بواسطة: تفاؤل بشير - تم مراجعته طبياً: دكتور أحمد الراجي

  1. الرئيسية
  2. اضطراب الوسواس القهري
  3. الوسواس القهري والزواج ووسواس العذرية
زوجه تُعاني من زوجها مريض الوسواس القهري
نظرة عامة

الوسواس القهري لا يمنع الزواج، والظن السائد بين الناس أن الأمراض النفسية غير قابلة للعلاج، وأن المرض النفسي يؤثر على مشاعر المريض ويمنعه من الزواج، لكن هذه الظنون أصبحت ماضيًا، وهذا ما سوف نتعرف عليه في هذه المقالة، وسوف نوضح تأثير الوسواس القهري على المشاعر، وأنواع الوسواس المختلفة المرتبطة بالزواج، وكيفية التخلص من الوسواس في الزواج.

مريض الوسواس القهري والزواج

قرار الارتباط والحصول على حياة زوجية طبيعية يمثل تحدي لمريض الوسواس القهري، ولكنه قابل للتحقق والنجاح حيث يمكن أن يتزوج مريض الوسواس القهري بدون أدنى شك، فمرض الوسواس هو اضطراب نفسي قابل للعلاج، ولا يؤثر هذا الاضطراب على الناحية الجسدية للمريض بحيث يمنعه من الزواج، إذ يحتاج العلاج إلى صبر وإلى إرادة من المريض، وإلى رغبة حقيقية من الشريك لمساعدة شريكه في رحلة العلاج، والتخلص من القلق والوساوس، والعمل على تقليل مصادر القلق والمخاوف لدى المريض، وينبغي معرفة تأثير الوسواس على المشاعر حتى لا يتم الخلط بين مشاعر وصفات المريض الحقيقية، وبين التغيرات السلوكية المصاحبة للأعراض.

مريض الوسواس القهري والزواج

تأثيره على المشاعر

دائمًا ما يشعر مريض الوسواس القهري بحاجة ملحة للشعور بالأمان، مثل أن يطمئن أكثر من مرة أنه أغلق الغاز، فيستمر بالذهاب وتفحص الغاز مرات ومرات حتى يزول التوتر ويحس بالأمان، وهذا ينطبق على مشاعره أيضًا، فمريض الوسواس القهري بحاجة ملحة للإحساس بالأمان من ناحية الشريك، وهذا الإحساس يؤثر على مشاعر المريض، ويظهر هذا على مشاعره وسلوكه تجاه الشريك كالآتي:

  • يحتاج المريض للتأكد من مشاعر الشريك طوال الوقت، مثل السؤال باستمرار هل مازلت تحبني؟ هل تراني جميلة؟
  • يحاول المريض فرض السيطرة على العلاقة وعلى الشريك، ويتمثل هذا في محاولة الاستحواذ على مشاعر وانتباه الطرف الآخر، والخوف من وجود أي منافس آخر.
  • قد تتركز مخاوف المريض الأخرى، أو تنشأ لديه مخاوف جديدة من فقدان هذه العلاقة، ويتبع هذا بالقيام بأفعال قهرية قد تؤدي إلى نفور واستياء الطرف الآخر، مثل الشك والغيرة المبالغ فيها.

تأثير على الارتباط

من الطبيعي الشعور بالقلق والارتباك خلال مرحلة اختيار شريك الحياة، فالخوف من فشل العلاقة قد يدفع الشخص إلى التدقيق في عيوب الطرف الآخر، ومحاولة تقييم مشاعره تجاه الطرف الآخر من وقت إلى آخر، لكن بعض المرضى يؤثر الوسواس القهري على مشاعرهم بطريقةٍ عكسية، فيما يُعرف بوسواس الارتباط، إذ يسيطر هذا القلق على المريض، و يستهلك طاقته وتفكيره، ومن الممكن أن يتسبب في فشل العلاقة، وتأخذ الأعراض شكلاً من اثنين:

التركيز على العلاقة

في هذه الحالة يتركز قلق المريض حول علاقته بالطرف الآخر، ويظل السؤال الملح لديه، هل هذه هي العلاقة المناسبة لي؟ هل ستنجح هذه العلاقة أم سيكون مصيرها الفشل؟

التركيز على الشريك

وفيه تتركز شكوك المريض على صفات وعيوب الطرف الآخر، مثل الصفات الجسدية (الأنف كبير، قد يصبح سمينًا بعد الزواج)، وتسيطر هذه الوساوس على المريض بحيث لا يرى إلا هذه العيوب ويصبح مهووساً بها.
بعض المرضى قد يسيطر عليه كلا العرضين، إذ يبدأ بالهوس من عيوب الشريك، ثم ينتقل إلى الوسواس والقلق ناحية العلاقة نفسها، وترتبط هذه الوساوس ببعض الأفعال القهرية التي يقوم بها المريض لتخفيف هذا القلق مثل:

  • محاولة إختبار الشريك بشكل دائم للتأكد من صفاته.
  • مقارنة العلاقة بعلاقات الآخرين، إذ يستمر المريض بمقارنة علاقته مع الطرف الآخر بأي علاقة عاطفية يراها حتى تصل إلى المقارنة بالعلاقات التي يراها في الأفلام والمسلسلات.
  • المحاولة الدائمة للاطمئنان على صحة اختياره للشريك، عن طريق سؤال كل من حوله عما إذا كان اختياره صحيحًا.
  • العمل على تغيير صفات الشريك حتى يناسب ما يحتاجه وسواس المريض.

بعض أنواع الوسواس المرتبطة بالزواج

يعاني مريض الوسواس القهري والزواج أشكال مختلفة من الوساوس غير وسواس العلاقة منها:

وسواس العذرية قبل الزواج

تقع كثيرٌ من الفتيات فريسة لهذا النوع من الوساوس، حيث تسيطر على الفتاة هواجس فقدانها لعذريتها قبل الزواج بسبب حادثة عرضية أو سلوكيات غير سليمة، أو حتى بدون سبب، ولكن تسيطر هذه الفكرة على الفتاة، وتستحوذ على تفكيرها وتستهلك طاقتها، وتبدأ في القيام بأفعال قهرية مثل محاولة الفحص المتكرر لعذريتها، والهروب من الارتباط والزواج.
وللتغلب على هذا الوسواس ينبغي على الفتاة زيادة معرفتها بطبيعة غشاء البكارة، وعدم كتمان مخاوفها، والتحدث في هذا الأمر مع شخصٌ ثقة أو مع طبيبة، وعمل الفحص الطبي اللازم لزيادة الاطمئنان، وإذا استمرت الأعراض فيجب مراجعة مختص نفسي والحصول على العلاج والدعم المناسب.

وسواس عدم الزواج

هو الخوف والقلق من البقاء وحيدًا وعدم الحصول على شريك حياة، وغالبًا ما ينشأ هذا الوسواس بسبب الضغط المجتمعي والنظر نظرة سلبية لغير المتزوجين.
ويتسبب هذا الوسواس في الدفع بالمريض للدخول في علاقات غير متكافئة، فقط بغرض الحصول على زوج والتخلص من حكم المجتمع، وللتغلب على هذا الوسواس ينبغي على المريض التركيز على حياته الصحية والعملية والاجتماعية، وتحديد أهداف واضحة لحياته، والعمل على استثمار أوقاته، وهذا يزيد ثقة المريض في نفسه وفي قدراته، ويرفع معاييره في اختيار شريك الحياة.

كيف يمكن التخلص منه؟

يمكن التخلص من وسواس الزواج عن طريق مواجهة المرض والاعتراف به، وطلب المساعدة والتحدث مع طبيب نفسي شاطر، يضع خطة علاج ويتابع الحالة بشكل مستمر، وهناك العديد من الحالات بفضل الله تم شفاؤها نهائيا من الوسواس القهري بجميع أنواعه فليس هناك داعي للقلق.

الخاتمة

الخاتمة يُمكن لمرضي الوسواس القهري الزواج ولكن ربما تعاني الزوجة نتيجة تصرفاته وسلوكياته الغريبة المتكررة، لذا ننصح بعلاج مريض الوسواس القهري قبل الزواج لضمان حياة زوجية سعيدة مستقرة.

ما رأيك في المعلومات المعروضه بالمقال ؟
مفيدة

0

غير مفيدة

0

تفاصيل الكاتب
author
تفاؤل بشير
خبيرة في كتابة وإعداد موضوعات الصحة النفسية.

حاصلة على العديد من الشهادات وكورسات الدعم والإرشاد النفسي، خبرة حوالي 8 سنوات في كتابة الموضوعات الطبية خاصة الصحة النفسية.

جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.

أكتب تعليقا