اخر تحديث للمقال: أكتوبر 10, 2024
اسمي هند وأنا فتاة في ال17 من عمري وقد بدأت ألتزم بصلاتي منذ سنتين فقط، ولدي قصتين مختلفتين عما أعاني منه من وساوس في حياتي الدينية، و سأقص كل واحدة منهما بشكل منفرد وكيف تخلصت من هاتين التجربتين اللاتي دمرتني إلى أن وجدت لها علاجاً في مركز الصحة النفسية، وأولى تجاربي كانت:
منذ بدأت أصلي وقد تعلمت من والدتي أحكام الطهارة وبدأت بتنفيذها بشكل حرفي، إلا أنني ومع مرور الوقت بدأت أبالغ في الأمر، حيث أصبحت أسرف في الماء بشكل مبالغ فيه خلال الوضوء وبعد الانتهاء أشعر بأنني مازلت مقصرة في وضوئي فأضطر لإعادته، بالإضافة إلى أنني أغتسل عدة مرات بعد انتهاء الدورة الشهرية للتأكد من طهارتي قبل الصلاة، وهذا بدأ ينعكس سلباً على شعري الذي بدأ يتساقط من كثرة الاستحمام، وفي كل مرة أريد فيها الصلاة، لا أستطيع دون أن أبدل ملابسي جميعها خوفاً من وجود أي نجاسة فيها، وكذلك الأمر سجادة الصلاة التي هي أصلاً نظيفة وجميع من في المنزل يتعاملون معها بحرص على أن تبقى نظيفة، كل ذلك جعلني حتى في صلاتي أشعر طوال الوقت بأنني مازلت مقصرة، وقد تعبت من الوسواس في الطهارة لدرجة كبيرة.
بالإضافة إلى أنني أعاني من وسواس الطهارة والصلاة، فأنا أعاني من سلوكياتي خلال فترة الصلاة نفسها، فإذا كنت تريد أن تعرف كيف يصلي مريض الوسواس القهري، فأنا على سبيل المثال لا أستطيع أن أوقف أفكاري جميعها خلال الركعات، حتى وإن حاولت التركيز والخشوع، وقراءة سور مختلفة في كل ركعة، إلا أنني مازلت أفكر بصوت عالي ومع مرور الوقت بدأت التفكير يكون بما لايليق مع الحدث الذي أنا فيه، فقد أفكر في مشاهد إباحية وأعاني من وسواس السب في الصلاة والشتائم التي تظهر في دماغي تكون مؤذية جداً وتجعلني في حالة حرجة مع نفسي، ولذلك أصبحت أحاول قدر الإمكان تجاهل وساوسي والتركيز في الصلاة، إلا أنني أفشل في كل مرة مما يجعلني أعيد الفرض لعدة مرات وقد أتجاهل السنة كوني قد تعبت من تكرار الفروض، ومع مرور الوقت أصبحت لا أستطيع الصلاة بسبب الوسواس، وهذا ما دمر علاقتي بالفرض المقدس الذي يصلني بخالقي.
بدأت أشعر بثقل الصلاة والوضوء على قلبي، فتواصلت مع شيخ أثق به وأخبرته بمشكلتي، وطلبت نصيحته، فاقترح علي عمل تشخيص في عيادة نفسية، والبحث عن علاج للأمر، وبالفعل وبعد البحث عن المكان المناسب للعلاج، وجدت مركز الصحة النفسية، الذي يعتبر الملاذ الآمن لمن يعاني من اضطرابات نفسية حادة ويريد الخلاص منها.
عند تواصلي مع أحد أطباء موقع الصحة النفسية، أخبرته بتفاصيل معاناتي مع الطهارة والصلاة، فأخبرني بأنني أعاني من الوسواس القهري OCD وأنني بحاجة لبروتوكول علاجي يشتمل على الأدوية وبرامج العلاج النفسي الخاصة، لمساعدتي في التخلص من هذا الاضطراب سواء في الوضوء والطهارة أو في الصلاة، وبالفعل بدأت الجلسات العلاجية لبرنامج العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالتعرض، كما قمت بالالتزام بالعلاج الدوائي دون أي أخطاء أو تجاوزات، مما جعلني وخلال 3 أشهر أتعافى من الأعراض وأعود لحياتي الطبيعية، وقد شفيت من وسواس النجاسة وكذلك الصلاة.
تحدثت في هذا المقال عن تجربتين عانيت منها مي حياتي، وهما تجربتي مع وسواس الصلاة والأخرى مع وسواس الطهارة، وكلاهما أثر علي بشكل مختلف إلا أن النتيجة الحتمية لكلاهما كانت خسارتي لممارسة أهم عبادة في ديني والتي تجعلني على تواصل دائم بخالقي، ولكن ومع الإصرار على التعافي والاختيار الجيد لمكان العلاج، فقد وصلت لبر الأمان وتعافيت بإذن الله.
0
0
جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.
أكتب تعليقا