العلاج الجدلي السلوكي dbt

بواسطة: تفاؤل بشير - تم مراجعته طبياً: دكتور أحمد الراجي

العلاج الجدلي السلوكي dbt
نظرة عامة

يتم العلاج الجدلي السلوكي من خلال تحديد الأهداف والتقييم للمرحلة المرضية التي وصلت اليها الحالة ومن ثم البدء في جلسات العلاج الفردية والجماعية التي تهدف الى تطوير السلوك، يعتبر هذا النوع من العلاج واحدًا من أفضل أشكال العلاج النفسي.

تعريف

العلاج الجدلي السلوكي DBT هو أحد أشكال العلاج بالحوار، يشمل جلسات فردية وجماعية ويعتمد على المبادئ السلوكية المعرفية ويعالج المشكلات العاطفية والسلوكية وخاصة السلوك الإنتحاري مثال اضطرابات الشخصية الحدية و اضطرابات الأكل والاكتئاب، تم تطويره في التسعينات من قبل عالمة النفس الأمريكية مارشا م. لينهان وأثبت فعاليته العالية في عدد كبير من الدراسات وهو يتألف من أربع وحدات: العلاج الفردي، والتدريب الجماعي على المهارات، وفريق الإشراف والمكالمات الهاتفية.

ويوجد فرق بينه وبين العلاج المعرفي السلوكي حيث أن العلاج الجدلي السلوكي يتميز بتركيزه على تغيير السلوكيات الضارة من خلال التحليل الجدلي وتغيير النمط السلوكي، في حين يركز العلاج المعرفي السلوكي على تغيير الأفكار والمعتقدات السلبية التي تؤدي إلى السلوكيات غير المرغوب فيها

مراحل العلاج الجدلي السلوكي

يتم العلاج الجدلي السلوكي من خلال تطبيق ثلاث مراحل مهمة حيث يتعلم المريض التحكم في أنماط السلوك الخطيرة ومن ناحية أخرى فهو يساعد على تقليل المعاناة العاطفية مثل معالجة الصدمات وتنمية المهارات الاجتماعية ويتيح لك ذلك تحقيق التوازن بين المشاعر السلبية الشديدة والرغبة في التغيير.

العلاج الجدلي السلوكي

مرحلة علاج السلوكيات الإشكالية الفردية

خلال هذه المرحلة يعمل المعالج على ترتيب الأنماط السلوكية للمريض والتي تمنع المريض من التفكير في الإنتحار أو إيقاف العلاج قبل الأوان، بالاضافة إلى عمل تحليلات سلوكية خاصة بالسلوك الذي يعرض العلاج للخطر، والسلوك الذي يضعف نوعية الحياة مثل تعاطي المخدرات أو الاضطرابات الانفصالية حيث يتم إختيار العلاج وفق هذه المعايير، ويهدف العلاج في هذه المرحلة الى :-

  • تحسين الإدراك العاطفي والاجتماعي للذات وللآخرين.
  • ممارسة مهارة التعامل مع الأزمات وضبط النفس.
  • التمييز المعرفي والحد من التفكير ثنائي التفرع.

مرحلة علاج العواقب العاطفية والمعرفية لصدمة سابقة

تؤدي التجارب المؤلمة إلى حدوث متلازمة حدية في العديد من المصابين لذلك يوفر العلاج السلوكي الجدلي علاج للصدمات في هذه المرحلة حيث أن المريض لديه الآن الأدوات التي تساعدهم على التعامل مع المشاعر الشديدة التي تثيرها ذكريات التجارب المؤلمة.

مرحلة التعامل مع أحداث الحياة اليومية

تهدف هذه المرحلة إلى معالجة التجارب المجهدة والظروف التي ساهمت في تكوين الأعراض على عكس العلاج القائم على التحليل النفسي فإن الأمر يتعلق بالقدرة على تقبل الذات والماضي الشخصي وتحقيق الأهداف الشخصية في الحياة والتدريب على تقليل التوتر والسيطرة على العاطفة ويرافق المعالج المريض خلال هذه المرحلة لإعادة التوجيه والتكامل ويطور معه خططه لحياة جديدة.

طريقة العلاج

يتم من خلال مساعدة المرضى على إدارة مشاعرهم السلبية بعديد من الأساليب فهو يشمل جلسات فردية وجماعية وتدريب على المهارات .

أولًا: العلاج الفردي

ينصب العلاج الفردي على تحديد السلوكيات الإشكالية والمشاعر والأفكار المرتبطة بها، حيث يتمحور العلاج بشكل عام حول تحليل مفصل للسلوك والمشاعر، وتعليم وتقوية المهارات، وتعلم السلوك الفعال والالتزام المستمر بالعلاج، ومعالجة السلوكيات التي تعيق العلاج.

ثانيًا: الفريق الاستشاري

يعطي العلاج الجدلي السلوكي DBT أهمية للشخص المعالج والذي يؤثر بشكل غير مباشر على المرضى الذين يعانون من السلوكيات عالية الخطورة والتجارب العاطفية الشديدة لذلك فهو يعطي أهمية لسلوك المعالج حيث يجتمع الفريق الاستشاري لمناقشة الأهداف العلاجية وتحسين طرق وأساليب العلاج.

ثالثًا: التدريب على المهارات

تساعد مهارات العلاج السلوكي الجدلي المرضى في كيفية الخروج من الضغوطات اليومية وتعلم وتحسين المهارات اللازمة للتعامل بشكل أفضل مع الصعوبات والتوتر في المستقبل وتشمل:

  • مهارة اليقظة الذهنية: تتضمن هذه المهارة القدرة على أن تكون حاضرًا بالكامل في اللحظة الحالية، وتوجيه الانتباه بشكل فعّال نحو المواقف الحالية بدون تقديم حُكم
  • مسبق. يتعلم المريض كيفية تحقيق اليقظة الذهنية من خلال التدريب على التنفس العميق والتركيز على الحواس والمشاعر في اللحظة الحالية.
  • مهارة تنظيم المشاعر: تعني هذه المهارة القدرة على التعرف على المشاعر وتنظيمها بشكل صحيح، بما في ذلك التعامل مع المشاعر السلبية والإيجابية بطريقة متوازنة وصحية. يتعلم المريض كيفية التفكير بشكل منطقي حول المشاعر بشكل صحيح دون السماح لها بالتحكم الكامل في سلوكه.
  • مهارات العلاقات: تتضمن هذه المهارة القدرة على بناء علاقات صحية وداعمة مع الآخرين، وتطوير مهارات التواصل الفعّال وفهم احتياجات الآخرين والتعبير عن احتياجات الذات بشكل واضح ومباشر. يتعلم المريض كيفية تحسين الاتصال مع الآخرين وبناء العلاقات الإيجابية التي تدعمه
  • مهارة تجاوز الأزمات: تعني هذه المهارة القدرة على التعامل مع الأزمات والمواقف بشكل فعّال لتجاوز العقبات بنجاح. يتعلم المريض كيفية التفكير بشكل إيجابي والبحث عن حلول للمشاكل بدلاً من اللجوء اليأس أو العزلة.

هذه المهارات الأربعة تشكل جزءًا من العديد من المهارات التي يتعلمها المريض في رحلة العلاج، وتساعده في تجاوز الصعوبات في حياته

الاهداف

يهدف العلاج الجدلي السلوكي إلى تحسين حياة المريض وسلوكه ومهاراته في مختلف جوانب حياته كما يلي:

  • تنمية وتطوير المهارات الشخصية من خلال تقبل الواقع والتخلي عن الأحداث المؤلمة والتسامح والقدرة على مواجهة الصعوبات والمعاناة.
  • التعبير عن النفس وقبول الذات والظروف عن طريق تغيير تصوره لنفسه وتقليل المشاعر السلبية.
  • تحسين السلوكيات والقدرات السلوكية النفسية والاجتماعية للمريض.
  • يتعلم المريض التحكم في بيئته الطبيعية وتحسين صحته العقلية وتعزيز سلوكياته الوظيفية.
  • زيادة القدرة على التعرف على المشاعر والأفكار والمعتقدات المتطرفة واستراتيجيات التعامل معها واستبدالها في النهاية بأفكار أكثر إيجابية وفاعلية تعمل على تحسين صحته.
  • يتعلم كيفية التواصل بشكل أكثر فاعلية في علاقاته الحالية، والتحدث بثقة أكبر وتعلم كيفية التعامل مع التبادلات اللفظية وتعزيز قدراته الشخصية.

الخاتمة

في النهاية، يُعد العلاج الجدلي السلوكي مسارًا شاملًا نحو الاستقرار النفسي. بفضل المراحل والأهداف الواضحة، والمهارات العملية التي يتعلمها المريض، يُمكن تحقيق تغيير إيجابي ودائم في حياته. يمكنكم التواصل مع مركز الطب النفسي حيث يعتبر أفضل مركز نفسي يقدم العلاج الجدلي السلوكي بشكل فردي أو جماعي حسب حاجة المريض وتفضيلاته الشخصية.

ما رأيك في المعلومات المعروضه بالمقال ؟
مفيدة

0

غير مفيدة

0

تفاصيل الكاتب
author
تفاؤل بشير
خبيرة في كتابة وإعداد موضوعات الصحة النفسية.

حاصلة على العديد من الشهادات وكورسات الدعم والإرشاد النفسي، خبرة حوالي 8 سنوات في كتابة الموضوعات الطبية خاصة الصحة النفسية.

جميع المعلومات التي يذكرها كتابنا بالموقع تهدف الى التوعية وتقديم الدعم والمساعدة لذوي الإضطرابات النفسية والعقلية كنصائح وارشادات، ولا تُغني عن استشارة الطبيب، ونحذر من تناول أي دواء يتم ذكره بدون الرجوع الى الطبيب المختص.

أكتب تعليقا