طرق علاج اضطراب ثنائي القطب

بواسطة: مي عبد الله - تم مراجعته طبياً: احمد الراجي

كيفية علاج ثنائي لقطب
نظرة عامة

لم يتوصل الطب لعلاج نهائي حتى الآن لاضطراب ثنائي القطب، ومع ذلك تساعد الخطط العلاجية الفعالة على تحسين أعراضة، والحالة النفسية والجسدية المصاحبين له، مثل: العلاج الدوائي بمضادات الاكتئاب، ومثبطات المزاج والنفسية، بجانب العلاج النفسي السلوكي المعرفي، ويفضل العلاج بالصدمات الكهربية في بعض الحالات الشديدة، كما أن هناك بعض الطرق الحديثة المفيدة لبعض الحالات.

التشخيص

يتطلب تشخيص اضطراب ثنائي القطب تقييمًا دقيقًا من قبل الطبيب النفسي، حيث يشمل التقييم معرفة وقت بداية الأعراض، والحالة المزاجية للمريض، وسلوكه في فترات الاكتئاب والهوس، وماهي هي الأوقات التي تزيد فيها الحالة ومتى تقل، لكي يستبعد الطبيب أي أسباب أخرى مشابهة في الأعراض، وقد يحتاج التشخيص لأكثر من مقابلة؛ ليضمن صحته ودقته مع وضع الخطة العلاجية المناسبة له.

طرق العلاج

يوجد عدة خيارات علاجية ويتم تحديد أنسب الخطط العلاجية؛ بناءًا على شدة الأعراض وتصرفات واستجابة المريض للعلاج، في الغالب يكون العلاج الدوائي، وبرامج العلاج النفسي معًا أفضل علاج لثنائي القطب.

طرق علاج اضطراب ثنائي القطب ؟

بسرية تامة احجز برنامج علاج اضطراب ثنائي القطب لتسيطر على حياتك

شارك معنا حكايتك مع اضطراب ثنائي القطب والأعراض التي تعاني منها

العلاج الدوائي

أدوية علاج اضطراب ثنائي القطب تشمل عدة أنواع مهمة منها: الليثيوم، الفينلافاكسين، الأولانزابين، وتُستخدم للمساعدة في تحقيق استقرار الحالة المزاجية، وتخفيف الأعراض، وغالبًا ما يظهر التحسن بعد ثلاثة أشهر من بدء تناول الدواء، ويمكن أن تختلف من شخص لآخر، وغالبًا ما يستمر العلاج مدى الحياة، ولا يمكن أن يتوقف عن الدواء حتى في فترات التحسن.
ومن بين الأدوية الشائعة التي يمكن أن يصفها الطبيب للمرضى هي:

مثبطات المزاج

منها الليثيوم (الليثوبيد) وحمض الفالبرويك (ديباكين)، وثنائي فالبروكس الصوديوم (ديباكوت)، والكاربامازيبين (تيجريتول، وإيكويترو وغيرهما).
تُستخدم بشكل شائع لتقليل التقلبات المزاجية، والحد من حدوث نوبات الانفعال والعصبية المفرطة.

مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين (SNRI)

مثل أدوية الفينلافاكسين والدلوكسيتين، التي توصف لتحسين الحالة المزاجية، والتحكم في الأعراض النفسية.

مضادات الذهان

مثل الأريپيبرازول، الأولانزابين و الريسبريدون، وهي إبر وحقن لعلاج ثنائي القطب؛ تعطى في الحالات الطارئة للنوبات الشديدة، أو عند وجود أعراض الهوس الحاد التي يصعب السيطرة عليها بالأدوية الأخرى.

مضادات الاكتئاب

مثل السيتالوبرام والسيروتونين، التي يمكن استخدامها بالإضافة إلى العلاج الأساسي لتحسين الحالة المزاجية.

ملحوظة

ننوه أنه يجب أن تتم متابعة استخدام هذه الأدوية تحت إشراف طبيب متخصص لضبط الجرعات وتعديل العلاج بناًء على استجابة المريض ومتابعة الآثار الجانبية المحتملة للأدوية

الأدوية المضادة للقلق

قد تعتبر أدوية البنزوديازيبينات مفيدة لتحسين النوم، وعلاج القلق المصاحب للاضطراب الوجداني ثنائي القطب، ولكنها عادة ما يتم وصفها لفترة قصيرة.
ينبغي المتابعة الدورية مع الطبيب المعالج لمراقبة الآثار الجانبية لأدوية ثنائي القطب؛ لما لها من آثار تؤثر على الإنجاب حيث ترفع مستويات البرولاكتين في الدم المرتبط بالقدرة على الإنجاب لدى الرجال والنساء، كما يمكن أيضًا أن تؤدي بعض أدوية ثنائي القطب لزيادة كبيرة في الوزن؛ بسبب زيادة الشهية أو احتباس الماء في الجسم.

ماذا يفعل مريض ثنائي القطب

برامج العلاج النفسي

العلاج النفسي يُعد جزءًا أساسيًا من خطة علاج مرض ثنائي القطب، يساعد على التأقلم مع الحالة، وإليك بعض الأنواع المختلفة من العلاج النفسي وهي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يستخدم العلاج السلوكي المعرفي (CBT) في تحديد الأفكار والمعتقدات، والسلوكيات غير الصحيحة والسلبية والمساعدة على تغييرها، كما يساعد على تحديد أسباب استثارة نوبات ثنائي القطب، ويقوم المعالح بتعليم المريض الأساليب الفعالة لإدارة التوتر وللتكيُّف مع المواقف المزعجة، والتحديات اليومية.

العلاج الأسري

يعتبر علاج مكمل للعلاج بالأدوية والعلاج النفسي الفردي، فهو يهدف إلى تعزيز دعم الأسرة للمريض، و فهم أفضل لطبيعة المرض وتأثيراته النفسية والعاطفية، كما يحسن التواصل داخل الأسرة، ويعزز القدرة على التعبير عن المشاعر والاحتياجات بدون قلق.

العلاج بتحسين نمط الحياة

يركز على استقرار الأنظمة اليومية، مثل النوم المبكر وممارسة الرياضة، وأوقات تناول الوجبات الصحية، فالروتين الثابت يساعد على استقرار الحالة المزاجية.

العلاج بالصدمات الكهربية

من أكثر طرق العلاج فاعلية لحالات اضطراب ثنائي القطب المُقاوم للأدوية، هذا الإجراء يتضمن تطبيق تيار كهربائي منخفض التردد على الدماغ، مما يسبب نوعًا من الصدمة الكهربائية تؤدي إلى تغييرات في النشاط الكهربائي للدماغ؛ فنلاحظ تحسن في الحالة واستجابة سريعة بعد عدة جلسات.

العلاج بالتحفيز المغناطيسي الحثي

يستخدم لتنشيط مناطق معينة من الدماغ التي ترتبط بالحالة المزاجية، والمشاعر بواسطة مجال مغناطيسي منخفض التردد،
يكون فعالاً في علاج الاكتئاب المقاوم للعلاج والذي قد يصاحب اضطراب ثنائي القطب.

خيارات علاجية أخرى

هناك العديد من الأشخاص الذين يبحثون عن خيارات لعلاج مرض ثنائي القطب بدون أدوية خوفًا من آثارها الجانبية أو لأسباب أخرى. ومن أشهر طرق العلاج بدون أدوية؛ القرآن والأعشاب والفيتامينات.

العلاج بالقرآن

لا شك أن العلاج بالقرآن مفيد، وكذلك المداومة على الأذكار والعبادات، فكلها وسائل علاجية جانبية لا تتعارض مع العلاج بالأدوية والعلاج النفسي، والعلاج بالقرآن والرقية الشرعية؛ يساعد مريض ثنائي القطب على الاستقرار النفسي والهدوء، والتخفيف من بعض أعراض الاضطراب، فيمكن الالتزام ببعض الأساليب التالية:

  1. الاستماع إلى القرآن الكريم: يحدد المريض لنفسه وردًا من القرآن، سواء بقراءة الآيات أو الاستماع للتلاوات الهادئة، مما يساعده على تهدئة النفس والاسترخاء.
  2. التدبر والتفكر: التفكر في معاني آيات القرآن التي تتحدث عن السكينة والصبر والأمل، مما يعزز القوة الروحية والنفسية للمريض، كما تحثه الآيات للتطبيق العملي لما يتعلمه من تعاليم؛ تساعد في تحسين سلوكه وإدراك ردود أفعاله.
  3. الصلاة والدعاء: يمكن للمريض أن يلجأ إلى الصلاة كوسيلة للتقرب من الله وطلب الشفاء وتحسين حالته.
نحذير

يمكن أن يظهر تحسن في الأعراض لبعض الحالات، وتظن أنها شفيت من الاضطراب الوجداني بالقرآن فتترك الدواء، لذا يجب التأكيد أنه من اللازم الالتزام بالأدوية؛ حتى لا تتعرض للانتكاسة وتدهور الحالة

العلاج بالأعشاب

يمكن أن تفيد الأعشاب بجانب استخدام الأدوية كجزء من خطة العلاج، ولكن يجب أن تُستخدم تحت إشراف طبي متخصص، ومن أشهر هذه الأعشاب ما يلي:

  • الجينسنغ أو الاشواغاندا: يعتبر منشطًا عام الذي يمكن أن يساعد في تحسين الطاقة والتركيز.
  • الكافيين: الذي له تأثيرات منشطة على المزاج لفترة مؤقتة.
  • اللافندر: يستخدم في الاسترخاء وتقليل التوتر.
  • زهرة الباسيفلورا: التي قد تستخدم في بعض الأوقات لتخفف من القلق والتوتر.
  • الكاموميل: من العادة أنها تستخدم في تحسين النوم وتهدئة الأعصاب.

قد تتفاعل هذه الأعشاب مع الأدوية الأخرى، أو قد تكون غير آمنة في بعض الحالات، لذا يُنصح دائمًا بمشاورة الطبيب قبل بدء استخدام أي نوع من الأعشاب.

العلاج بالفيتامينات

هنا بعض الفيتامينات التي قد تلعب دورًا في إدارة الحالة المزاجية، وهي:

فيتامين B12

له دور مهم في وظائف الدماغ والأعصاب، وقد يساهم في تحسين المزاج وتقليل التعب النفسي، ويمكن العثور على فيتامين B12 في اللحوم الحمراء، والدواجن، والأسماك، ومنتجات الألبان.

فيتامين D

تشير الأبحاث إلى أن نقص فيتامين D قد يرتبط بزيادة خطر الاكتئاب، ويمكن الحصول على فيتامين D من التعرض لأشعة الشمس بشكل طبيعي، كما يوجد في السمك الدهني مثل السلمون، وفي بعض المنتجات الغذائية المدعمة بالفيتامينات.

فيتامين B6

يساعد في إنتاج السيروتونين والنورأدرينالين، المواد الكيميائية التي تؤثر على المزاج والشعور بالراحة، يمكن العثور على فيتامين B6 في الدواجن، والسمك، والحبوب الكاملة.

فيتامينات الأوميجا

يمكن أن تساعد الأحماض الدهنية الأساسية الأوميجا-3 في تقليل الانفعالات وتحسين المزاج، ويمكن الحصول على الأوميجا-3 في الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين، وفي زيت السمك.

فيتامين C

يُعتبر مضادًا للأكسدة ويساعد في تعزيز جهاز المناعة والصحة العامة، ونجده في الحمضيات مثل البرتقال والفراولة والبطاطا الحلوة.

العلاج الغذائي

لا توجد حميات غذائية أو أطعمة محددة لمرضى الاضطراب الوجداني، ولكن يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن وصحي يتضمن التالي:

  • البروتينات مثل اللحوم النباتية أو الحيوانية، الأسماك، البيض، المكسرات.
  • الكربوهيدرات الصحية مثل: الحبوب الكاملة، الخضروات، والفواكه.
  • الدهون الصحية مثل: زيت الزيتون، وزيت الأفوكادو، والمكسرات.
  • الألياف التي تكون في الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.

يجب أن تكون كل الطرق مكملة للعلاج الدوائي وتساعده في إدارة الأعراض الجانبية، أو في الحفاظ على الاستقرار النفسي والمزاجي بشكل عام.

الخاتمة

اضطراب ثنائي القطب من الأمراض النفسية الخطيرة؛ التي يمكن أن يؤدي إلى الانتحار، أو إيذاء النفس وإدمان المخدرات والكحول إذا لم يُعالج، كما تطول فترات نوبات الهوس والاكتئاب، فيجب الالتزام بخطة علاجية شاملة بعد تقييم الحالة وتشخيصها، مع المتابعة المنتظمة لتقييم الاستجابة.

ما رأيك في المعلومات المعروضه بالمقال ؟
مفيدة

10

غير مفيدة

0

تفاصيل الكاتب
author
مي عبد الله
خبيرة في مجال الصحة النفسية.

حاصلة على كورسات إرشاد وتأهيل نفسي من مركز الصحة النفسية، خريجة جامعة الأزهر، تهوى مساعدة الاخرين وخبرة في المحتوى الطبي.

جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.

أكتب تعليقا