اخر تحديث للمقال: أكتوبر 11, 2024
اسمي (س.ع) عمري 30 سنة ومنذ طفولتي وأنا أشعر أنني أقل جمالًا من زميلاتي في المدرسة، كنت أنظر إليهن وأقول في نفسي "كنت أتمنى شعري هكذا، كنت أرغب في وجه جميل وصافي مثلها، ماذا لو كانت عيناي لونهما أخضر" وعبارات كثيرة من هذا القبيل، واستمر هذا الشعور ينمو وتتفاقممعي كلما كبرت في السن، وعندما وصلت إلى مرحلة الجامعة كنت أضع المكياج بشكل زائد عن اللازم اعتقادًا مني أنه سيخفي كل عيوب وجهي ويجعلني جميلة في عيون المحيطين بي.
فقد كنت أرى وجهي مليء بالعيوب بسبب وجود بعض النمش فيه واسمرار المنطقة الموجودة حول الفم، فذلك كان يسبب لي أزمة شديدة بالإضافة إلى لون عيوني السوداء، كنت دائمًا أرتدي عدسات لاصقة خضراء اللون لأنني كنت أتمنى ذلك وأجد أن اللون الأسود غير متناسق مع وجهي، ظلت حالتي تتدهور والأعراض تزيد حتى كنت أقضي وقتًا طويلًا أمام المرآة أتفقد ملامحي وأبكي، دخلت أمي الغرفة لتطمئن لأنها سمعت صوت بكائي.
عندما حكيت لأمي أنني أبكي بسبب عيوب وجهي وصرخت في وجهها وأنا أقول لماذا لم أكن جميلة مثل فلانة، بكت أمي على حالتي التي وصلت لها وقامت بتهدئتي وظلت تمدح في شكلي وملامحي الجميلة لكي أثق في نفسي، لكنني كنت منهارة من داخلي وغير واثقة في أي حديث يقال، طلبت مني أمي أن أذهب معها للطبيب لكي يتحدث معي ويقوم بحل المشكلة حتى لا تزداد، رفضت في البداية لأنني كنت لا أعرف أن ذلك مرض ويحتاج إلى علاج.
محاولات أمي للذهاب إلى الطبيب كانت كثيرة وجعلتني اقتنع في النهاية، وبالفعل ذهب إلى مركز الصحة النفسية بعد ترشيحه من صديقة امي، وعندما وصلت إلى هناك تم استقبالي أحسن استقبال وذهبت لغرفة الطبيب المختص وتحدثت معه وجاوبت على كل أسئلته، ومن خلال ذلك قام بتشخيص حالتي باضطراب تشوه الجسم، ومن هنا قام بوضع البروتوكول العلاجي والبرنامج اللازم لحالتي، وعلاج اضطراب تشوه الجسم يتلخص فيما يلي:
وهو عبارة عن أسلوب علاجي بالكلام يساعد المريض على تغيير الطريقة التي يفكر بها وتحسين تصرفاته، وبه يمكنك أن تتعلم مواجهة الأمور التي تسبب لك الانزعاج وكيفية التعامل معها، ويقوم الطبيب أو المعالج بتوضيح كل الأمور اللازمة لحالتك ويجعلك تتعلم كل الأساليب التي من خلالها ستتغلب على أي شعور سلبي يؤثر عليك.
قد يصف الطبيب لحالتك بعض الأدوية المضادة للاكتئاب وهي مثبطات السيروتونين الانتقائية مثل الفلوكستين، ومن الممكن أن يظهر مفعول الدواء بعد مرور 12 أسبوعًا تقريبًا، وإذا ظهرت نتيجة جيدة بعد استخدام الدواء قد يوصيك الطبيب بتناوله لمدة أطول للحصول على نتائج أفضل، وإذا لم تظهر نتيجة إيجابية بعد مرور الـ 12 أسبوع، فيقوم الطبيب بوصف دواء آخر مختلف مثل كلوميبرامين.
ملحوظة: لا تتناول أي دواء من تلقاء نفسك حتى لا تتعرض للأعراض الجانبية المحتملة وتؤذي نفسك، وليس بالضرورة أن مركز الصحة النفسية يستخدم الأدوية التي تم ذكرها في المقال، لكن المركز لديه أدوية فعالة ومصرحة من وزارة الصحة، ويتبع بروتوكولات علاجية تتلاءم مع كل الحالات.
عليك أن تأخذ الخطوة نحو العلاج فالأمل موجود ونسبة الشفاء عالية جدًا، فأنا اليوم أحدثك وأنا واثقة في جمال وجهي لدرجة كبيرة، وأنصحك بالذهاب إلى مركز الصحة النفسية لخبرته العالية في التعامل مع مثل تلك الحالات، ويمكنك التواصل معه على الرقم التالي (00201010322346).
0
0
جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.
أكتب تعليقا