اخر تحديث للمقال: نوفمبر 02, 2024
أسمي سارة ولدت في عام ٢٠٠٠م أي عمري ٢٤ سنة، ، وفي عام ٢٠١٨م كانت فترة الثانوية العامة وحصلت على مجموع يؤهلني لدخول إحدى الكليات الطبية في مصر، ولكني أرغب في الدراسة في الخارج، لذلك أخبرت والدي عن ما أرغب به، وبعد إلحاح شديد مني عليه وافق على أن أدرس في كلية الصيدلة بجامعة كريستيان ألبريخت في كيل بألمانيا، ذهبت في عام ٢٠١٩م كان عامي الأول.
انضممت لجروب الجامعة وبدأت في دراسة اللغة الألمانية، وكنت قد كونت صداقات جديدة، وكنت سعيدة للغاية كوني حققت جزءًا من أحلامي، وفي عامي الثاني رفضت الجامعة فكرة المنحة الدراسية وتم ترحيلي أنا وأصدقائي إلى بلدتنا، في هذه الأثناء شعرت بالإحباط واليأس، وعندما كنت في المطار كنت أقول أنه ربما حدث خطأ ما ولذلك سوف يتصل بنا المسؤولين ويعتذرون عن ما حدث ولكن هذا لم يحدث، وصلت إلى مطار القاهرة واستقبلتني عائلتي في عام ٢٠٢٠م، وقدم لي ابي أوراقي في الجامعة.
بعد أن دخلت كان نظام التعليم مختلف تمامًا، وواجهت صعوبة في دراستي، وكانت الدراسة باللغة العربية أمرًا مختلف، ولذلك رسبت في الصف الثاني الجامعي، حينها أيقنت أنني أفشل في كل شيء ولم يعد لي طريق النجاح فيه، قامت الجامعة بتكريم اوائل الدفعة برحلة لاستكشاف الموارد الطبية في جامعة في الخارج، كنت مقهورةً جدًا وحزنت، لأنني كنت أريد أن أشارك فيها ولكني سأعيد سنتي الدراسية.
كنت قد فقدت الأمل والشغف ولاحظ عليّ أبي علامات الانكسار والوحدة، كان دائمًا يقف إلى جانبي ويساعدني، وعائلتي تحاول أن تسعدني دائمًا، ولكن هذا لم يجدي نفعًا، وكنت حينها أشعر بصداع في رأسي شديد، ولكني دائمًا أقول لنفسي ربما بسبب شعوري بالإحباط، حتى تحول هذا الصداع إلى ألم شديد، حتى أن قدمي تهوى أثناء الوقوف وأسقط أرضًا، أعتقدت عائلتي أنني لست بخير وقالوا لي يجب أن تذهبي للمركز الطبي.
في هذه الأثناء كنت قررت أن أدخل بالفعل واستفسر عن سبب الإعياء الدائم، فحصني الطبيب النفسي وقام بعمل تحليل انيميا، ثم عاود النظر إلى التحليل وقال لي التحاليل سليمة، وكتب لي بعض الأدوية التي تحتوي على فيتامينات، وكنت اتناولها باستمرار، مرت الأيام وكان شعري يتساقط وذات يوم شعرت أنني أريد البقاء بمفردي ولا أرغب في التحدث مع أي أحد، بدأ الألم يسكن في كل منطقة في جسدي حتى ظننت أنني مصابة بالكانسر، ذهبت للطبيب مرة أخرى وأخبرته عن حالتي قال لي أنت بحاجة إلى الذهاب لطبيب نفسي وتم تحويلي إلى طبيب نفسي في مركز الصحة النفسية.
حينها تم تشخيص باكتئاب حاد، وأخبرني الطبيب أنه من الضروري البقاء في مركز الصحة النفسية لمدة ٧ شهور حتى أتعافى بالكامل، وافق أبي على هذا البروتوكول، وكنت أتحسن مع مرور الوقت، وبدأت أستعيد اتزاني النفسي والجسدي، وبعد الأنتهاء شعرت بتحسن شديد.
هذا الوقت الذي قضيته جعلني أؤمن بأحلامي، وكل يوم تزداد طاقتي عن اليوم الذي يسبقه، ولاحظ أبي وعائلتي هذا التغير الملحوظ، في هذا الوقت قررت أن أنضم كمحاضرة في الطاقة الإيجابية، في الدورات الأكاديمية وتمت الموافقة عليّ من قبل الإدارة، وتسلمت الوظيفة، وكنت ابذل قصارى جهدي جنبًا إلى جنب مع دراستي الجامعية.
في هذه السنة تم تكريمي بدرع التفوق والنجاح على أنني أفضل محاضر تنمية بشرية في الأكاديمية، وتخرجت من الجامعة وتم تكريمي بجائزة الطالب المثالي لأنني كنت المركز الأول في الجامعة، ولهذا السبب كانت جائزتي منحة مجانية لدراسة الماجستير في برلين، هذا كان حلمي وقد تحقق.
كنت سعيدة جدًا، حتى أن عائلتي تفتخر بي، ولن أنسى فضل مركز الصحة النفسية في التغيير الإيجابي الذي حدث لي شكراً جزيلًا.
لماذا لا يكتمل كل شيء في حياتي، ربما القدر وأشياء أخرى هذه هي الجملة التي عصفت في ذهني حينها، وظننت أنني توقفت حتى كان وقوفي هو بداية طريقي في النجاح، أحيانًا يكون الفشل هو الدفعة للأمام، وربما ما تعتقده فشلًا هو نجاحًا انت لم تراه بعينك بل سعيت للوصول إليه وتحققت نتائجه في النهاية.
كانت هذه تجربتي مع الاكتئاب والشفاء منه أتمنى أن أكون وفقّت في تقديم نفسي وحالتي النفسية، ولعلها تكون تشجيعًا لك.
تجربتي في علاج الاكتئاب من التجارب التي علمتني درسًا قاسيًا عن علاقة النجاح بالفشل، وهذا في الواقع مكنني من الوقوف الآن أمام كل مخاوفي، وشعوري بالطاقة الإيجابية، ويرجع ذلك إلى التقنيات التي يستخدمها مركز الصحة النفسية، ومعاملتهم الخاصة تجاه مرضاهم.
0
0
جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.
أكتب تعليقا