نتعرض كثيراً لأنواع مختلفة من مراحل الضغط النفسي وهو رد فعل بشري طبيعي يحدث للجميع حيث أن جسم الإنسان مصمم لتجربة الإجهاد والتفاعل. عندما نواجه تغيرات أو ضغوط في الحياة فإن الجسم يُنتج استجابات جسدية وعقلية، ويمر بثلاث مراحل تشمل الإنذار، والمقاومة، والإرهاق، وتتأثر أغلب أجهزة الجسم بما في ذلك الجهاز التنفسي، والقلب والأوعية الدموية، والجهاز الهضمي، والجهاز العصبي، والجهاز التناسلي، ويعتبر الإجهاد المزمن هو أشد أنواع الضغط النفسي تأثيراً على الصحة.
الضغط النفسي هو أي تغيير في البيئة يتطلب من جسدك أن يتفاعل ويتكيف معه، حيث يتفاعل الجسم مع هذه التغييرات باستجابات جسدية وعقلية وعاطفية تساعدك على التكيف مع المواقف الجديدة ويمكن أن يكون الضغط النفسي إيجابيًا، ويبقينا يقظين ومتحمسين ومستعدين لتجنب الخطر، على سبيل المثال إذا كان لديك اختبار مهم قادم، فقد تساعد الاستجابة للضغط جسمك على العمل بجدية أكثر وبقائه مستيقظًا لفترة أطول ولكن الإجهاد يصبح مشكلة عندما تستمر الضغوطات دون الحصول على قدر من الراحة.
تسمى متلازمة التكيف العامة (General adaptation syndrome) وهي عملية من ثلاث مراحل تصف التغيرات الفسيولوچية التي يمر بها الجسم عند تعرضه للضغط النفسي.
تشير مرحلة رد فعل الإنذار إلى الأعراض الأولية التي يعاني منها الجسم عندما يكون تحت ضغط نفسي، قد تكون على دراية باستجابة "القتال أو الهروب" حيث يؤهلك رد الفعل الطبيعي هذا إما للفرار أو حماية نفسك في المواقف الخطرة مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، أو التعرق، أو الشعور بالتوتر أو القلق لأن جسمك يتفاعل مع سبب التوتر حيث يتم تحفيز الجهاز العصبي وتتلقى دفعة من الأدرينالين، وتحدث تغيرات بيولوجية تجعلك تستعد لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وفي اللحظة الأولى التي تشعر فيها بالتوتر يمكن لأي شيء أن يؤدي إلى الاستجابة ولكل شخص مستويات مختلفة من التسامح والحساسية.
هي المرحلة الثانية والتي تحدث كرد فعل طبيعي للتعامل مع الانذار في المرحلة السابقة حيث يبدأ الجسم في إصلاح نفسه فيطلق كمية أقل من الكورتيزول، وعلى الرغم من أن جسمك يدخل مرحلة التعافي هذه، إلا أنه يظل في حالة تأهب قصوى لفترة من الوقت، وغالبا ما يتميز باليقظة المفرطة والبحث عن طرق للرد على المواقف الخطرة، وإذا تغلبت على التوتر ولم يعد الموقف مشكلة، فسيستمر جسمك في إصلاح نفسه حتى تصل مستويات الهرمونات ومعدل ضربات القلب وضغط الدم إلى حالة ما قبل الإجهاد.
بمجرد أن يبدأ الجسم في الشعور بالتوتر الجسدي ، يمكن أن تكون هناك أعراض، مثل الصداع والغثيان، وقد تشمل الآثار الجسدية الأخرى للتوتر على ما يلي:
مرحلة المقاومة ضرورية لأنها تدل على أن الجسم قد وصل إلى أقصى حد له في التعامل مع الضغط النفسي، حيث تستمر بعض المواقف العصيبة لفترات طويلة من الزمن فإنه في النهاية يتكيف ويتعلم كيفية التعايش مع مستوى توتر أعلى ولكن إذا استمرت مرحلة المقاومة لفترة طويلة جداً دون توقف فقد يؤدي ذلك إلى مرحلة الإرهاق.
هذه المرحلة ناتجة عن الضغط النفسي المطول أو المزمن حيث تؤدي مواجهة الإجهاد لفترات طويلة إلى استنزاف مواردك الجسدية والعاطفية والعقلية إلى الحد الذي لا يعود فيه جسمك لديه القوة لمحاربة التوتر ولا يمكن ملاحظة هذه التغييرات دائمًا ولكنها قد تكون خطيرة إذا حدثت بسرعة كبيرة أو بدون راحة كافية وغالبًا
ما تتميز هذه المرحلة بما يلي:
تسبب هذه المرحلة ضعف جهاز المناعة وبالتالي يمكن أن تؤدي إلي الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتوتر مثل القولون العصبي.
يشعر فيها الانسان أن قدراته العقلية مثقلة وأن عقله لا يريد أن يعمل، وهذه المرحلة من متلازمة التكيف العامة هي مؤشر على أن الجسم يحاول التعافي من جميع الآثار الجسدية الناجمة عن التعرض لفترات طويلة للضغوط الشخصية أو البيئية أو المتعلقة بمكان العمل.
ليست كل أنواع الضغط النفسي ضارة أو حتى سلبية حيث تتضمن أنواع التوتر المختلفة التي قد تواجهها ما يلي:
يعتبر الإجهاد الحاد هو نوع قصير المدى من الضغط النفسي يمكن أن يكون إيجابيًا أو أكثر إزعاجًا؛ وهذا هو نوع التوتر الذي نواجهه غالبًا في الحياة اليومية.
الإجهاد العرضي هو إجهاد حاد يبدو أنه متفشي ويكون أسلوب حياة مما يخلق حياة من الضيق المستمر.
هو أشد أنواع الضغط النفسي والذي يبدو أنه لا ينتهي ولا مفر منه ، مثل ضغوط الزواج السيئ أو وظيفة مرهقة للغاية؛ ويمكن أن ينشأ أيضًا من التجارب المؤلمة وصدمات الطفولة.
عندما يعاني الشخص من ضغط نفسي طويل الأمد (مزمن) فإنه يمكن أن يضر بشكل كبير وغالبًا بشكل لا رجعة فيه بصحتك الجسدية ويؤدي إلى تدهور صحتك العقلية.
على سبيل المثال، يمكن أن يتسبب الفقر طويل الأمد، والإساءة المتكررة بأي شكل من الأشكال، والبطالة، وبيئة العمل السيئة، وتعاطي المخدرات، أو الزواج غير السعيد، في إحداث ضغوط مزمنة كبيرة، وعندما يكون لديك مستويات عالية من التوتر لفترة طويلة من الزمن، فإنك تعاني من ضغط نفسي مزمن والذي يمكن أن يكون له تأثير سلبي على صحتك من حيث:
يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن أيضًا إلى أمراض متكررة مثل الصداع واضطراب المعدة وصعوبات النوم.
يعد فهم مراحل الضغط النفسي ومعرفة أشد أنواعه خطوة كبيرة نحو الراحة التي قد تساعدك في إدارة التوتر بالممارسة والصبر،
وتفادي حدوث الكثير من المشاكل الصحية والنفسية.
أخيرا ننوه على أن مركز الصحة النفسية بفضل الله يُعالج جميع أنواع الضغط النفسي ويقدم حلول ودعم مستمر للحفاظ على الصحة النفسية.