اخر تحديث للمقال: أكتوبر 11, 2024
أنا يوسف وفي سن مبكرة من حياتي بدأت أشعر بأعراض غريبة وغير عادية كنت أعاني من التفكير غير الواقعي والاعتقادات الكاذبة التي تؤثر على طريقة تفكيري وسلوكي، كنت أسمع وأرى أشياء لا يراها أحد غيري، كانت حقيقية بالنسبة لي، لكن الآخرين لم يصدقوني، كانت لدي تجارب حسية غير حقيقية وصعوبة في فهم الواقع المحيط بي.
في المرحلة الأولى لم أكن مدركًا تمامًا لطبيعة مشكلتي، كنت أشعر بالارتباك والضيق وعدم القدرة على التركيز، كانت هناك تغيرات في مزاجي وصعوبة في التفاعل مع الآخرين، تأثرت حياتي العملية والشخصية بشكل كبير، وشعرت بالعزلة والإحباط.
بعد ذلك قمت بالبحث عن المساعدة الطبية واستشارة طبيب نفسي متخصص، تم تشخيص حالتي على أنها اضطراب ذهاني، وهذا الاكتشاف كان له تأثير عميق على حياتي، بدأت مرحلة العلاج والتعامل مع التحديات المرتبطة بالذهان.
إليك بعض العلامات التي يجب أن تنتبه إليها وتحذر منها إذا كنت تعاني من الذهان والتي حذرني منها طبيبي:
قد تشعر بتغيرات مفاجئة في المزاج والعواطف، مثل الاكتئاب الشديد أو الشعور بالهم والقلق المستمر، والغضب الغير مبرر، قد يكون لديك أيضًا سلوك غريب أو غير مألوف، مثل الانطواء المفرط أو الانفعالات العنيفة.
قد تجد صعوبة في التركيز والانتباه، وتتداخل الأفكار في ذهنك بشكل غير منتظم، قد تشعر بأن أفكارك مشوشة وغير مرتبة، وأنك تجد صعوبة في تنظيمها وتصنيفها.
تعتبر الهلوسات من أحد العلامات الشائعة للذهان، قد تشعر بتصورات زائفة وغير حقيقية، مثل رؤية أشخاص أو أشياء غير موجودة، أو سماع أصوات غير مفهومة أو غير موجودة، قد تعتقد أيضًا أن هناك أشخاصًا يراقبونك أو يتحدثون إليك بشكل سري.
قد يتطور لديك اعتقادات غير معقولة أو غير قابلة للتفسير العقلي، مثل الاعتقاد بأنك تمتلك قوى خارقة أو أنك ملاحق من قبل جهات خارقة، قد تشعر أيضًا بالاضطهاد أو الاعتقاد بأن العالم من حولك يتآمر عليك.
قد تشعر بالشك والتشكيك المستمر في نوايا الآخرين وتصرفاتهم، وتشعر بأن الناس يحاولون التلاعب بك أو السيطرة على أفكارك وأفعالك.
إذا لاحظت أي من هذه العلامات، فمن المهم أن تتوجه لمتخصص نفسي لتقييم حالتك وتشخيصها بدقة، كما يجب أن يتم تشخيص الذهان وعلاجه في وقت مبكر لمنع تفاقم الأعراض وتأثيرها السلبي على حياتك اليومية.
لا تنسى أن هذه العلامات قد تكون موجودة أيضًا في العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى، ولذلك من الضروري استشارة الأطباء المتخصصين لتقييم حالتك بشكل شامل وتحديد التشخيص الصحيح.
المرحلة الأولى من العلاج تشمل استخدام مضادات الذهان، حيث تم وصف الدواء المناسب لحالتي وتعديل الجرعة وفقًا لاحتياجاتي الفردية، هنا بدأت تجربتي مع مضادات الذهان حيث بدأت أشعر بتحسن تدريجي في الأعراض الذهانية، حيث تلاشت الاعتقادات الكاذبة والتجارب الحسية غير الواقعية.
كنت أتلقى جلسات منتظمة مع مستشار نفسي للتحدث عن تجاربي ومشاعري والتعامل مع الضغوط النفسية، كانت هذه الجلسات توفر لي المساحة الآمنة للتعبير عن أفكاري ومشاعري والتعامل مع التحديات النفسية المرتبطة بالذهان.
تدريجيًا مع الانتظام في العلاج بدأت ألاحظ تحسنًا في حالتي العامة، كما زادت قدرتي على التركيز والتفاعل مع الآخرين، عاد لي الاهتمام والرغبة في ممارسة الأنشطة التي كنت أستمتع بها في الماضي، وتحسنت علاقاتي الاجتماعية وشعرت بالأمل والتفاؤل تجاه المستقبل.
مرحلة العلاج الثالثة تشمل الدعم الاجتماعي والاندماج في المجتمع، كنت أشارك في مجموعات دعم الذهان حيث كنت ألتقي بأشخاص آخرين يعانون من تجارب مماثلة، تبادل الخبرات والمشاعر مع الآخرين كان له تأثير إيجابي على التعافي وقدرتي على التأقلم مع الحياة اليومية.
بعد فترة من العلاج والدعم بدأت أشعر بالتحسن والاستقرار النفسي، بالإضافة إلى ذلك تعلمت كيفية التعامل مع الأعراض الذهانية عندما تظهر وكيفية تجنب العوامل المؤثرة السلبية، أصبح لدي أدوات واستراتيجيات للتحكم في التفكير غير الواقعي وللتعامل مع التحديات اليومية بفعالية.
من المهم أن نلاحظ أن الذهان هو حالة قابلة للعلاج والتحسن، يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض الذهان أن يطلبوا المساعدة المهنية والدعم المناسب، كما يتطلب العلاج الصبر والالتزام، وقد يكون للعائلة والأصدقاء الدور الداعم في هذه الرحلة.
استطعت أن أتعافى تدريجيًا وأعيش حياة مستقرة وسعيدة، لذا أنصح الأشخاص الذين يعانون من الذهان بالبحث عن المساعدة وعدم اليأس، فالتعافي ممكن والحياة الصحية والسعيدة تنتظرهم.
0
0
جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.
أكتب تعليقا