اخر تحديث للمقال: أكتوبر 12, 2024
منذ أن كنت في سن الخامسة عشر من عمري وأنا أعاني من الرهاب الاجتماعي بشدة، حيث أن الأعراض كانت تؤرقني وتمنعني من ممارسة أبسط تفاصيل الحياة خارج المنزل، وعندما أصبحت في سن الثامنة عشر وتخرجت من المدرسة وبدأت أواجه مجتمعاً جديداً في حياتي الجامعية، أدركت بأنني يجب أن أضع حداً للرهاب وأبدأ العلاج عند طبيب متخصص، وبالفعل ذهبت إلى الطبيب النفسي ووصفت له حالتي وقام بوصف بعض الأدوية المساعدة بالإضافة إلى عدة جلسات علاجية يجب أن ألتزم بها لأتعافى، وكانت تجاربي مع الأدوية كالتالي:
وهو يعتبر من مثبطات السيروتونين الانتقائية، وهي مجموعة أدوية مضادة للاكتئاب يتم استخدامها كدواء أول لعلاج الرهاب الاجتماعي، وبالفعل قام الطبيب بوصف هذا الدواء لي وأخبرني بأنه سيخفف القلق لدي بشكل جيد ويساعدني على مواجهة مخاوفي إذا استخدمته بالجرعات المناسبة، وقد تناولت الدواء لمدة شهر كامل، وعلى الرغم من فعاليته في تخفيف آثار الرهاب إلا أن آثاره الجانبية كانت قوية جداً حيث شعرت خلال فترة تناوله بـ:
مما جعلني أتوقف عن استخدام الدواء وقد طلبت من الطبيب تغييره واستخدام دواء آخر، وبالفعل وصف لي دواء مختلف.
هو أيضاً من مثبطات السيروتونين والنورادرينالين التي تستخدم في تنظيم المزاج وتخفيف القلق والتوتر عند الإنسان، وقد أخبرني الطبيب باستخدام جرعاته بالتدريج ففي البداية كانت 25 ملجرام في اليوم، ثم زادت الجرعات حتى وصلت ل75 ميلجرام وبالرغم من أنني ارتحت للدواء إلا أنني سرعان ما بدأت أتساهل في تناوله وأزيد الجرعة شيئاً فشيئاً مما أثر علي سلباً وبدأت أعاني من الصداع الشديد وكذلك الإسهال وفقدان الشهية مما أثر على حياتي ولم أعد أستطيع ممارسة حياتي الطبيعية.
عرفت اسم هذا الدواء من أحد المواقع الالكترونية التي تعرض تجارب الناس مع الأدوية، وقد قرأت تعليقات الناس عن مدى فعالية هذا الدواء فطلبته عبر الانترنت وقمت بتناوله من نفسي دون العودة للطبيب ومراجعته، وقد كانت تلك غلطة كبيرة أدت إلى ارتفاع حاد في ضغط الدم لدي وقد تم نقلي للمستشفى واتضح خلال التحاليل أنني تأثرت بجرعة عالية من الدواء بسبب سوء استخدامه.
وصف لي الطبيب هذا الدواء لعلاج ضغط الدم، ومع الاستخدام اليومي بدأت أشعر بتحسن ملحوظ ليس فقط في ضغط الدم بل باختفاء أعراض الرهاب الاجتماعي وقدرتي على التواصل مع الناس بقلق أقل من السابق، وعندما قرأت عن الدواء اكتشفت أنه ينتمي لفئة حاصرات بيتا وهي أدوية تساعد في وقف إطلاق هرمون الأدرينالين والنورادرينالين التي تسبب التوتر والقلق، مما جعلني أخالف تعليمات الطبيب وأتناول الدواء زيادة عن ما وصف لي في الروشتة، ومع الأيام بدأت أعاني بطئ ضربات القلب ومشاكل في الذاكرة وصعوبة في النوم وشعرت بأنني أصبحت أميل للاكتئاب، فعلمت بأن الدواء أثر علي وأني بحاجة للمساعدة.
بعد كل ما مررت به من تجارب مع أدوية الرهاب الاجتماعي أدركت بأنني أخطأت من البداية في التساهل مع الأدوية وإساءة استخدامها، بالإضافة إلى عدم اختيار الطبيب المناسب الذي يصف لي العلاج المناسب لمشكلتي النفسية، ولذلك بحثت عبر الانترنت عن طبيب مناسب وبالفعل وجدت موقع الصحة النفسية بمقالاته التي تتحدث عن علاج الرهاب، وبعد تواصلي مع أحد الأطباء وتلقي العلاج القائم على برامج العلاج النفسي والسلوكي، واستخدام الأدوية المناسبة بالجرعات الصحيحة (مع العلم أن الأدوية المذكورة ليست المشكلة وإنما استخدامي الخاطئ لها هو الذي تسبب بأذيتي) بدأت أتعافى بالفعل من الرهاب ووجدت الأثر في حياتي واستطعت تجاوز مخاوفي الاجتماعية.
تعلمت بأن الالتزام بالعلاج النفسي دون التهاون مع الجلسات والجرعات هو ما يجعل آثار التعافي واضحة ويخلصك من الأمراض النفسية وأعراضها بأيسر الطرق، كما أن الاختيار المناسب للطبيب سيساعدك من البداية في السير على الطريق الصحيح.
0
0
جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.
أكتب تعليقا