تجربتي مع اكتئاب ما بعد الولادة

بواسطة: تفاؤل بشير - تم مراجعته طبياً: احمد الراجي

  1. الرئيسية
  2. اضطراب الاكتئاب
  3. تجربتي مع اكتئاب ما بعد الولادة
سيدة تحكي تجربتها مع إكتئاب ما بعد الولادة
نظرة عامة

تمر كل أم بعد الولادة بفترة مهمة، ومليئة بالتحديات والتغيرات الجسدية والعاطفية، ومن بين هذه التحديات، تبرز مشكلة اكتئاب ما بعد الولادة، الذي يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على صحة وسعادة الأم الجديدة. وفي هذا المقال، سأشارك تجربتي في مركز الصحة النفسية، وهو الأفضل؛ لوجود فريق كامل متخصص، كما به احدث البرامج العلاجية المناسبة، وأصبحت أستمتع بكوني أم لطفلة جميلة.

تجربتي مع اكتئاب ما بعد الولادة

تعبت من اكتئاب ما بعد الولادة، كانت أيام صعبة ومرهقة للغاية، حيث شعرت بتغيرات هائلة في مزاجي، وشعوري بالحزن المستمر والتعب الشديد، كنت غارقة في الشعور بالذنب وعجزت عن الاستمتاع باللحظات الجميلة مع طفلي الجديد، حيث كانت هذه المشاعر تدمرني، وتؤثر سلبًا على حياتي اليومية.
 واكتشفت أن نفسي مغمورة في مشاعر سلبية مليئة بالأفكار السوداء، وبها حزن عميق، كانت الأفكار السلبية، والشعور بالتعب والعجز يلاحقني باستمرار، حيث كنت أشعر بالتوتر والقلق، حتى في المهام البسيطة، وكان لدي صعوبة في التركيز والنوم بشكل منتظم؛ وكل هذه العوامل كانت تؤثر على قدرتي فى التفاعل مع طفلي الجديد، وأداء مهام الأمومة بشكل فعال.
ولكن رغم الصعاب التى واجهتنى فى تجربتى مع اكتئاب ما بعد الولادة، قد تمكنت من تجاوز هذه المرحلة الصعبة، واستعادة حياتي وسعادتي النفسية، وتعالجت فى مركز الصحة النفسية.
حيث أنه من أفضل المراكز المتخصصة فى علاج تلك الحالات وفى سرية تامة، وهناك أدركت أن البحث عن المساعدة المناسبة، وتلقي الدعم اللازم أمر حاسم في عملية التعافي.
إذا كنت تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، فأنصحك بالبحث عن المساعدة، والاستعانة بالموارد المتاحة من خلال المركز المختص، لتحسين صحتك النفسية والعودة إلى حياة مستقرة ومشرقة.

بسرية تامة احجز برنامج علاج اكتئاب ما بعد الولادة لتحسين نفسيتك والاستمتاع بحياتك

شارك معنا حكايتك مع اكتئاب ما بعد الولادة والأعراض التي تعاني منها ومدى شدتها


 

 

 العوامل التي أدت للمساعدة في الشفاء 

 

أدركت أن الاهتمام بالذات، والشعور بالرضا شئ أساسى للشفاء، وبدأت في إعطاء الأولوية لاحتياجاتي الشخصية والراحة النفسية؛ حيث قمت بتنظيم وقت لنفسي، لممارسة النشاطات التي تساعدني على الاسترخاء والاستراحة مثل: اليوغا، والتأمل، والخطوات التالية:

  • الدعم الأسرى الذي حصلت عليه من أفراد عائلتي في رحلتي للشفاء، حيث كنت أملك  شريك متفهم ومساند يقف إلى جانبي، ويقدم لي الدعم العاطفي والعملي.
  • مجموعات الدعم النفسي: أفادتني كثيرًا، حيث أن مشاركة مجموعات دعم الأمهات، الذين يعانون اكتئاب ما بعد الولادة، جعلني أشعر بالتضامن والارتباط معهم؛ لأنهم كانوا يشاركوني نفس التجارب.
  •  الجلسات الاستشارية مع المختصين النفسيين؛ وفرت لي مساحة للتعبير عما أشعر به بحرية، ومشاركة أفكاري بدون قيود، وفهمت أسباب الاكتئاب.
  • تلقي الدعم، والإرشاد المناسب لي؛ لمعرفة كيف اتعامل مع اكتئاب ما بعد الولادة باستراتيجيات مختلفة، حيث تعلمت كيف اتعمل مع طفلي، وكيفية السيطرة على التوتر والقلق بطريقة صحيحة.
  •   الادوية التى تعمل جنبًا إلى جنب مع العلاج النفسي؛ لتحقيق تحسن شامل في حالتي، وكان هذا بناءً على تقييم الأطباء المتخصصين، حيث تعاونت مع فريق طبي متخصص لتحديد الجرعة المناسبة، والمتابعة الدورية لتأثير الدواء على حالتي.

 كما حرصت على الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن، مع ممارسة الرياضة بانتظام؛ كل هذه العناية بالذات؛ ساهمت في تعزيز حالتي العامة، والتقليل من الأعراض السلبية للاكتئاب.

زوج يدعم زوجته نفسيا بعد إصابتها بإكتئاب ما بعد الولادة

اكتئاب النفاس

هو حالة من الاكتئاب والحزن الشديد، تحدث عند بعض النساء بعد الولادة، ويمكن أن يتميز بأعراض مثل: الحزن المستمر، فقدان الاهتمام والمتعة، الشعور بالتعب والاكتئاب العميق، صعوبة في النوم والتركيز، وتغيرات المزاج، ويمكن أن يكون له تأثير سلبي على حياة الأم الجديدة وقدرتها على التفاعل مع طفلها والاستمتاع معه.
 وعادتًا ما يزول اكتئاب النفاس، بعد أن يستمر لفترة تتراوح بين بضعة أسابيع وبضعة أشهر، ومع ذلك، يجب ملاحظة أن كل امرأة تختلف، وقد تواجه تجربة فردية، حيث بعض النساء قد يشعرون بتحسن تدريجي، وتلاشي الأعراض مع مرور الوقت.

 

عوامل تؤدى الى استمرار اكتئاب مابعد الولادة 


قد يحتاجون بعض النساء  إلى دعم إضافي، وتدخل علاجي للتعافي، ويمكن أن يرجع ذلك لوجود عدة عوامل ومنها:
 

تجربتي مع اكتئاب ما بعد الولادة

  • إذا كانت المرأة تعاني من تاريخ سابق للاكتئاب، أو أى اضطرابات نفسية أخرى، فقد تكون أكثر عرضة لتجربة اكتئاب النفاس لفترة أطول، ولذلك يقوم المختص بمراجعة التاريخ النفسى.
  • يؤثر مستوى الدعم الاجتماعي الذي تحظى به المرأة على مدة استمرار اكتئاب الولادة؛ إذا كانت تتمتع بشبكة دعم قوية من الشريك، والعائلة والأصدقاء، فقد تكون قادرة على التعامل مع معاناة الاضطرابات بشكل أفضل، وتجاوزه بسرعة أكبر.
  • التغيرات الهرمونية التي تحدث في فترة ما بعد الولادة تؤثر على التوازن النفسي والعاطفي للأم الجديدة ولذلك ارتفاع وانخفاض معدلاتها؛ سبب فى الاستمرارية.
  • الضغوط والتحديات التي تواجهها الأمهات الجدد مثل: النوم غير المنتظم، التعب الجسدي، التغييرات في نمط الحياة، والتحديات المرتبطة برعاية الطفل، قد تزيد هذه العوامل من استمرار اكتئاب النفاس، وتأثيره على حياة الأم.
  • يؤثر استجابة المرأة للعلاج النفسي أو الدوائي على مدة استمرار اكتئاب مابعد الولادة.

ملحوظة

استخدام الدواء يكون بوصفة طبية من طبيب مختص، فلا يجب الاستعانة به دون اللجوء لمختص .

قصص أخرى

من المهم أن ندرك أن اضطرابات مرحلة النفاس، ليس مشكلة محدودة لفئة معينة من النساء، فهناك العديد من النساء التي جائها اكتئاب بعد الولادة؛ فهو يمكن أن يصيب أي امرأة بعد الولادة، بغض النظر عن العمر، أو الخلفية الاجتماعية.
 هذا المرض النفسي الذي يؤثر على المزاج، والعاطفة يمكن أن يصيب أي أم جديدة، سواء كانت ذات خبرة أو لأول مرة، وهناك احصائيات تقول أنه يعاني حوالي 10-15% من النساء اللواتي يلدن من اكتئاب ما بعد الولادة في جميع أنحاء العالم، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
 وتشير الدراسات أن السبب فى ذلك؛ يرجع لارتفاع هرمون الاستروجين أثناء الحمل، ولكن أثبتت النتائج أنه عندما يتم تشخيص اكتئاب ما بعد الولادة، وعلاجه بشكل صحيح،  يصل نسبة تحسن النساء من علاج  أعراض اكتئاب ما بعد الحمل والشفاء منه إلى 80%، ونسرد لكم الان بعض من قصص اكتئاب ما بعد الولادة.

حكاية (س.ج)

بعد ولادة طفلها الأول، واجهت صعوبات نفسية كبيرة، كانت تعاني من حالة اكتئاب شديدة، وكانت تشعر بالحزن والتعب الشديد، وفقدان الاهتمام بالأمور اليومية؛ ولكن قررت زيارة مركز (مركز الصحة النفسية) لاستشارة الطبيب النفسي المتخصص، والحصول على الدعم المناسب.
 حيث انها تلقت جلسات العلاج النفسي المنتظمة، وبعد جلسات الطبيب مع الزوج وأفراد الأسرة؛ لزيادة الوعي لديهم بأهمية تواجدهم، وأدوارهم فى العلاج، تلقت الدعم من زوجها وعائلتها، ومع الوقت شعرت (س.ج )بتحسن تدريجي في حالتها العامة، وتمكنت من التغلب على اكتئاب النفاس.

قصة (ل. م)

واجهت (ل.م) الكثير من الصعوبات بعد الولادة، حيث كانت تعاني من الشعور بالذنب، والاحساس بالتقصير والقلق الشديد، وكانت لا تستطيع الاستمتاع بالوقت مع طفلها، وقررت طلب المساعدة من مركز الصحة النفسية، حيث أنه من أفضل المراكز التي بها نخبة من أخصائيين نفسيين، وتلقت العلاج المناسب لها لاكتئاب النفاس.
 كما أنها انضمت إلى مجموعة دعم الأمهات المصابين باكتئاب ما بعد الولادة، وتعلمت كيفية التعامل مع الأفكار السلبية، والضغوط، والتركيز على رعاية نفسها والاهتمام بها، حيث أنها مع مرور الوقت تمكنت من التعافي تمامًا، والاستمتاع بمرحلة الأمومة مع طفلها.

تجربة (ن. أ)

قد كانت تعاني (ن.أ) من حالة اكتئاب لدرجة شديدة بعد الولادة الثانية لها، فكان يلازمها الشعور الشديد بالتعب والإرهاق، وكثرة شعورها بالحزن والاكتئاب العاطفي، فقامت باستشارة طبيب أمراض النساء، الذي وجهها لمركز الصحة النفسية؛ لطلب المساعدة للعلاج النفسي المناسب لحالتها الصحية.
فكان تخفيف الأعراض عن طريق تناول الأدوية، التي تم كتابتها لها من قبل متخصص، لاستعادة التوازن النفسي، كما أن الانضمام لمجموعات دعم تتكون من أمهات اخرى في نفس الحالة، تقدم الدعم المناسب والمشورة للمساعدة في التغلب على اكتئاب ما بعد الولادة.
كما أن زوجها وعائلتها تلقو محاضرات فهم، كيفية التعامل المناسب مع اكتئاب ما بعد الولادة؛ لتقديم الدعم العاطفي والنفسي، ومساعدتها للتغلب عليه، وبعد فترة قصيرة كانت (ن.أ) تتحسن تدريجيًا ، حيث أنها تمكنت من التعافي وعودة حياتها الطبيعية.

الخاتمة

من الحالات الشائعة التي تمر بها العديد من النساء، هو اكتئاب ما بعد الولادة، حيث أنها تجربة مرهقة نفسيًا وعاطفيًا، ويجب توعية النساء بها؛ لمعرفة أنه يمكن التغلب علي هذا الاضطراب، مع زيادة الوعي والبحث، كما يمكنهم التعافي منه والعودة للحياة الطبيعية. لأن العلم بالأعراض المصاحبة للمرض يسهل من فهمه وسرعة علاجها، فيجب العلم أن كثيرًا من النساء يصابون بهذا الاضطراب، فأنت لست وحدك، فلا تترددي في طلب المساعدة عند الشعور بأي من أعراضه، والاتصال بمركز الصحة النفسية؛ لتحصلي على تشخيص مناسب لحالتك، والخطة العلاجية المناسبة لكي مع أمهر الأطباء المتخصصين، ولا تشعري بالخجل من طلب الدعم من عائلتك واصدقائك، والاهتمام بنفسك؛ لأنها من أهم العوامل التي ساعدتني في هذه التجربة.

ما رأيك في المعلومات المعروضه بالمقال ؟
مفيدة

0

غير مفيدة

0

تفاصيل الكاتب
author
تفاؤل بشير
خبيرة في كتابة وإعداد موضوعات الصحة النفسية.

حاصلة على العديد من الشهادات وكورسات الدعم والإرشاد النفسي، خبرة حوالي 8 سنوات في كتابة الموضوعات الطبية خاصة الصحة النفسية.

جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.

أكتب تعليقا