اخر تحديث للمقال: أكتوبر 11, 2024
قرار الارتباط والحصول على حياة زوجية طبيعية يمثل تحدي لمريض الوسواس القهري، ولكنه قابل للتحقق والنجاح حيث يمكن أن يتزوج مريض الوسواس القهري بدون أدنى شك، فمرض الوسواس هو اضطراب نفسي قابل للعلاج، ولا يؤثر هذا الاضطراب على الناحية الجسدية للمريض بحيث يمنعه من الزواج، إذ يحتاج العلاج إلى صبر وإلى إرادة من المريض، وإلى رغبة حقيقية من الشريك لمساعدة شريكه في رحلة العلاج، والتخلص من القلق والوساوس، والعمل على تقليل مصادر القلق والمخاوف لدى المريض، وينبغي معرفة تأثير الوسواس على المشاعر حتى لا يتم الخلط بين مشاعر وصفات المريض الحقيقية، وبين التغيرات السلوكية المصاحبة للأعراض.
دائمًا ما يشعر مريض الوسواس القهري بحاجة ملحة للشعور بالأمان، مثل أن يطمئن أكثر من مرة أنه أغلق الغاز، فيستمر بالذهاب وتفحص الغاز مرات ومرات حتى يزول التوتر ويحس بالأمان، وهذا ينطبق على مشاعره أيضًا، فمريض الوسواس القهري بحاجة ملحة للإحساس بالأمان من ناحية الشريك، وهذا الإحساس يؤثر على مشاعر المريض، ويظهر هذا على مشاعره وسلوكه تجاه الشريك كالآتي:
من الطبيعي الشعور بالقلق والارتباك خلال مرحلة اختيار شريك الحياة، فالخوف من فشل العلاقة قد يدفع الشخص إلى التدقيق في عيوب الطرف الآخر، ومحاولة تقييم مشاعره تجاه الطرف الآخر من وقت إلى آخر، لكن بعض المرضى يؤثر الوسواس القهري على مشاعرهم بطريقةٍ عكسية، فيما يُعرف بوسواس الارتباط، إذ يسيطر هذا القلق على المريض، و يستهلك طاقته وتفكيره، ومن الممكن أن يتسبب في فشل العلاقة، وتأخذ الأعراض شكلاً من اثنين:
في هذه الحالة يتركز قلق المريض حول علاقته بالطرف الآخر، ويظل السؤال الملح لديه، هل هذه هي العلاقة المناسبة لي؟ هل ستنجح هذه العلاقة أم سيكون مصيرها الفشل؟
وفيه تتركز شكوك المريض على صفات وعيوب الطرف الآخر، مثل الصفات الجسدية (الأنف كبير، قد يصبح سمينًا بعد الزواج)، وتسيطر هذه الوساوس على المريض بحيث لا يرى إلا هذه العيوب ويصبح مهووساً بها.
بعض المرضى قد يسيطر عليه كلا العرضين، إذ يبدأ بالهوس من عيوب الشريك، ثم ينتقل إلى الوسواس والقلق ناحية العلاقة نفسها، وترتبط هذه الوساوس ببعض الأفعال القهرية التي يقوم بها المريض لتخفيف هذا القلق مثل:
يعاني مريض الوسواس القهري والزواج أشكال مختلفة من الوساوس غير وسواس العلاقة منها:
تقع كثيرٌ من الفتيات فريسة لهذا النوع من الوساوس، حيث تسيطر على الفتاة هواجس فقدانها لعذريتها قبل الزواج بسبب حادثة عرضية أو سلوكيات غير سليمة، أو حتى بدون سبب، ولكن تسيطر هذه الفكرة على الفتاة، وتستحوذ على تفكيرها وتستهلك طاقتها، وتبدأ في القيام بأفعال قهرية مثل محاولة الفحص المتكرر لعذريتها، والهروب من الارتباط والزواج.
وللتغلب على هذا الوسواس ينبغي على الفتاة زيادة معرفتها بطبيعة غشاء البكارة، وعدم كتمان مخاوفها، والتحدث في هذا الأمر مع شخصٌ ثقة أو مع طبيبة، وعمل الفحص الطبي اللازم لزيادة الاطمئنان، وإذا استمرت الأعراض فيجب مراجعة مختص نفسي والحصول على العلاج والدعم المناسب.
هو الخوف والقلق من البقاء وحيدًا وعدم الحصول على شريك حياة، وغالبًا ما ينشأ هذا الوسواس بسبب الضغط المجتمعي والنظر نظرة سلبية لغير المتزوجين.
ويتسبب هذا الوسواس في الدفع بالمريض للدخول في علاقات غير متكافئة، فقط بغرض الحصول على زوج والتخلص من حكم المجتمع، وللتغلب على هذا الوسواس ينبغي على المريض التركيز على حياته الصحية والعملية والاجتماعية، وتحديد أهداف واضحة لحياته، والعمل على استثمار أوقاته، وهذا يزيد ثقة المريض في نفسه وفي قدراته، ويرفع معاييره في اختيار شريك الحياة.
يمكن التخلص من وسواس الزواج عن طريق مواجهة المرض والاعتراف به، وطلب المساعدة والتحدث مع طبيب نفسي شاطر، يضع خطة علاج ويتابع الحالة بشكل مستمر، وهناك العديد من الحالات بفضل الله تم شفاؤها نهائيا من الوسواس القهري بجميع أنواعه فليس هناك داعي للقلق.
الخاتمة يُمكن لمرضي الوسواس القهري الزواج ولكن ربما تعاني الزوجة نتيجة تصرفاته وسلوكياته الغريبة المتكررة، لذا ننصح بعلاج مريض الوسواس القهري قبل الزواج لضمان حياة زوجية سعيدة مستقرة.
0
0
جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.
أكتب تعليقا