدعاء العبد، وهو من مكائد الشيطان الذي يريد أن يصد الناس عن الله وعن طاعته وعن التوكل عليه، والوسواس في الدعاء لا ينبغي أن يؤثر على إيمان المسلم أو على تركه للدعاء، بل يجب على المسلم أن يتحامل على نفسه وأن يستمر في الدعاء بإخلاص وثقة ويقين بأن الله تعالى سميع مجيب، وأنه تعالى لا يضيع أجر المحسنين.

ومن أسباب الوسواس في الدعاء قلة الثقة بالله تعالى وبحكمته ورحمته، وقلة الاطمئنان بقضائه وقدره، وقلة التفكر في آياته وأسمائه وصفاته، وقلة المعرفة بأحكام الشريعة وأصول الدين، وقلة الذكر والاستغفار والتلاوة، وكثرة التفات القلب إلى ما يلقيه فيه الشيطان من شبهات وأفكار سوداوية، فالمسلم إذا كان قوي الإيمان بالله تعالى، وثابت القلب على طاعته، ومستغرق في ذكره، فإنه يكون محصنا من كيد الشيطان، كما قال تعالى: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76].

وسواس عدم قبول الصلاة

هذا الوسواس يأتي من الشيطان الذي يحاول افساد صلاة المسلم وإبعاده عن ذكر الله وقد أجمع علماء الدين أن الوسواس لا يبطل الصلاة ولا ينقص من ثوابها، بل يزيدها إن صبر المسلم وتحمل على مخالفة الشيطان والاستعاذة بالله منه، وللتعامل مع الوسواس في الصلاة، ينصح بما يلي:

  • التعوذ بالله من الشيطان الرجيم عند حدوث الوسواس، وتنفث ثلاث مرات عن يسارك، وقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
  • اتباع اليقين في عدد الركعات أو السجدات، وعدم إعادة ما تم فعله بناء على الشك، وإذا كان الشك كثيرًا فأتم الصلاة وسجود سجدتين للسهو في آخرها.
  • صلاة الجماعة مع المسلمين، فإن ذلك يقوي الإيمان ويضعف كيد الشيطان، ويحمل الإمام عن المأموم بعض المسؤولية.
  • التركيز في قراءة القرآن والأذكار والدعاء في الصلاة، والتفكر في معانيها وأحكامها، والتدبر في عظمة الله وجلاله.
  • التخفيف من التكلف في تحصيل التطهير أو التحري من المحظورات، فإن ذلك يزيد من حدة الوسواس، والاكتفاء بما شرعه الله من سهولة ويسر.
  • قبول ما قضاه الله من ابتلاء بالصبر والرضا، والثقة بأن الله لا يضيع أجر المحسنين، وأن هذا الابتلاء رفعة للدرجات وغفران للذنوب.
  • زيارة طبيب نفسي إذا استمرت حالة الوسواس أو تفاقمت، فقد تحتاج إلى بعض العلاجات أو التدخلات المناسبة.

وسواس عدم الطهارة

حالة نفسية تتميز بشك مستمر في نجاسة البدن أو الملابس أو المكان، ورغبة قهرية في تكرار الطهارة والوضوء والغسل، وهذا يؤثر على حياة الشخص وعبادته وصحته، وهذا الوسواس ينتج عن تأثير الشيطان الذي يحاول إفساد عبادة المسلم وإضعاف إيمانه وإرهاقه بالشكوك والأفكار السلبية، ولعلاج هذا الوسواس، ينصح بما يلي:

  • التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وقراءة آيات القرآن الكريم التي تحمي من الشرور، مثل سورة الفلق والناس والإخلاص.
  • التوكل على الله والثقة بحكمته ورحمته، وعدم التفكير في ما لا يعلمه إلا هو، مثل حالة الطهارة أو النجاسة.
  • اتباع أحكام الشرع في مسائل الطهارة والنجاسة، وعدم التكلف بزيادة على ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
  • اعتبار كل شيء طاهرا حتى يثبت خلاف ذلك بدليل قاطع، وعدم الالتفات إلى الشك أو التخيل أو التحسس.
  • تحديد زمن معين لأداء الطهارة والصلاة، وعدم تجاوزه مهما كانت الظروف، والاستعانة بأحد الأقارب أو الأصدقاء لمراقبة ذلك.
  • استشارة طبيب نفسي متخصص في حالة استمرار الوسواس أو تفاقمه، واتباع نصائحه وبرنامجه العلاجي.

كيفية علاج الوسواس القهري الديني؟

يمكن للشخص تجاهل وسواس سب الله من خلال تحويل تفكيره السلبي إلى إيجابي من خلال التأمل في الكون والتوبة إلى الله.
كما ينصح بعض المتخصصين ملازمة بعض الأدعية والآيات التي تساعد في التخلص من هذه الأفكار.
ومن أمثلتها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، آمنت بالله ورسله وذلك حسب نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال" من بلي بالوسواس في حق الله أن يقول: آمنت بالله ورسله، وأن يستعيذ بالله".
يمكن التعافي من الوسواس القهري الديني من خلال اتباع بروتوكول علاجي يضعه الطبيب النفسي للمساعدة في التخلص من الأفكار والسلوكيات الوسواسية ينقسم إلى علاج نفسي وآخر دوائي.

العلاج الدوائي

يحدده الطبيب النفسي حسب احتياج المريض بناءً على درجة المرض، فهناك العديد من المرضى لا تحتاج للأدوية، بينما تحتاجها الحالات الشديدة التي يشخصها الطبيب، ومن الأدوية التي يتم استخدامها لعلاج الوسواس القهري الديني مثل وسواس العقيدة أو غيرهم :

  • فلوكستين (بروزاك).
  • كلوميبرامين (أنافرانيل).
  • سيرترالين (زولوفت).
  • فلوفوكسامين (لوفوكس).
  • بارروكستين (باكسيل).

العلاج النفسي

يتم استخدام تقنيات عديدة للعلاج النفسي من قبل الأخصائي، والتي يتم تحديدها حسب نتائج التشخيص ومن أبرزها:

  • العلاج المعرفي السلوكي.
  • العلاج بالتحليل النفسي.
  • العلاج الجدلي السلوكي.
  • العلاج الجماعي.

الخاتمة

الوسواس القهري الديني لا يعني أن الشخص مقصر في دينه أو أنه سيء بل هو شخص يعاني من اضطراب ويحتاج لمساعدة متخصص لاستعادة حياته الدينية المريحة بعيداً عن الوساوس المقلقة، ويمكن التخلص من وسواس الصوم عن طريق التجاهل والبناء على يقين وعدم الانخراط وراء الظنون الغير صحيحة المتعلقة بالمضمضة (الاستنشاق) وغيرهما.

ما رأيك في المعلومات المعروضه بالمقال ؟
مفيدة

0

غير مفيدة

0

تفاصيل الكاتب
author
دكتورة رحاب خليل
دكتوره وخبيرة في كتابة موضوعات الصحة النفسية والأسرية.

خبرة عامين في كتابة الموضوعات الطبية، خاصة في مجال الصحة النفسية والأدوية، تُحب مساعدة ذوي الإضطرابات والمشاكل النفسية.

جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.

أكتب تعليقا