اخر تحديث للمقال: أكتوبر 11, 2024
هو إحدى الأمراض التي تُشير إلى إضطراب نفسي، وهو يعرف بـ "Delusional disorder" أو "Psychosis" أي الذهان، وقد تتفاوت درجاته من شخص لآخر، فهناك من يستطيع العيش به بصورة طبيعية، ولكن هناك من يسيطر على حياتهم فلا يستطيعون ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي، حيث لا يستطيع المصابون به التفرقة بين الحقيقة والخيال بل ويسيطر على فكرهم معتقدات وخيالات ليس لها علاقة بالواقع أو الحقيقة تمامًا، فهم في حالة انفصال كامل عن الحياة الحقيقية مما يفقدهم القدرة على ممارسة حياتهم بصورة طبيعية كغيرهم.
يعتقد الشخص في الضلالات أن شيئًا ما صحيحٌ على الرغم من عدم وجود دليل قاطع على صحته، وقد تكون هذه الاعتقادات مرتبطة بالثقافة، الدين، العادات، ميراث وحقوق، أو تجارب شخصية سابقة. مثلاً، قد يعتقد شخصٌ بأن الآخرين يتآمرون عليه دون وجود دليل على ذلك، أو يعتقد بأنه لا يستحق النجاح رغم وجود إنجازات له. على عكس الهلاوس تشير إلى تجارب حسية غير حقيقية مثل رؤية أو سماع أشياء غير موجودة وليست اعتقادات وأفكار.
الخيال عملية ذهنية متعمدة يخلق فيها الشخص أفكارًا غير واقعية وهو يدرك ذلك، أما الوهم أو الضلالات تكون اعتقادات وأفكار غير واقعية يتمسك به الشخص بقوة رغم عدم وجود دليل منطقي على صحتها مثل الاعتقاد بالاضطهاد أو العظمة.
الهلوسة عبارة عن تجربة حسية يدركها الشخص وحده فقط كأنها حقيقية كرؤية أو سماع أشياء أو أشخاص غير موجودين في الواقع، بينما الوهم يظهر في اعتقاداته وأفكاره الغير حقيقية.
ملحوظة : يُصاب العديد من الناس بالضلالات ولا يظهر عليهم أي أعراض أمام عامة الناس بل يتصرفون بشكل طبيعي رغم سيطرة الأفكار الوهمية عليهم ولكن بدرجة طفيفة فـ يستطيعون الفصل بين هذه الخيالات والواقع إلى حدٍ ما.
لا تزال أسباب مرض الضلال غير معروفة كما هو الحال مع العديد من الاضطرابات الذهانية الأخرى، ولكن يعتقد الأطباء أن هناك العديد من العوامل التي قد تساهم في تطور المرض، بما في ذلك:
هذا الاضطراب أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين لديهم أفراد من العائلة يعانون من اضطراب الضلال أو الفصام تشير إلى احتمال وجود عامل وراثي. يعتقد الباحثون أن الميل لتطوير اضطراب الضلال قد ينتقل من الوالدين إلى أطفالهم البيولوجيين.
يدرس الباحثون كيف يمكن أن تكون التشوهات في مناطق معينة من الدماغ مرتبطة بتطور اضطراب الضلال. تم ربط عدم التوازن في بعض المواد الكيميائية في الدماغ، التي تسمى الناقلات العصبية، بتكوين الأعراض الضلالية.
لها دور كبير وفعال في هذه المشكلة النفسية، وذلك نتيجة لتعرض المصابين لضغوط نفسية متكررة وصدمات وحوادث مؤلمة بشكل كبير؛ مما يجعل الفرد يلجأ إلى الهروب من واقعه بكثرة التفكير والتخيلات التي قد تكون مؤذية في أحيان كثيرة.
كما أن الإدمان للمشروبات الكحولية والمواد المخدرة إحدى أهم أسباب الإصابة بـ مرض الوهم والتخيلات، ظنًا من المدمن أنها طريقة أخرى للهروب من الواقع الأليم بالانفصال عن الواقع والعيش بالخيال.
يمكن التعرف على نوع الضلالات من خلال مراقبة سلوك الفرد والاستماع لأفكاره، إليك أشهر الأنواع:
يعتقد أنه مستهدف من قبل الآخرين، أو التآمر على تشويه سمعته، دون وجود أي دليل واقعي يدعم هذه الاعتقادات. يُصاحبه شعور بالخوف و التوتر الشديد.
الاعتقاد بأنه قليل القيمة وغير مهم في المجتمع أو في حياة الآخرين، وأنه لا يستحق الاهتمام أو الاحترام. ويمكن أن يكون عرضًا للاكتئاب.
يتسم المصاب بالنرجسية فيعتقد بأنه شخص عظيم ويمتلك قدرات أو مواهب خارقة لا يمتلكها الآخرون مثل توهمه بأنه عبقري، أو مخترع، أو قائد عظيم.
الاعتقاد بأنه نبي أو رسول أو المسيح المنتظر.
يعتقد المصاب أن هناك أشخاصًا يراقبون تحركاته وأفكاره وأفعاله بشكل مستمر.
يعتقد المصاب أن هناك قوى خارقة أو أشخاصًا آخرين يتحكمون في أفعاله وأفكاره بشكل كامل وليس لديه سيطرة أو تأثير على نفسه.
يعتقد المريض بوجود علاقة عاطفية غير واقعية مع شخص معين، سواء كان ذلك الشخص شخصًا مشهورًا أو ذو مكانة اجتماعية مرموقة.
الاعتقاد بأنه متورط في خطيئة أو جريمة كبيرة لا تُغتفر.
يعتقد المريض بوجود خيانة زوجية من قبل شريكه دون وجود أدلة واقعية تدعم هذا الاعتقاد. فيقوم المريض بمحاولات متكررة للتحقق من الخيانة أو مراقبة سلوك الشريك.
الاعتقاد بأنه ميت وليس على قيد الحياة.
اعتقادات خاطئة بأن الجسم مصاب بمرض معين أو توهم خروج روائح كريهة منه. تؤدي هذه الاعتقادات إلى سلوكيات غير طبيعية مثل الاستمرار في زيارة الأطباء بشكل متكرر دون وجود أي مشكلة صحية حقيقية.
تختلف الأعراض بشكل أساسي حسب أنماط الشخصية ونوع الوهم الذي يعاني منه الشخص. إليك بعض أشهر العلامات والأعراض الشائعة له:
لم يثبت نجاح استخدام الأعشاب والقرآن في علاج مرض الوهم والتخيلات (الضلالات الفكرية)، لكن العلاج الصحيح يتضمن الدواء والعلاج النفسي. ويكون الشفاء التام صعبا ولكن بالعلاج المبكر يمكن أن تتحسن الحالة بشكل كبير، وهذه العلاجات تتضمن الآتي:
يمكن التخلص من الوهم والتخيلات من خلال العلاج بالأدوية وهي (المضادات الذهانية) حيث تُعد علاجًا أساسيًا للإضراب الضلالي تعمل هذه الأدوية على تقليل الأعراض المرتبطة بالهلوسات واضطرابات التفكير، يتم اختيار الدواء المناسب وتعديل الجرعة بناءً على نوع الاضطراب الضلالي والاستجابة الفردية.
ننوه إلى أنه يجب أن يتم تناول الأدوية تحت إشراف طبيب نفسي متخصص، حيث يمكن أن تحدث بعض الآثار الجانبية.
تعتبر العلاجات النفسية جزءًا مهمًا من علاج هذا الاضطراب، يمكن أن يشمل العلاج النفسي الفردي والعلاج الجماعي، يهدف العلاج النفسي إلى تعزيز التفاهم والتحكم في الأعراض وتحسين القدرات التكيفية والاجتماعية للمرضى.
يمكن استخدام تقنيات مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الواقعي الافتراضي والتدريب على المهارات الاجتماعية لمساعدة المرضى على التعامل مع الأعراض والتحديات اليومية.
يعتبر الدعم الاجتماعي أمرًا حيويًا للمرضى المصابين بالاضطراب، يشمل الدعم الاجتماعي تقديم الدعم العاطفي والمعنوي والمساعدة في تحسين العلاقات الاجتماعية وتعزيز الدعم من الأصدقاء والعائلة.
يمكن أن تشمل الاستراتيجيات الاجتماعية تنظيم الدعم الاجتماعي المنتظم من خلال المشاركة في مجموعات الدعم النفسي، والتوجيه التعليمي والمهني للمرضى لمساعدتهم على إدارة حياتهم اليومية بشكل أفضل.
تلعب الحياة الصحية والعناية بالنفس دورًا مهمًا في إدارة الاضطراب الضلالي، يجب على المرضى الحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم الجيد وممارسة النشاط البدني المنتظم، كما يوصى أيضًا باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
يجب أن يكون هناك دعم مستمر للمرضى المصابين بالاضطراب الضلالي، يتطلب ذلك الاستمرار في زيارات الطبيب النفسي المنتظمة والمتابعة الدقيقة لتعديل العلاج وتقييم الاستجابة، ويمكن أن تساعد الجلسات الاستشارية المنتظمة في تقديم الدعم والتوجيه وفهم أفضل للحالة النفسية للمريض.
مدة الضلالات والأوهام تختلف من شخص لآخر وعادة تستغرق عدة أشهر أو سنوات. الاستجابة للعلاج تختلف وقد يحتاج المرضى لتجربة عدة أنواع من الأدوية قبل إيجاد العلاج المناسب. التواصل المستمر مع الفريق الطبي مهم لضبط العلاج وتعديله.
يُوصى بشدة بالتوجه إلى مركز الصحة النفسية للحصول على التشخيص والعلاج المتخصص لهذا الاضطراب. حيث يوفر الدعم اللازم والعلاج الدوائي والنفسي لتحسين حياة المرضى وتخفيف الأعراض المصاحبة. فلا تتردد في البحث عن المساعدة المتاحة والعلاج.
1
0
جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.
أكتب تعليقا